اتجهت دراسات وبحوث الشركات العائلية لتقييم مدى وجود روح العصامية في ممارسات الأجيال التي تقود الشركات العائلية وركزت في تقييمها على آليات اتخاذ القرارات الاستثمارية في غياب المؤسس لمقاربتها بما كان يفعل، ومبعث هذه التوجهات أن الشركات العائلية بدأت مبادرة فرد عصامي ونجحت من خلال تجاربه التي اتسمت قراراتها بالعصامية وطبعتها روح لا تخشى خوض غمار مخاطر اقتصادية واستثمارية معقدة أبدع فيها المؤسس وأدار مخاطرها بتوفيق اداري جنبها سلبيات كان يمكن أن تقع فيها ،وما كشفته هذه الأبحاث من تجارب ناجحة بين وجود مناهج للنجاح اختطها المؤسسون للأعمال العائلية.
بكلمات أخرى تدفع هذه الدراسات للقول بأن من يمضي في الخط الاستثماري العائلي الناجح عليه محاكاة أساليب المؤسس ولكن ذلك لا يعني أن المحاكاة تضمن النجاح في كل حال لأن المؤسس نفسه أبدع في كل مرة فمن لم يبدع في عمله تكلس وتوقف وتنكب طريق النجاح وسلك سبيل انهيار أعمال العائلة.
ومن يتأمل في نتائج هذه الدراسات أو ما تود أن تدفع له يجد مؤشرات صائبة ورغم ذلك تغفل عامل التجديد وهو عامل يتصل بتغير الأزمان وديناميكية تبدل الأجيال وبروز أفكار وتحديات يصعب التعامل معها بمحاكاة أسلوب المؤسس أو بوتيرة أو تصور نمطي موروث.
نجاح العمل العائلي إذن له دورة حياة تماثل دورة حياة الفرد، ولكل دورة استراتيجياتها وأفكارها أي ما يصلح في فترة المؤسس قد لا يكون مناسباً للعمل العائلي في مرحلة النضوج ،أو مرحلة انخراط الشباب في العمل العائلي ولا ينفع حين يكون العمل العائلي نفسه بلغ مرحلة الشيخوخة ،ولهذا لكل مرحلة فرصها وتحدياتها وبالتالي لكل مرحلة روحها العصامية، وبيئة العمل العائلي تُحدث التنوع بين الأجيال فللشباب توجهات تتسم بالحماس ومحاولات الإبداع ولغيرهم توجهات متثبطة للعصامية والمخاطرة أو مشجعة لهما، وهذه الأبعاد في العمل العائلي مما أغفلته الدراسات العائلية بينما هذا مدخل يرتب مخاطر جمة.
لابد والحال كذلك من توفر وعي يقبل بتنوع أفكار العمل العائلي في مراحله المختلفة لدرجة التباين بين شباب متحمسين يتطلعون للإبداع وقادة ناضجين يميلون للاستقرار والسكينة والمحافظة على الوضع القائم وبالتالي عدم المخاطرة إلا أن تكون محسوبة بدقة وقد يكون هناك أفراد في الأسرة يرون أي مخاطرة أمراً يجب تجنبه بافتراض أن العمل العائلي ناجح ولا يستدعي خوض المخاطر واستقرار هدف في حد ذاته وبين هؤلاء وأولئك من يرى صحة العمل العائلي في استنتاجات مختلفة.
هذه الدراسات رأت التباين بين أجيال الشركات العائلية واقترحت معالجته بتطبيق مضامين الحوكمة الإدارية أي بفصل ماهو عائلي عن ما هو عمل مهني ،أو فصل العمل العائلي الاجتماعي عن العمل التجاري، بكلمات أخرى تعميق روح المهنية وممارساتها واختيار الأفراد على أساس الجدارة والاحتراف.
وبينما يرى البعض بأن الحوكمة بلسم لكل داء هناك من يرى أنها قد تخنق المرونة العائلية في اتخاذ القرارات الاستثمارية مما يحرم الشركة العائلية من أهم ميزة نسبية تتمتع بها وهي سرعة اتخاذ القرار الاستثماري مقارنة بغيرها من الشركات التجارية غير العائلية.
وإن كان لهذا التحليل نصيب من صحة فإن قبول الأفكار الجديدة لتطوير العمل العائلي يعتبر بأهمية قبول منتج جديد يستهدف تنويع المنتجات أو توسيع العمل التجاري العائلي أو تنميته فالأفكار الجديدة في رأيي بمثابة الأكسجين للجسم ومن يتوقف عنها يخاطر بالنجاح ويصبح مثل حوت يتوقف ،ومتى توقف الحوت مات بل إن توقف الماء عن الجريان يجعله آسناً.
نقلا عن جريدة المدينة
اول مرة اشوف حوت واقف. لا.وميت بعد/بله هذا عنوان ولاردى منه المقال!!!!!!
مقال جيد