المؤشر العام للسوق السعودي 2014

05/01/2014 1
بسام العبيد

أغلق المؤشر العام للسوق السعودي بأول يوم من العام الجديد 2014 فوق مستوى 8600 وهو المستوى الذي لم يزره منذ منتصف 2008 بعدما اقترب المؤشر العام للسوق حينها لعتبة ال 12000 تقريباً والتي هبطت فيه معظم الأسواق المالية ذلك العام هبوطاً عنيفاً بسبب ازمة الرهن العقارية الأمريكية والتي جرت ويلاتها آنذاك على معظم الاسواق العالمية والتي كان سوقنا السعودي من اشد الاسواق هبوطاً وتأثراً.

وكنت مطلع يناير العام المنصرم 2013 كتبت مقالاً بالرياض الاقتصادي بعنوان "السوق السعودي موجة صاعدة تلوح بالأفق" وقد اغلق السوق وقتها عند مستويات 7157 وحقق المؤشر العام خلال العام الماضي ما كنا نتحدث عنه بالمقال الآنف الذكر وذكرت بعبارة سابقة فيه تحديداً "يتضح لنا رغبة السوق في فتح صفحة جديدة للتداولات بشكل أفضل وأكثر عطاء" وبالفعل فتح السوق صفحة جديدة من التعاملات والتغيرات الإيجابية والآن بعدما ارتفع المؤشر العام اكثر من 1500 نقطة من ذلك الوقت وحدثت ارتفاعات شملت كل قطاعات السوق وتحسن بمستويات السيولة العامة ايضاً ها نحن نطل عليكم بنفس التوقيت لنتحدث عن السوق بفترته الحالية حيث اغلق بداية تداولات هذا العام فوق 8600 نقطة ولم يكن غريباً ان السوق وصل لهذه المستويات حيث تم رصدها بوقت كافٍ بأكثر من مناسبة.

وهنا تجدر الإشارة ان السوق حقق ارتفاعات مجزية ومتتالية خلال الاربعة اشهر الماضية ولم يحدث خلالها تصحيح يذكر والسوق بالوقت الحالي بحاجة لتصحيح من شأنه تكوين قيعان صاعدة ومناطق دعم معتبرة مستقبلاً حتى لو واصل ارتفاعاته لمستويات 8800 او أعلى من ذلك بقليل فهذا لا يعني ابداً عدم حدوث عمليات جني ارباح او تصحيح تعيد للسوق زخم الارتفاعات من جديد وكذلك تبث الطمأنينة للمتداولين وتمنحهم الوقت لإعادة ترتيب اوراقهم ومحافظهم من جديد بالسوق حيث إن استمرار العطاء دون توقف ضرره دائماً اكبر من نفعه فتأخر عمليات التصحيح يزيد من نوبات الهلع وعمليات البيع عند بدايته بل يزيد من حدته وقوته وهذا ما لا نريد حدوثه بسوقنا.

لذلك دعونا نتطرق لمناطق الدعم حسب ترتيبها

فمنطقة الدعم الاولى هي 8425 يليها 8180 واما اذا ما صاحب عمليات جني الارباح او التصحيح اخبار سلبية من هنا او هناك فقد تزيد حدة ذلك الى منطقة 7900 تقريباً حسب قوة ومدى تأثير تلك الاخبار ولعل من اهمها هذه الفترة ازمة التحفيز الأمريكية التي تدق الابواب وماذا سيترتب عليها من قرارات اقتصادية ولكنها التصحيحات ستخلق فرصة متجددة لإعادة هيكلة المحافظ ودخول محافظ اخرى من جديد وفسح المجال لبعض القطاعات والشركات التي لم تتحرك بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة وتبادل الادوار بينها اعلم ان الكثير لا يحبذ الحديث عن اي هبوط ولكن لابد ان نعلم ان اي هبوط مقنن يصب بمصلحة السوق اولاً والمتداول ثانياً فعندما كان المتداولون يعيشون فترة من التخوف والتردد كنا ممن يبشر بموجات صاعدة وصفحات جديدة ذكرناها بمقال سابق.

ولكن الحديث عن حاجة السوق لعمليات تهدئة لا يعني ابداً اغلاق تلك الصفحة ولكن لتجديدها والمحافظة عليها دونما ارباك او تخبط ولا ننسى ابداً ان ما ذكرناه هنا ليس قطعي الثبوت فهو مبني على التوقعات والاشارات نفسها التي تنبأنا من خلالها بموجات صعود مازلنا نعيش فيها ونحصد ثمارها ولنتذكر ان استمرار السوق باتجاه معين هو محال ولو اخذنا بالحسبان قانون نيوتن "لكل فعل ردة فعل مساوية له بالمقدار ومعاكسة له بالاتجاه " لعرفنا جزءاً من اسرار الاسواق المالية التي دأبت بتطبيق شيء منه وما ذكرناه ليس ارجافاً او تخويفاً بل هي حاجة ملحة للاستمرار، وما سبق اجتهاد شخصي قابل للخطأ والصواب.