علاقة السيولة بمؤشر الأسهم

20/05/2023 0
بسام العبيد

ارتفع المؤشر العام للسوق السعودية في أولى جلساته للأسبوع الحالي إلى 11450 نقطة، لكنه أغلق منخفضا نهاية الجلسة بمقدار 44 نقطة، كان الارتفاع بسيولة هي الأقل منذ بداية الشهر الجاري، حيث لم تتجاوز أربعة مليارات و300 مليون ريال، بينما كانت أدنى الجلسات سيولة منذ مطلع الشهر الجاري أعلى من أربعة مليارات و676 مليون ريال في اليوم الرابع من الشهر، ومن الناحية الفنية فإن الارتفاع بسيولة أقل مما سبق يعد إشارة إلى عملية جني أرباح، وهو ما تبع ذلك بالفعل حيث تراجع المؤشر العام للسوق نحو 300 نقطة إلى مستوى 11147، وسجلت جلسة الثلاثاء الماضي أعلى معدل للسيولة خلال الشهر الجاري حيث وصلت قيمة التداول إلى ستة مليارات و900 مليون ريال، وأغلق المؤشر العام منخفضا لليوم الثالث على التوالي بعد تسجيله لـ11450 نقطة، هذا التراجع يعد طبيعيا من الناحية الفنية بعد وصول السوق إلى مستويات مقاومة، وربما تتم العودة إلى اختبار مناطق الدعم عند 11 ألفا التي تعد مستوى دعم قريبا، بينما تعد منطقة 10800 هي الدعم الأهم خلال الفترة المقبلة.

ومن خلال ربط السيولة بحركة الصعود والهبوط التي حدثت خلال الأسبوع، نستخلص إشارتين من الإشارات الفنية التي ينبغي للمتداول الاهتمام بها، الأولى منهما هي أن الارتفاع والصعود بسيولة أقل يعني احتمالية حدوث تراجع وجني أرباح كما حدث في جلسة الأحد يؤكد ذلك الإغلاق على تراجع نهاية الجلسة، أما الإشارة الثانية فهي الانخفاض الذي شهدته جلسة الثلاثاء مع ارتفاع معدل السيولة ما يعني احتمالية استمرار التراجع لليوم الذي يليه، فصعود المؤشر العام مع ارتفاع السيولة يعد أمرا إيجابيا، أما صعوده بسيولة أقل فيعد أمرا سلبيا من الناحية الفنية، كما أن انخفاض المؤشر العام مع ارتفاع السيولة يعد أمرا سلبيا، إذن متابعة السيولة وربطها بعمليات الارتفاع والانخفاض يعد أمرا في غاية الأهمية للتنبؤ بالمسار التالي لحركة الأسعار، وهذه الإشارات تفيد المضاربين في المقام الأول الذين يتتبعون التحركات اليومية لبناء مراكز قصيرة المدى، بينما يهتم المستثمرون بحركة السيولة بربطها مع مناطق الدعم المهمة بشكل عام على المدى الطويل.

من جهة أخرى رغم التراجع الذي شهدته السوق السعودية خلال الأسبوع الحالي إلا أنها لم تشهد عمليات بيوع جماعية ولم ترتفع معدلات السيولة خلال أيام الانخفاض بشكل حاد أو بفارق كبير، ما يعني محافظة السوق على زخمها الصاعد حتى الآن، ورغم تراجع أرباح شركتي أرامكو وسابك وتحقيق مصرف الراجحي والاتصالات السعودية أرباحا بفارق طفيف عن الربع المقارن من العام الماضي، ورغم حجم هذه الشركات وثقلها وتأثيرها في حركة المؤشر العام للسوق، إلا أن السوق لا تزال تحافظ على مناطق دعمها التي تحدثنا عنها، حيث تعد هذه النتائج إيجابية في ظل الظروف التي تعاني فيها كبرى الشركات العالمية، ما يشير إلى تلقي المستثمرين نتائج هذه الشركات بقبول كبير وعدم تخليهم عن مراكزهم أثناء تراجعات السوق الأسبوع الجاري.

على جانب آخر لا تزال أسعار خام "برنت" تحافظ على منطقة الـ70 دولارا للبرميل، ومن المهم ربط هذا المستوى بالمؤشر العام للسوق، حيث يهدد كسر الـ70 مناطق الدعم التي ذكرناها بحكم العلاقة التاريخية بينهما.

 

نقلا عن الاقتصادية