الإنسان هو محل اهتمام كافة النظم، ومن هنا كان توفير حاجاته الأساسية (الطعام والشراب والملبس والمأوى) بصورة كريمة وبالحد الكافي، محل إجماع الجميع ، وأسوأ ما يمكن أن يصاب به أي مجتمع أو دولة الجوع الناتج عن شح الغذاء أو ارتفاع أسعاره، ماهو إلا تعبيراً مكثفاً لمفردات أخرى أكثر قسوة مثل الفقر وعدم امتلاك قوت اليوم وافتقاد الحرية وربما السلطة والجاه ومن ذلك ما حدث مؤخراً بسبب جموح أسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية في الدول النامية، مما يشير إلى أن العالم يعاصر حالياً أزمة غذائية طاحنة، لا يعرف مداها ومنتهاها إلا الله سبحانه وتعالى .
أرى أن المشكلة في الأزمة الحالية وارتفاع أسعار الغذاء وشحة لم تعد مقتصرة على الشعوب الفقيرة في الدول النامية، بل باتت تهدد أيضاً الأفراد والمجتمعات في الدول المتقدمة، وإن تباين الوضع ودرجة التأثر في كلتا الحالتين، وقد رأينا على سبيل المثال مدى تأثر دخل الفرد في دول الخليج جراء الأعباء التي فرضتها هذه الأزمة. أن أزمة الغذاء الحالية، التي تتشابه معالمها وصفاتها في بعض الدول من أجواء المجاعات والشدائد الغذائية، أن مناخها بات يتصاعد بشكل مذهل ، ففي الأشهر الستة الماضية فقط، أضيف لفقراء العالم وجوعاه أكثر من 100 مليون فرد، كما بلغت نسبة العجز في ميزانيات هيئات الإغاثة العالمية وبرنامج الغذاء الدولي أكثر من 40 %، بسبب الارتفاع الرهيب في أسعار الغذاء.
أكثر ما يلفت الانتباه بخصوص هذه الأزمة، هو تشابك أسبابها وأبعادها وتداعياتها على المستوى العالمي، بطريقة تدعو للدهشة ، والأمر مرده أن الأزمة الحالية هي أولى أزمات الغذاء في زمن العولمة، وفي ظل تحكم آليات السوق في الاقتصاد العالمي، وهي إشكالية أتاحت لفيروس الغلاء الانتقال والانتشار من الواقع الإقليمي إلى المحيط العالمى بسرعة الهشيم ، شواهد على الخلل البين تقدر إحتياجات البلدان الفقيرة وعددها 37 بلداً على مستوى العالم الى 1.4 مليار دولار لتلافى أوجه القصور فى المحاصيل الزراعية خلال المواسم القادمة ، بينما نجد حجم الإنفاق على السلاح على مستوى العالم يصل 1.2 تريليون دولار فى عام 2006 ، يخص الولايات المتحدة الأميريكية نسبة 50 % من هذا الإنفاق.
ليس من المرجح انقضاء أزمة ارتفاع أسعار الغذاء العالمي خلال السنوات الثلاث القادمة، وهذا لاسباب لا يتسع المجال لذكرها ، لذا ينبغي العمل على إنهاء هذه المشكلة باتخاذ خطوات ناجزة وحلول طويلة المدى، وليس بالمسكنات والحلول الوقتية ، وفي هذا الإطار ينبغي دعم وتشديد الجهود والمبادرات البحثية الهادفة لزيادة إنتاجية المحاصيل الغذائية ، والواقع أن هناك آليات وأفكارا كثيرة يمكن أن تسهم في تحقيق هذا الهدف منها :-
إستخدام تقنيات الهندسة الوراثية التى تساهم في استحداث نوعيات من البذور والمحاصيل المقاومة للجفاف والصقيع ، فإن نجاح تجاربها، وإمكانية تطبيقها على نطاق واسع، يمكن أن تحقق طفرة حقيقية وهائلة في الإنتاج الزراعي العالمي، وفي حل كثير من مشاكل الدول الفقيرة، التي لا تجد موارد مائية كافية لاستصلاح وزراعة أراضيها.
احد الحلول الهامة يجب عمل تنسيق استراتيجي للحبوب والكميات المطلوبة وفقا للدراسات الدقيقة للنوعيات في الفترة الزمنية المحددة اي يجب ان تكون الدراسة شاملة ، كميات الحبوب ، نوعيات الحبوب الغذائية ، الدعم الارشادي و فترة الاستثمار في المشروع .
1.2 تريليون دولار انفاق على التسليح !!!! شئ لا يعقل وأمريكا يخصها 50 %،،،، فلعلها تكون بداية السقوط لامريكا .... على نفس النحو الذي سقطت به روسيا والذي كان بسببه زيادة الانفاق على التسليح (سباق التسليح) على حساب الاقتصاد. ومشكور الكاتب على مقاله الرائع والمميز
الدول راحت للصرف على السلاح و نسيت الاهم حقيقة استغرب من بعض الدول الصغيرة تصرف مبالغ مهولة على التسلح و الطريف انها لا تملك شعوبا حتى لحمل هذا السلاح،، لياكل الصدا ماليديهم!!
ما جاع فقير الا بما متع به غني !!! وهذا بسبب التبعيه وراء النظام الرسمالي الفاسد .