لماذا انهار الذهب و إلى أين يتجه؟؟

01/12/2013 2
فهد البقمي

تقديم: مع دخول 2013 افتتح الذهب في 1680$ لكن سرعان ما بدأت الاراء تتغير حول أسعار الذهب  مع تواصل الهبوط حتى 1650$ ومن ثم كسر منطقة 1450$ وكانت المفاجأة بتسارع الهبوط حيث  سجل أكبر هبوط تاريخي له منذ 1980  بنسبة 18%  فمثل شبه انهيار لأسعار الذهب.

و لمعرفة أسباب هذا الهبوط علينا ان نحدد اولا العوامل التي تتدخل و تؤثر في أسعار الذهب حول العالم.

1-العوامل المؤثرة في سعر الذهب

العوامل المؤثرة في ارتفاع أو انخفاض سعر الذهب تشغل بال كل المهتمين بالذهب سواء مستثمرين للذهب بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة لأن سعر الذهب متعلق ومتحكم بدرجة كبيرة في تحديد الاقتصاد العالمي ومؤشر له.

هناك أساسا خمسة عوامل أساسية تؤثر على أسعار الذهب وهي :

1 - قيمة الدولار الأمريكي.

2- الطلب على المجوهرات من الأسواق الآسيوية والصينية.

3- البنوك المركزية

4- إنتاج الذهب.

5- زيادة الاستثمار في الذهب

العامل الأول الذي يحكم سعر الذهب هو الدولار الأمريكي.

فكلما كان الدولار الأمريكي قويا ومرتفعا انخفضت أسعار الذهب ، والعكس كلما ضعفت ونقصت قيمة الدولار الأمريكي كلما ارتفع سعر الذهب، ذلك لأن الناس يشعرون بالخوف من ضعف الدولار فيلجئون إلى الاستثمار في السبائك الذهبية.

تعتبر كل من الصين والهند من أكبر مشتري الذهب في سوق المجوهرات.. في عام 2009، تم تسجيل انخفاض ب 32 ٪ من الطلب على الذهب والمجوهرات بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، مما أدى إلى انخفاض طفيف في أسعار الذهب.

السياسات النقدية للبنوك المركزية في حالات التضخم مؤثر مهم في سعر الذهب لأن أسعار الفائدة في البنوك تكون منخفضة لأن الناس تبتعد عن الاستثمار في الأوراق النقدية وتتحول إلى الاستثمار في الذهب أملا في عوائد أفضل.أما عندما تعطي البنوك أسعار فوائد مرتفعة فإن أسعار الذهب تنخفض.

2-أسباب انخفاض سعر الذهب في الاسواق

ليس هناك سبب واضح و مباشر لهذا الهبوط السريع لأسعار الذهب في الأسواق العالمية لكن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن نفسر بها ذلك من أبرزها :

-ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي: إلى أعلى مستوى خلال 5 أعوام مقابل سلة العملات الرئيسية مما أدى إلى تراجع الاستثمار في الذهب.

-وضع الحكومة الفيديرالية الأمريكية: إغلاق بعض المؤسسات الفيديرالية الامريكية  لحل مشكلة رفع سقف الدين العام المسموح للحكومة.

-بيع قبرص لمخزونها من الذهب:  رغم أنه ليس بالحجم الكبير (في حدود 400مليون يورو) لكن المخاوف تاتي من سياسات وردود فعل دول أخرى من الاتحاد الاوروبي بسبب الأزمة.

 تصرف قبرص خلق وضعية من الهلع و الخوف الذي أدى إلى ازدياد   البيع الجماعي ليس من       البنوك المركزية بل من صناديق التحوط لأن الذهب من اكثر المعادن التي تشارك فيها هذه الصناديق بالاضافة الى بعض الافراد بحسابات وقروض ضخمة.

-ردة فعل :من الأسباب المهمة التي يمكن أن نفسر بها  تراجع سعر الذهب أيضا  هو وصوله لمستوى قياسى من الإرتفاع، حيث إستمر صعود الذهب نحو 12 عام متواصلة.

ويأتى التراجع الحالى كرد فعل طبيعى عقب موجة الصعود التي كان فيها الذهب هو الملاذ الأمن خلال عدة أزمات إقتصادية عالمية.

-ارتفاع أسعار الاسهم: ومن ناحية أخرى ساهم إرتفاع أسعار الأسهم في عدة بورصات عالمية لتراجع أسعار الذهب ، وإنتعاش سوق المال فى العديد من الدول.

-تراجع التضخم :أن مستثمري الذهب الذين كانوا يلجاؤن إليه للهروب من إنهيار مدخراتهم المالية ، فضلوا التراجع ومحاولة الهروب من مراكزهم الإستثمارية في الذهب بأي سعر بسبب تراجع التضخم حول العالم  الذي قلل من قيمة المعدن الأصفر كمخزن للقيمة..

3-التوقعات المستقبلية

بعد موجة الهبوط التي تواصلت منذ بداية 2013 شهدت التداولات في الذهب خلال 4 أسابيع الماضية انتعاشة واضحة حيث عادت أسعار الذهب للارتفاع  ووصلت  الى أعلى مستوى حيث تماسكت في 1320$.

لذلك تدور التوقعات حول عودته مرة جديدة إلى مستويات 1400دولار، خاصة مع توصل الكونغرس الأميركي إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة لرفع سقف الاقتراض الحكومي حتى أوائل العام المقبل لتفادي تخلّف تاريخي عن سداد الديون وإعادة فتح المؤسسات الحكومية المغلقة.  

وبذلك سيكون الطريق مفتوحا لعودة سعر الأوقية إلى 1400دولار التي سجلها في شهر أغسطس الماضي.

ولقد مثلت نقطة 1333دولاراً مقاومة كبيرة وتم تخطيها بعد مكاسب بحدود1.7% الأسبوع الماضي بفضل البيانات الضعيفة لسوق العمل الأميركي، في المقابل وجود دولار ضعيف ومؤشرات الأسواق المالية في أعلى مستوياتها.

وتدور التكهنات أيضا، أنه من المكن أن لا يبدأ المجلس  الفيدرالي بتقليص التحفيز الا في شهر مارس المقبل من عام 2014،بعد البيانات الاقتصادية الأميركية، والأضرار التي نتجت من توقف بعض أعمال الحكومة الأميركية، وكلفتها على الأسواق.

وبالتالي سيلقى سعر الذهب دعما من ضعف الدولار في الفترة الحالية.

هذا بالإضافة إلى وحود طلب قوي على الحلي من الهند أكبر مستهلك في العالم ، بسبب تزامن هذه الفترة مع المهرجانات الكبيرة للذهب، ومواسم الزواج حيث الملايين من الهنود يتزوجون في هذه الفترة، مما يخلق موجات شراء كبيرة.

ولذلك نتوقع أن يصعد الذهب بحدود 3.8% خلال شهر، مع دعم قوي إذا توفر هذه المرة من اليورو، إذا وصل مقابل الدولار إلى مستويات 1.40، وذلك يسهل وصول أسعار الذهب إلى 1400 دولار.

يذكر أن اليورو وصل مؤخرا إلى أعلى مستوى له في عامين بعد اختراقه منطقة 1.38دولار.

كما نذكر أيضا  أن أكبر صندوق لسبائك الذهب المتداولة في العالم سبايدر جولد تراست انخفضت موجوداته 0.2 % أو 1.8 طن الخميس الماضي، وبعد خروج 10 أطنان منذ أسبوع ، وبالتحديد الاثنين الماضي تبعها صعود في اليوم التالي بحدود 6 أطنان.

كل هذا من شأنه أن يدفع بالتوقعات إلى القول بتواصل ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة القادمة في دائرة 1400$لكن أغلب أصحاب الخبرة والمحللين لا ينصحون بالاقبال على الاستثمار إلى حين إستقرار السعر و ربما يختلف ذلك حسب أهداف كل مستثمر.