اتفاق " ايران " بين العاطفة والمصالح

25/11/2013 3
صالح الروضان

فور اعلان الاتفاق تسابق الجميع سواء حكومات او شعوب بالتعليق ما بين مؤيد ومرحب للاتفاق وما بين متحفظ ومتشائم وقد لاحظت ان غالبية الردود الرافضة او المتخوفة من نتائج هذا الاتفاق بالغالب كانت نتيجة نظرة عاطفية على العلاقات بين الغرب والشرق وهذه العاطفة دائما تسبب خيبة امل لدى المراقب لمجريات السياسة الامريكية والغربية على وجه الخصوص مع دول العالم الاخرى.

فور الاعلان عن اتفاقية طهران مع الدول الموقعة على الاتفاق كان الرد واضح على اسعار النفط سلبا وعلى بورصات المال والاسهم ايجابا.

من وجهة نظري اعتقد ان الردود في الاسواق العالمية مبالغ بها من ناحية تأثير الاتفاقية ومدى نجاحها على المدى المتوسط والطويل لذلك اعتقد ان تعود الامور الى طبيعتها مع تقدم الاسابيع وربما الشهور القليلة القادمة.

من الناحية الاقتصادية دول الخليج العربي اصبح لزاما عليها الاسراع في مشروع الوحدة وبناء استراتيجيات مشتركة لمواجهة التغير المتوقع على الاقل من الناحية الاقتصادية اما من الناحية السياسية فالموضوع خارج عن اختصاصي وان كان مهم ان تبدأ الدول الست فورا بالتحضير للعمل المشترك المبني على التغيرات الطارئة في المنطقة.

الدرس الذي لم يتعلمه العرب للأسف الشديد ان العلاقات بين الدول تبنى وتتطور بناء على المصالح وليست كما يصورها الاعلام الغربي على العواطف وحقوق الانسان ودعم الارهاب وغيرها من الشعارات  فكل ذلك هراء مقابل المصالح المادية.

الدرس الثاني والذي يجب ان نتعلمه ان بناء القوة الذاتية الداخلية من توافق بين الشعب الواحد والحكومة هو القوة الحقيقية التي تدفع بالبلد الى المزيد من التقدم في العلوم والصناعات وهي التي تفرض احترام المفاوض وتجبره بالاتفاق على مصلحة مشتركة وليست من طرف واحد ... فهل نحن في موقف يساعد على ذلك ..!! 

يجب ان ندرك ان علاقة الغرب مع العدو الاول للدول العربية بل والاسلامية وهي المحتل الاسرائيلي تعتبر علاقة وطيدة ومتينة بالرغم من العاطفة الجياشة بين الدول العربية والدول الغربية.