في آخر عشر سنوات نجد أن الكثير من الناس يرغب في أن يصبح رجل أعمال، وهذا حق مشروع، ولكن يجب أن تسأل نفسك قبل أن تُقبل على هذه المغامرة، هل أنت فعلاً جاد وقادر على أن تضحي وتعمل بجد لتصل لهدفك؟ الكثير يجيب بنعم ولكن إذا حمي الوطيس واشتد الرمي تجده يتراجع ويفشل، والسبب في ذلك أنّه لم يُجب عن هذا السؤال في بداية الطريق.
في مقال كتبه (سكوت قيربير مؤسس مجلس رواد الأعمال في إحدى ولايات أمريكا) يذكر بأن هناك أربعة أنواع من الناس لا يمكن أن يصبحوا ريادي أعمال والأفضل أن يعملوا لدى الغير.
وهؤلاء الأربعة هم: شخص يكره المخاطرة.. كل عمل جديد به مخاطرة والخوف الشديد من المخاطر يتسبب في فشل المشروع الجديد، ولا يوجد أسوأ من الضغط النفسي الذي يحدث لريادي الأعمال في بداية مشروعه وخصوصًا إذا لم يكن من النوع الذي يتحمل مثل هذه المخاطر.
الشخص الذي يُحب نمط حياته ولا يريد التغيير.. من يبدأ مشروعه قد يضطر إلى التضحية في البداية، وربما يبيع منزله والانتقال إلى منزل أصغر أو تأخير إنجاب الأطفال والتوقف عن السفر والتقليل من المصاريف، وإذا كان الشخص غير مستعد لهذه التضحيات فمن الصعب أن يبدأ مشروعه.
النوع الثالث هو من يحتاج إلى راتب شهري.. بعض الناس عليه التزامات وديون ومن الصعب أن يعيش من دون راتب شهري، في بداية المشروع من الصعب سحب أيّ أرباح أو أموال لعدة أشهر، وربما احتاج المشروع لضخ أموال، لذا فإنّه من الصعب على مثل هذا الشخص بدء مشروع، ولهذا كل ما كان المشروع في بداية العمر وقبل أن يكون هناك التزامات أسرية وماليه فإنّه أفضل للمشروع، ويكون الشخص قادرًا على المغامرة.
النوع الرابع هم الأشخاص الذين يستمتعون بتلقي التوجيهات.. بعض أفضل الموظفين قد يكونوا من أسوأ ريادي الأعمال لأنهم يستطيعون أن يؤدوا العمل على أكمل وجه ولكن لا يوجد لديهم أفكار جديدة.
النوع الخامس الذي لم يذكره المقال وهو الإصرار.. فبدون إصرار لن ينجح الإِنسان، رجل الأعمال في بداياته قد يخسر أكثر من مرة، وفي أوقات يعمل في مشروع لعدة سنوات إلى أن ينجح، وهذا يحتاج إلى إصرار.
كتبت مقالًا قبل أكثر من عام بعنوان (كيف تربح 150 ألف ريال في شهرين؟) تجاوز عدد قراءات هذا المقال 80 ألفًا، ذكرت في المقال بتفصيل كيف تربح هذا المبلغ وبسهولة، وصلني ردود إعجاب وردود تشكك في صحة المعلومات، ووصلتني أسئلة كثيرة عن تفاصيل المشروع بالرغم من أن جميع التفاصيل موضّحة، ولكن لم تصلني رسالة من أحد يذكر فيها أنَّه طبق المشروع أو بدأ حتَّى في الإجراءات، كانت في الحقِّيقة صدمه لي لأنّه لم يستفد أحد من المقال رغم كثرة القراء.
في أحد الأيام دخلت مكتبي ووجدت شابًا في بداية العشرين من العمر، سألته كيف أخدمك؟ رد: أنا جئت لأشكرك على مقالك وأبشرك أني طبَّقت ما فيه وبدل من أن أربح 150 ألف ربحت 180ألف في شهرين، وأنا طالب جامعي في كلية الهندسة.
هذا الشاب لم يُكثر الأسئلة مثل غيره، لم يُكذب المقال كما فعل غيره ولم يكتف بالإعجاب في المقال كما فعل غيره ولكن كان لديه الإرادة والإصرار لأن يطبِّق ما فيه، وهذا الإصرار ما جعله ينجح.
يجب أن نفرق بين الحلم وبين القدرة والعمل لتحقيقه، ويجب أن نعرف مقدرتنا ومدى استعدادنا لمثل هذا التغير الجوهري في حياتنا قبل أن نقبل عليه.
نقلا عن جريدة الجزيرة
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع