من المعروف أنه بالرغم من تزايد عدد الشركات المساهمة، التي يساهم بها القطاع الخاص، فإن حصة الحكومة السعودية (صندوق الاستثمارات العامة)، من مجموع المساهمات، كبيرة، ومؤثرة، ويزداد تأثيرها يوماً بعد يوم. ولغرض معرفة تطوُّر ذلك الموضوع لا بد من نبذة تاريخية:-
- عام 1975م كان عاماً مفصلياً؛ إذ شهد انتقال الإدارة الحكومية من الملك فيصل - رحمه الله - إلى تكوين مجلس الوزراء الجديد، تحت إدارة الملك خالد ونائبه الأمير فهد، - رحمهما الله. وللإنصاف، فإن الخطط لتأسيس شركات مساهمة جديدة كانت موجودة خلال حكم الملك فيصل، ولكن التنفيذ بدأ بعد عام 1975م (قبل ذلك التاريخ كانت هناك شركات مساهمة، لا تتجاوز أصابع اليد، وهي عدد من شركات الكهرباء الصغيرة، والأسمنت، وبنك الرياض، والجبس، والغاز).
- بعد ذلك التاريخ تأسس عدد من الشركات المساهمة، منها شركات الأسمنت في القصيم، والشرقية، وينبع، والجنوبية، والعقارية، والفنادق، والنقل البحري، والنقل الجماعي، والخزف، وصافولا، والأسماك، ونادك، والتأمين التعاوني، وانتهى الأمر بسبب محدودية الإقبال على تلك المساهمات أن تملّـكَ صندوق الاستثمارات العامة في تلك الشركات حصة أكبر مما كان مخططاً له، ثم جاءت سابك، والاتصالات.
- أيضاً، عندما بدأت عملية سعودة البنوك غير السعودية، بدءاً من عام 1980م، فإن الدور الرقابي لمؤسسة النقد على القطاع البنكي قد ضمن للحكومة دوراً كبيراً في التأثير على تلك البنوك، وذلك من خلال الموافقة على مرشحي عضوية مجالس إدارة البنوك، بما في ذلك رئيس مجلس الإدارة؛ ولذلك ولمدة طويلة، فإن التعيينات في الشركات المساهمة، والبنوك، كانت بمنزلة تكريم لموظفي الحكومة، أو من تقاعد من الحكومة، أو من هو محسوب على هذا أو ذاك (أنا كنت أحد أولئك الموظفين). وقد دفعت الشركات ثمن ذلك، ولن أدخل في التفاصيل، ولكن بإمكان من يريد من المحللين أن يعود إلى تاريخ أي من تلك الشركات، التي خضعت لتلك التعيينات، ولسنوات طويلة، ويدرس نتائجها المالية، على مرّ تلك الفترة، وسأذكر له حالتين فقط (شركتي الأسماك والاتصالات السعودية).
- نعم الحكومة منذ عام 1975م ساعدت في تأسيس شركات مهمة، وتأتي في رأس القائمة شركة سابك، وهنا أجدني مضطراً للتوقف والتذكير بالدور الكبير للقامة الكبيرة الدكتور غازي القصيبي، الذي هو أبو صناعة البتروكيماويات السعودية، وسأورد القصة الآتية:-
قبل عام 1975م كان ملف صناعة البتروكيماويات، وصناعة الحديد، قابعاً في أدراج وزارة البترول/ بترومين، دونما اهتمام بتنفيذه، وعندما أسست وزارة الصناعة في عام 1975م، وتولاها الدكتور غازي، كانت وزارة البترول تتمسك بملف صناعة البتروكيماويات، ولم يكن الدكتور غازي يرى جدوى من وزارة، لا يكون ضمن اختصاصها صناعة البتروكيماويات؛ ولذلك ذهب الدكتور غازي إلى سمو ولي العهد، وطالب بذلك الملف، وإن لم يتحقق ذلك فقد اقترح أن يعاد تسمية وزارته «وزارة الصناعات الصغيرة»!! وكان ذلك كافياً لتحويل الملف، وكما يقال: باقي القصة أصبحت جزءاً من التاريخ.
- الحكومة اليوم هي أكبر مساهم في سوق الأسهم، من خلال مساهماتها في: سابك، والاتصالات، وبترورابغ، والنقل البحري، وبنك الرياض، وبنك الإنماء، ومعادن، إضافة إلى شركات الأسمنت، وغيرها من الشركات. وتلك المساهمة مؤهلة للزيادة بشكل أكبر، عندما يطرح البنك الأهلي، ومشروع أرامكو / توتال (ساتورب)، ومشروع أرامكو / داو (صدارة)، ومصفاتا ينبع وجيزان المقترحتين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستتحول السوق السعودية إلى سوق حكومية بامتياز؟! وماذا يعني ذلك لمستقبل باقي الشركات المنافسة؟؟؟ وكيف للجمعيات العامة أن تحاسب الإدارات في تلك الشركات، التي تهيمن على تعييناتها الحكومة؟! كل تلك الأسئلة تقود إلى السؤال المهم: هل يمكن للحكومة أن تتخذ الخطوة الجريئة، بالامتناع عن المشاركة في تعيينات أعضاء مجالس الإدارة، مكتفية بالدور الرقابي لها في الجمعيات العمومية؟!
لقد وصفت تلك الخطوة بالجريئة؛ لأنها - لو حدثت - غير متوقعة!!
نقلا عن جريدة الجزيرة
شكرا ابو هاني على الشفافية ....حقيق مقال يكتب بماء الذهب!!!...نسيت ان تذكر الدمار الذي حل على مساهمي كهرباء السعودية عد تحول ادارةتها الى بيروقراطي الحكومة ...........لقد دمر هؤلاء صناعة الكهرباء السعودية خدمة لمصالحهم الضيقة. ....لقد نشروا الاكذوبة الكبرى عند صاحب لقرار بان تحول كهرباء السعودية الى الربحية الحقيقية بعوائد مناسبة على الاصول وعلى حقوق المساهمين يعني ارتفاع حاد باسعار الكهرباء وان الدول يجب ان تتدخل لكي يضمنون مقاعد لهم ....مع ان صناعة الكهرباء لمن يعرفها من الداخل لاتختلف عن صناعة مصافي النقط وكل ماهنا لك ان يتم صرف فاتورة مكونه من شقين ( شق تكاليف الوقود والثاني شق تكاليف تحويل الوقود الى كهرباء ...وتقوم لدولة بتحميل جميع سياساتها من دعم او خلافه على شق الوقود ) ...وتقسيم الفاتورة إلى شقين تقوم به اكثر من 70% من شركات الكهرباء في امريكا ....ويستطيع القطاع استرجاع السمتثمرين الذي هجرو القطاع : الراجحي ، بن لادن ، الجفالي ....هروبا من وكيل وزارة الكهرباء/ رئيس مجلس ادارة الكهرباء - العواجي وغيره من أئمة الفساد في هذه البلاد.
...تكملة ... الدولة تتعال مع الشركات السمتقلة والتي تقوم بتوليد الكهرباء بمنطق مماثل لمايجري في الولايات المتحدة فمثلا : شركة اكوا باور في جميع المحطات التي بنتها في المملكة التسعير قائم على تسعير تحويل الوقود إلى كهرباء او ماء ....لكن الوقود توفره الدولة ولايدخل في التسعير اصلا ....يعني هذه الشركات ليس لها دخل في الوقود ...لكن طبعا شيبان و متقاعدي الوزرارات التي يتم تكريمهم او بشكل ادق يقوم الوزير المعني ب( شراء سكوتهم ) ، وضمان عدم قيامهم بنشر اي غسيل للوزارة خصوصا بعد ظهور الاعلام الجديد ...يتم تعيينهم اعضاء مجلس ادارة في كهرباء السعودية على حساب المساهمين المساكين ....الغريب ان ينعس اثناء النقاش !!
السلام عليكم شكرا على الجهد وجزاك الله خيرا. اولا صندوق الاستثمارات العامة لا يملك في بترورابغ . (لا نخلط بين ارامكو وصندوق الاستثمارات العامة). ثانيا : السوق المالية السعودية سوق حكومية . قلتها بصريح العبارة عشرات المرات وغضب البعض الذي يريد اخفاء عين الشمس بغربال . ثالثا: نتساءل هنا عن مراقبة الحكومة للسوق وكيف تسمح بما يحدث فيه من تلاعب , ليس فقط في اسهم الشركات التي تمتلك نصيبا فيها ولكن بصورة عامة . بعبارة سهلة وواضحة كي يفهمها الجميع .نضع الآتي: منذ 27 اغسطس 2013 وهو اليوم الذي اعلنت فيه امريكيا بأنها ستقوم بقصف سوريا (ليتها قصفتها وانتهت المشكلة) لم تخسر السوق المالية الامريكية ولا الاوروبيه اي شئ بل ارتفعت بعضها بينما السوق المالية السعودية خسارتها يعلمها الله . هل هذا عادي جدا عند اصحاب المسئولية ؟ تقديري واحترامي .
حتى الآن قرار تملك الدوله في بعض الشركات المساهمه قرار مفيد للجميع, المتواولين والمواطنيين, للأسف الوعي الاستثماري لازال ضعيف جدا, والا كيف نقول ان لدينا سوق ماليه مشابهه لبقية الاسواق المتقدمه, وأكثر من 93% من المتداولين افراد, وليس مؤسسات او شركات, واتخاذ قرار البيع او الشراء لدى الافراد يتأثر بأي حدث حتى لو كان بسيط,, وهم من كان سبب في طفرة السوق في 2005 و2004 وهم سبب نزول الاسهم حاليا
مقال اكثر من رائع ولكن زعلت من كلمه مضطرا عند الحديث عن القامه الرفبعه غازى القصيبى رحمه الله رحمه واسعه لقد كان انسان سابقا لعصره وكم اتمنى اننا وهبنا مثل غازى الكثير من الرجال والنساء لكان تغير حالنا الى الافضل ولما اصبحنا فى وضعنا الحالى فلقد كان مجموعه رجال فى رجل رحمه الله.
تحية إكبار للكاتب على ماقدمه من شفافية في هذا الطرح المميز والذي يستوقفنا للنضر والتأمل في حال السوق السعودي البائس !! وأن من إقتنع وخرج من السوق وقال الله يعوض علينا فعلا نفذ بجلدة من يد الجلاد الذي اصبح يراقب كما ذكر الكاتب أما من بقي في السوق بملئ إرادته أو بسبب المطبلين للسوق ولا أشك أنهم موظفون لتلك الصناديق البائسه لغرض إستكمال السرقه ونهب أرصدة المغرر بهم وإن قلت أنهم لا يفقهون أي شيئ من معطيات السوق فسوف يغضب البــــعض من كلامي ؟ في الختام مقالتك بمثابة رسالة إنذار لمن يعي وشكراً لك