المدارس الاهلية ... تجارة بدون وزارة

08/09/2013 4
صالح الروضان

المتتبع لأحوال المدارس الاهلية خلال السنوات القليلة الماضية يلاحظ التوجه التجاري " وبنهم" نحو المدارس الاهلية والتوسع بالفروع وزيادة الرسوم دون رادع مما يعطي دلالة واضحة ان ملاك هذه المدارس لا يعيرون لا لوزارة التربية ولا لوزارة التجارة أي اهمية فالأولى وبالرغم من توجيهات خادم الحرمين منذ سنة بإعادة تصنيف المدارس الأهلية وتحديد الرسوم وفقا لهذا التصنيف الا ان المدارس واصلت رفع رسومها والوزارة تعلم علم اليقين هذا التوجه ومازال السكون يخيم على الوزارة نحو هذا الاجراء تماما كما يحصل كل عام .

وزارة التجارة بالطبع ليس من اختصاصها مسألة "التعليم" لكن الامر خرج من طور التعليم الى طور "التجارة" فالتعليم بالمدارس الاهلية اصبح " ربح أو خسارة " واصبحت المدارس الاهلية حرة طليقة تعمل دون اشراف ومتابعة من أي وزارة واصبحت عملية التعليم تجارة بحته ولم تكن كما كانت في عهد قديم رسالة تعليمية تربوية من اجل فك الاختناق الموجود في القطاع التعليمي الحكومي .

الدعم المقدم من وزارة التعليم "دعم مادي" و دعم اخر "معنوي" ومعنوي هنا له عدة اتجاهات يتطور حسب ملكية هذه المدارس وقوة حضور اصحابها .

ملاك المدارس الاهلية ينظرون الى المسألة ك "بزنس" او كعرض من عروض التجارة وبضاعتها هي الطالب ويجب ان تتضخم الارباح كل عام مثلهم مثل أي عمل تجاري في البلد ويرغبون باستعادة رأس المال وما استثمروه بأسرع وقت ممكن وكلما زادت الرسوم وانخفض الجهد ومستوى الخدمة كلما كانت المعادلة افضل .

اذا كانت العملية تجارية بحته فلماذا لا تشرف وزارة التجارة على المدارس الاهلية ويطبق عليها نظام وزارة التجارة وما يحتويه من متطلبات الافصاح والتدقيق والزامهم بتدقيق حساباتهم لدى محاسب قانوني وإلزامهم بإقرار الزكاة .