ثقافة العمل الحكومي

06/09/2013 9
عبدالله الجعيثن

العمل الحكومي في أنحاء الدنيا وعندنا خاصة يكثر بين منسوبيه الكسل والتعالي على المراجعين والمحسوبية، وقلة الإنتاج وكثرة الخروج من الدوام، بعكس العمل في القطاع الخاص الذي يقوم أساساً على الإنتاج والإبداع ولذلك معايير وقياس، لهذا فإن تخصيص الكثير من المرافق الحكومية يواجه مشكلة نقل موظفي الحكومة إلى الشركات الجديدة التي تم تخصيصها فمع أن فيهم مخلصين، إلاّ ان كثيراً منهم معتادون على الكسل وقلة العمل ورفض التغيير والمنة على المراجعين، مع ان رواتبهم مقابل خدمة المراجعين سواء في الدوائر الحكومية أو القطاع الخاص ولكن العادة إذا تمكنت صارت كالجبل..

إن في أدبيات الإدارة حادثة مفيدة عن شركتين إحداهما قديمة عريقة رأس مالها كبير جداً، والثانية المنافسة جديدة وأقل رأس مال بكثير وأقل عراقة في السوق ومعرفة بالجمهور، ومع ذلك لم تمض بضع سنين حتى تفوقت الشركة الجديدة الصغيرة على الشركة العريقة الكبيرة وحشرتها حشراً وأخذت زبائنها قسراً ثم اضطرتها لقفل أبوابها وتسريح موظفيها وإعلان الافلاس!! هذا رغم أنها أفضل أجهزة وأقوى رأس مال، وأقدم في السوق!! وحين درس الباحثون أوضاع الشركتين طلعوا بخلاصة ان (الصفوف الأمامية) هي التي هزمت الشركة الكبيرة ونصرت الشركة الصغيرة!!

لقد كان موظفو الأولى المحتكون بالجمهور متعالين نافخين أنفسهم يكلمون المراجعين من طرف خشومهم فازورّ عنهم الناس وانصرفوا للشركة الأخرى المنافسة لأن موظفيها في الصفوف الأمامية يحترمون المراجعين ويبتسمون في وجوههم ويحلون مشاكلهم بصبر ومحبة وتعاون.

إن في ذلك درساً لكل شركة مساهمة!