ثقافة التوفير الغائبة

02/07/2013 1
سعيد معيض

توفير المال اللازم للفرد والأسرة لاحتياجه في أوقات الحاجة الملحة  لا تتوقف على  توليده ونموه من خلال العمل التجاري أو الوظيفة حيث يتطلب الأمر خطوة أولية مهمة وضرورية لتحقيق النجاح الاقتصادي المطلوب, هذه الخطوة هي التوفير وعدم الإسراف بالمال خصوصا على الكماليات أو ما لا يدخل في بند الضرورة ,عن الإسراف والبذخ على الكماليات وعدم تقدير العواقب هو أول خطوات الفشل الاقتصادي للفرد وربما انزلاقه في الديون التي تكبل خطواته مستقبلا وبالتالي عدم تحقيق أحلامه المشروعة والضرورية في مستقبل أيامه.

التوفير يجب أن يكون عادة للفرد والأسرة من خلال ضبط المصروفات على الأشياء الضرورية بعيدا عن الصرف على الكماليات أو المباهاة والتكبر أو إتباع الشهوات ولتحقيق ذلك لا بد على الفرد أن يقوم بجرد مصروفاته خلال مدة معينة ولتكن شهرا مثلا لمعرفة أوجه القصور في ضبط ميزانيته والتعرف على  أهم ما يبدد ثروته دون ضرورة ملحة ومن ثم اختصار هذه المصروفات على الملح والضروري فقط.

كما تتضمن إرشادات التوفير اقتطاع مبلغ مالي ثابت من الراتب الشهري وإبعاده عن اليد لكي لا يتم بعثرتها مجددا,وعندما يتم تجميع مبالغ مناسبة يمكن استثمارها في مجالات شبه مضمونة مثل وضعها في أسهم قوية تدر مبالغ سنوية أو نصف سنوية من الأرباح أو أراضي مناسبة أو نشاط تجاري واعد  بعد دراسة الجدوى الاقتصادية, وبهذا يكون لدى الشخص مورد مالي إضافي في مستقبل أيامه ويمكنه بعد ذلك أن ينفق على الكماليات من  تجارته.

ويجب أن ننبه إلى شيء مهم وهو تحول عادة التوفير إلى بخل من الرجل على نفسه وعلى بيته بالتقتير حتى على الضروريات لأن هذا ليس من التوفير الحسن بل هو من الصفات السيئة ويمكن للمرء أن يوفر دون أن يكون بخيلا بتجنب الكماليات والأشياء غير الضرورية وتوفير مبالغ شهرية مقطوعة من الراتب, ويبقى التوفير حسنة بين سيئتي الإسراف والبخل الممقوتتان.