إنجازات اقتصادية هائلة لأمير عظيم

26/06/2013 1
بشير يوسف الكحلوت

في لحظة تاريخية فارقة، تعجز الكلمات، مهما أوتيت من بلاغة، عن وصف مشاعر المحبة والتقدير لهذا القائد العظيم الذي أنجز في  عقدين من الزمان ما لم ينجزه قادة آخرون في عقود كثيرة... وفي زمن ثارت فيه الشعوب العربية على بعض حكامها بسبب عجزهم عن تحقيق الأماني والوعود، إذا بحاكم عربي ليس له مثيل يسلم الراية  بعد أن وفقه الله لتحقيق معجزات كبيرة  ليس لها مثيل في التاريخ،، وليضرب بذلك مثلاً على الإيثار وحب المصلحة العامة على الخاصة.

والإنجازات  التي سطرها  حمد بن خليفة يشهد بها القاصي والداني  وهي تطول ولا تقصر، ويعرفها الجميع وحسبي في هذه الوقفة ان اشير إلى أبرزها دلالة وعمقاً في الجانب الاقتصادي  وهي على النحو التالي:

•تضاعف الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر بالأسعار الجارية من أقل من 30 مليار ريال  عام 1995 إلى 700 مليار ريال عام 2012، أي نجو 23 ضعفاً، ورغم تضاعف عدد السكان أربع مرات من نصف مليون نسمة إلى قرابة المليونين، فإن متوسط دخل الفرد قد  تضاعف 6 مرات من 16.5 ألف دولار إلى قرابة 100 ألف دولار في السنة.

•في وقت كان فيه الاقتصاد القطري لا يزال يعتمد على مصدر واحد للدخل القومي  ولتمويل الموازنة العامة للدولة وهو النفط بطاقة 400 ألف ب/ي، إذا به اليوم يضيف مصادر أخرى لعل في مقدمتها انتاج الغاز المسال بطاقة 77 مليون طن سنوياً، وكميات كبيرة من سوائل الغاز والمكثفات، وتضاعف انتاجها من النفط الخام بما يعني أن مجمل طاقة انتاجها من الهيدروكبرونات بات يصل إلى 3.5 مليون ب/ي.

•وفي وقت كان فيه القطاع الصناعي يقتصر على 3 مجمعات محدودة من البتروكيماويات والأسمدة الكيماية والحديد والصلب، إذا به يتوسع حتى أصبح من بين أكبر المنتجين في العالم.

•وفي وقت كانت فيه الموازنة العامة للدولة تعاني من عجز مزمن منذ تدهور أسعار النفط في عام 1986 إلى أقل من 10 دولار للبرميل، فإنها أصبحت منذ عام 2002 تحقق فوائض مالية تزايدت عاماً بعد عام حتى ناهزت الخمسين مليار ريال في بعض السنوات الأخيرة.

وقد تحقق  هذه الفوائض الكبيرة رغم برامج التوسع الضخمة في الإنفاق الجاري والاستثماري، والمساعدات الكبيرة التي قدمتها قطر لدعم اقتصادات عربية  عديدة.

•أنه في حين نفدت احتياطيات قطر من الاستثمارات الخارجية في عام 1995 بسبب شروعها في تنفيذ مشروعات الغاز، وبسبب تدني أسعار النفط، فإنه باتت لدى قطر اليوم احتياطيات مالية كبيرة تزيد عن 100 مليار دولار، مع توظيف هذه الأموال في استثمارات حقيقية منوعة ومنتشرة في معظم أنحاء العالم.

•أنه في حين كانت قطر تعاني من ضعف البنية التحتية في مجالات الكهرباء والماء والصحة والتعليم، فإنها باتت اليوم تفتخر بأنها تصدر الكهرباء لدول الجوار، وأن لديها أحدث المستشفيات وأكثرها تطوراً، ولديها 8 فروع لأفضل الجامعات الأجنبية  إضافة إلى جامعة قطر.

كما توسعت الحركة العمرانية لتشمل بناء مدينة للطاقة في الوسيل، وإقامة المناطق الصناعية والطرق السريعة والكباري.

•أنه باتت لدى قطر  بورصة مالية تم الاعنراف بها عالمياً كسوق ناشئة بعد أن تجاوزت الرسملة الكلية للشركات المدرجة فيها 500 مليار ريال.

كما تبوأت كثير من الشركات القطرية مكانة عالمية من حيث ضخامة الاستثمارات الموظفة فيها أو من حيث توسع أنشطتها خارج قطر ومن ذلك بنك قطر الوطني وكيوتيل.

كانت هذه العناوين لإنجازات حمد بن خليفة، وهي كفيلة بأن تجعله من أعظم  الحكام في زماننا، وأن يكتب التاريخ اسمه بحروف من نور، وأن تمنحه جائزة نوبل في صنع السلام الاقتصادي والسياسي  في قطر والعالم.

فحق له اليوم أن يهنأ بما أنجز وأن يسلم الراية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد الذي سار معه على درب الإنجازات منذ عشر سنوات، على وعد بأن يكمل ما بدأه الأب القائد وتحت ناظريه.

أعانك الله يا أمير تميم على تحمل الراية بما فيها من أمانة ومشقة، وعهد قطر الأبية فيك أن تكون إن شاء الله خير خلف لخير سلف