نحن السعوديين، حبسنا أنفاسنا، ونحن نتابع مطاردة منفذي تفجيرات بوسطن، خشية أن يكونوا سعوديين، أو عربًا، أو مسلمين، وذلك شعور لم يشعر به الهندوس، أو البوذيون!! فلماذا تكوّن ذلك الشُّعور لدينا؟
قبل الإجابة على ذلك السؤال، دعونا نعود إلى التاريخ:
قبل 44 سنة، ذهب جيلنا إلى أمريكا للدراسة، ولم يكن الأمريكان يعرفون شيئًا عن المملكة، أو عن الإسلام،ولذلك استقبلتنا مدارس الثانوية، والكنائس، بالترحاب، للتعريف بالمملكة، وبالإسلام، وترك حديثنا عن الموضوعين أثرًا إيجابيًّا لديهم.
في ذلك الوقت، كانت هناك جالية أمريكيَّة مسلمة صغيرة، تتبع داعية غير مرتبط بأيِّ من مذاهب الإسلام المختلفة، واسمه «الايجاه محمد»، وجميع أتباعه من الأمريكان، ذوي الأصول الإفريقية، والذين استهوتهم مساواة الإسلام للجميع، في حين أن الكنيسة المسيحية بشقيها البروتستانتي، والكاثوليكي، كانت تمالئ العنصريين البيض، ولا تحتج على التمييز ضد السود.
عزز وضع الجالية الإسلامية الأمريكيَّة دخول المفكر، والقائد الكاريزمي الكبير مالكوم أكس في الإسلام (قتل لاحقًا على يد جماعة الايجاه محمد)، وزاد من شعبية الإسلام، إسلام محمد علي كلاي (كاسيوس كلاي سابقًا)، وهو أعظم ملاكم في تاريخ تلك الرياضة.
وبهذه المناسبة، روى لي مخرج الأفلام السوري مصطفى العقاد، -رحمه الله-، أنّه بعد إنتاجه فيلم «الرسالة» بسنوات طويلة، كانت ترد له طلبات من إدارات السجون الأمريكيَّة، لتوفير نسخ من الفيلم، لمختلف السجون،وكان السبب في ذلك، هو أن أغلب السجناء هم من المواطنين السود، وقد لاحظت إدارات السجون أنهَّم بعد إسلامهم، وخروجهم من السجن، فإنَّهم تخلوا عن ماضيهم الإجرامي، وأصبحوا عناصر إيجابيَّة في المجتمع، أيّ أن السلطات الأمريكيَّة، كانت ترى في الإسلام حلاً لمشكلة، وليس مشكلة!!
هذا هو واقع الإسلام في أمريكا، قبل 11 سبتمبر. ولكن كل ذلك تغيّر بعد ذلك التاريخ إلى الأسوأ، بالنِّسبة للمسلمين، وللعرب، وللسعوديين.
لماذا؟! في رأيي الشخصي، هو أننا حاولنا كسعوديين، وكعرب، وكمسلمين، القيام بعملية علاقات عامة فاشلة،وأصبحنا مثل من يحاول أن يغطي الشقوق في جدراننا، بورق زينة، بدلاً من إصلاح الشقوق فعليًا، فنحن تحدثنا كثيرًا عن وسطيتنا، ونبذ التطرف، والإرهاب، والحديث عن حوار الأديان، ولكن كل المؤشرات، والإرث الثقافي الذي نعيشه، يدل على أننا نغالط أنفسنا، ونعتقد أن العالم سيصدقنا، بأننا وسطيون، في حين أن مراكز عالميَّة أصبحت ترصَّد كل شاردة، وواردة، من فتوى هنا، وتصرف هناك، ولو أراد أحد ما إثبات ما أقوله، فسأورد محاكمات المتهمين بالإرهاب في المملكة، والمحرضين، أو المغررين بهم،بسبب طول وقت تلك المحاكمات،وهزالة أحكامها، في حقِّ المغررين، وهنا أحيلكم إلى ما قاله خادم الحرمين، حول عدم رضاه عن الأحكام المخففة في حقِّ المحرضين!! فهل تريدون إثباتًا أبلغ من ذلك؟؟!
أخيرًا قد يتساءل شخص ما، وما علاقة كل هذا التحليل السياسي بالشأن الاقتصادي؟ والجواب يسير، فبيئة الاستثمار هي بحاجة إلى عقلانية، وهو ما ينعدم في ظلِّ التعصب، والتطرف، الذي يقود إلى الإرهاب.
نقلا عن جريدة الجزيرة
على الجرح بارك الله فيك
تشخيص خبير، ولكن أعقب فترات تأسيس العلاقات الإجتماعية التي تمت على أيدي جيلكم، تعاقب المبتعثين من عام 1969م والمترددين والزوار إلى عام نكبة العلاقات 2001م أي أن هناك إزداهر قوامه 32 سنة, ثم أتى يوم واحد وجعله حصيد كالرميم إلىت أن أنطق الله بوش عندما قال نحن أمام حرب صليبية! السؤال ولتدارك تكرار مغص البطون عند حلول أي فاجعة على الدول الغربية ألم يحن الوقت لتأسيس كيانات وهيئات إجتماعية لتقوية العلاقات العامة بين الشعوب الأخرى وتعريفهم أننا مجتمع مستهدف من الإرهاب والإرهابيين وأن بلادنا عاشت مئات السنيين قبل وبعد اللتوحيد وهي تنبذ العنف والتطرف ولم نشهد في جيل الأجداد ولا الأباء من كان يتسلح ويواجه الناس بحجة أنه الصح والبقيه على خطاء
وهل يجدي انكارنا لإرهاب ابنائنا وتلامذة مدارسنا الجهادية والسلفية ؟ وللأسف الحاضنات لدينا لا تزال تنتج وتصدر ولا زلنا في انكارنا. إن لم يتم تطهير الوطن بدء من المنابع سيقوم الآخر بتطهيرنا عن بكرة أبينا. إن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزعه بالقرآن.
المفروض أنك تدعو الى استقلالية القضاء , والمحاكمات تكون على الادلة و البراهين وليس احكام لارضاء الغرب او الشرق ولا فلان وعلان. القضاء المستقل والمنصف هو من يضمن الاستقرار وجذب الاستثمارات.