قطاعاتنا الاقتصادية والاندماج الغائب

11/05/2013 1
حميد عوض العنزي

* تعد عمليات الاندماج والاستحواذ أحد أهم أشكال القوة التي يمكن أن تخلق كيانات كبرى في السوق على اختلاف أنشطتها، كما أنها أحد عوامل مواجهة تفتت بعض الشركات التي سرعان ما تتراجع أو تختفي من السوق مع أول هزة مالية، فالاندماج يوفر قوة مالية تنعكس على جودة الخدمة وبالتالي تحقيق أرباح أكبر. 

* وبحسب آخر دراسة أعدتها ((بين آندكومباني)) فإن عمليات الدمج والاستحواذ تحقق قيمة أكبر في حال تمت بالشكل الصحيح, إضافة إلى أن متوسط عائد الاستثمار للمساهمين الإجمالية بلغت 4.5% بالنسبة للشركات التي شملتها الدراسة, وبالمقابل فإن متوسط العائد على الاستثمار الإجمالي للمساهمين بالنسبة للشركات التي لم تقم بإجراء عمليات دمج أو استحواذ خلال الفترة 2000م – 2010م لم يتجاوز 3.2%. 

* لدينا في المملكة نماذج ناجحة من الاندماج والاستحواذ، ومنها على سبيل المثال اندماج شركتي العزيزية بندة المتحدة، وكثير من المختصين لدينا يؤكدون أهمية الاندماج في كيانات كبيرة لا سيما في قطاعات مهمة مثل المقاولات والصحة والتعليم وبعض الصناعات, إلا أن السوق السعودي لم يشهد عمليات اندماج كبرى في هذه القطاعات رغم قناعة المستثمرين بأن الظروف الحالية تشجع على خلق كيانات كبيرة تنافس على مستوى المنطقة لاسيما في قطاع التشييد والبناء، وقد يعود ذلك لغياب العوامل المساعدة على الاندماج لا سيما إنها غالباً شركات عائلية لم يكن لديها بعد إستراتيجي فيما يخص فكرة الاندماج، وإضافة إلى غياب المبادرة فيما يظهر من الشركات لبحث هذا الأمر فيما بينها. 

* ولعل كثيراً من الشركات تحتاج إلى أن تقود جهة ما سواء حكومية مثل وزارة التجارة والصناعة أو غير حكومية مثل مركز الشركات العائلية أن تقود تحريك هذا الملف المهم الذي يمكن أن ينطلق من عوامل مساعدة أوردتها دراسة «بين آندكومباني» في خمس نقاط تتلخص في «جعل عملية الاندماج والاستحواذ امتداداً لإستراتيجية نمو الشركة من خلال تقديم منطق واضح لتحديد الأهداف مع تبيان كيفية إسهام عمليات الاستحواذ في خلق القيمة، ويستلزم الأمر وضوحاً حول كيف يمكن لكل عملية أن تخلق قيمة مضافة، بمعنى الاستفادة من القدرات الحالية لإضافة قيمة إلى الهدف وتوسيع القدرات لخلق الفرص التي لم تتح للشركة في السابق، واختبار أسس وفرضية الصفقة، مما يتطلب تبريراً واضحاً للعطاء الفائز وتحديد أين يمكن للشركة إضافة قيمة واضحة، كذلك معرفة ما الذي تحتاج إلى دمجه (وما الذي لا تحتاج إلى دمجه)، صياغة خطة لخلق القيمة ووضع خطة تنفيذية لعملية الدمج، المبادرة بخطة تنفيذية تركز على مصادر القيمة المضافة ذات الأولوية، التركيز على القائمة المختصرة للإجراءات الحاسمة التي لدى الشركة من أجل الحصول على القائمة الطويلة لمهام التكامل وتنفيذها بشكل صارم».

نقلا عن جريدة الجزيرة