تعد مصر من الدول الرائدة في تصدير العمال إلى الخارج من كافة التخصصات والمهن. كما يتسع التوزيع الجغرافي للعمالة المصرية المهاجرة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ففي الإقليم يتركز المهاجرون المصريون في الدول النفطية في الخليج وليبيا، وبدرجة اقل في لبنان. أما على المستوى الدولي فيتركز المهاجرون المصريون في الولايات المتحدة وأوروبا وبدرجة اقل في اليابان وكندا واستراليا. وتمثل تحويلات المهاجرين المصريين العاملين في الخارج أحد أهم مصادر العملات الأجنبية، حيث تتزايد أهمية التحويلات عاما بعد آخر، ففي عام 1985 قام المصريون العاملون في الخارج بتحويل ما مقداره 3211.7 مليار دولار، وقد تزايدت التحويلات بشكل مستمر حتى بلغت عام 2008 إلى 8559.2 مليار دولارا. وهي بهذا الشكل تعد أكبر مصادر النقد الأجنبي حاليا في مصر، فهي تفوق إيرادات قناة السويس وكذلك إيرادات السياحة. وتعد الولايات المتحدة الأمريكية اكبر مصادر التحويلات إلى مصر، حيث يتم تحويل أكثر من ثلث تحويلات المهاجرين منها، وتمثل هذه التحويلات مدخرات العمالة الماهرة وذوي المستويات العلمية المرتفعة أساسا، حيث لا تستقبل الولايات المتحدة عمالة غير ماهرة من الخارج. وتتسم الهجرة إلى الولايات المتحدة بأنها هجرة دائمة. ويقصد بالهجرة الدائمة أن المهاجر ينوي الإقامة بصورة مستمرة في دولة المهجر، ولا يعود مرة أخرى إلى دولة الأصل إلا بصورة عرضية.
وتأتي دول الخليج في المركز الثاني من حيث الأهمية النسبية كمصدر لتحويلات العمالة المصرية، وتمثل هذه التحويلات أساسا تحويلات العمالة غير الماهرة والعمال المهنيين، كما تتسم الهجرة إلى دول الخليج بأنها هجرة مؤقتة، أي ان المهاجر يأتي إلى دول الخليج وفي ذهنه مستوى مستهدف من المدخرات، وعندما يصل إلى هذا المستوى المستهدف فإنه يعود إلى دولة الأصل في الغالب. ويوضح الجدول رقم 1 إجمالي تحويلات العمال المصريين من دول الخليج، ويتضح من الجدول أن العمالة المصرية قامت بتحويل 1504 مليون دولارا من دول الخليج في عام 1999/2000، وقد تزايد إجمالي تحويلات العمالة المصرية من دول الخليج عام 2008/2009 إلى 4155 مليون دولارا. ومن الجدول يتضح أيضا أن المملكة العربية السعودية كانت أهم مصادر التحويلات للعمالة المصرية، حتى عام 2004 تليها الإمارات العربية المتحدة ثم الكويت، وبدءا من هذا العام أخذت تحويلات العمالة المصرية من الكويت في التزايد على نحو غير مسبوق بحيث أصبحت الكويت هي أهم مصادر التحويلات إلى مصر، ففي عام 2007/2008 تم تحويل 1797.1 مليون دولارا من الكويت فقط، وهو ما يمثل حوالي 20% من اجمالي التحويلات المتدفقة إلى مصر من الخارج، مقارنة بـ 1380.3 مليون دولار تتدفق من الإمارات العربية المتحدة و959.4 من المملكة العربية السعودية. بهذا الشكل تصبح الكويت ثاني أهم دولة بعد الولايات المتحدة بالنسبة لتدفقات التحويلات إلى مصر.
جدول رقم (1) إجمالي تحويلات العمالة المصرية من الخليج
المصدر: البنك المركزي المصري، التقرير الشهري، أعداد متفرقة
الجدول رقم (2) يوضح تطور نسب تحويلات العمالة المصرية من دول الخليج إلى إجمالي التحويلات إلى مصر. ومن الجدول يتضح ان المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات هي أهم مصادر التحويلات إلى مصر، بينما تتضاءل الأهمية النسبية للتحويلات التي تتم من قطر و البحرين وعمان. ويتضح من التطور النسبي أن الكويت أصبحت حاليا أهم مصادر التحويلات من دول الخليج إلى مصر، تليها الإمارات العربية المتحدة ثم المملكة العربية السعودية.
جدول رقم (2) الأهمية النسبية للتحويلات الواردة من الخليج
بالنسبة لي تبدو النتائج مفاجئة لاني كنت اتوقع ان السعودية دائما هي الاولى تليها الامارات ثم ثالثا الكويت....هل يوجد سبب معين لارتفاع الارقام بحدة في تحويلات المصريين من الكويت خلال الاربع سنوات الأخيرة؟؟؟؟؟؟
فعلاً كنت اتوقع السعودية هي الأكثر و خصوصاً أن عدد المصريين فيها أكثر من الكويت بديهياً ..
السبب الرئيس في ارتفاع التحويلات من الكويت خلال الأربع سنوات الأخيرة هو الزيادة الكبيرة في الطلب على العمالة المصرية هناك خصوصا مع الفورة التي يشهدها قطاع العقار في الكويت. من ناحية أخرى فانه مع إن أعداد العمال المصريين في المملكة أكبر من أعدادهم في الكويت، الا ان هناك فروقا كبيرة بين مستويات الاجور في الكويت والمملكة، حيث يحقق العامل في الكويت مستويات ادخار أعلى بكثير من تلك التي يحققها العامل في المملكة.