في إحدى روايات صاميل بيكيت يتصفح بطل الرواية العاطل إحدى الصحف للبحث عن عمل، فيقرأ صفحة الوفيات لعلّ أحداً ممّن يمارس مهنته قد مات، ولدينا الآن فيما كتبته إحدى الصحف١٥٠ ألف وظيفة شاغرة، وليس ذلك لأنّ جهة ما أوجدتها، أو أنّ ذلك نتيجة لتطبيق برنامج حافز أو نطاقات، أو أيّ برنامج آخر لتوطين العمالة، أو حتى القضاء على البطالة، ولكن لأنّ الذين كانوا يشغلونها سيحالون إلى التقاعد، ومن المتوقع أن يستفيد من ذلك ١٨٪ من طالبي الوظائف.
وعلى هذا فإنّ على العدد الباقي أن ينتظر أن يحال آخرون إلى التقاعد، أو أن يتوفاهم الله إلى رحمته،ولهذا اقترح على الجهة المسئولة عن محاربة البطالة أن تنفذ برنامجاً للتقاعد المبكر، ومعاذ الله أن أكون قد قلت كلّ ما سبق من قبيل السخرية، بل أنا جاد كلّ الجد إذ لا يوجد لدينا الآن أيّ برنامج فعال للقضاء على البطالة،وقد كتبت أنا وغيري من الكتّاب العديد من المقالات عن ضرورة مواءمة مخرجات التعليم لمتطلبات السوق وعن ضرورة التأهيل والتدريب دون أيّ جدوى أو نتيجة.
وقد كتبت أنا بالذات أنّ القضاء على البطالة يكمن في خلق وظائف لا يمكن أن تشغلها العمالة الموجودة غير المدربة، ولا يمكن أن نستقدم لها عمالة ماهرة ومدربة لأنّ هذه لا يمكن أن تستغني عنها بلادها، ومثل هذه الوظائف لا يمكن أن يوجدها أيّ شيء سوى صناعات المعرفة، والآن هناك بداية لهذه الصناعات في مدينة المعرفة بالمدينة المنورة، وعسى أن تكلل بالنجاح، وتكون مثالاً لمدن معرفية أخرى في المملكة.
نقلا عن جريدة الرياض
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
كلام جميل ولكن يجب ان لا تنسى ان الكثير من الجهات التي ستنهي خدمات معظم هؤلاء المتقاعدين لن تقوم باحلال بديل لهم لاسباب كثيرة منها تطور التقنية وامكانية قيام الفرد في هذا الوقت بعمل اكثر من شخص,,الكثير من الجهات تنتظر تقاعد الكثير من موظفيها على أحر من الجمر لعدم الحاجة للكثير منهم في السنوات العشر الأخيرة.
جمل قليل تحمل في طياتها معاني كثير ولاكن هل يستجسيبون