صرح وزير الاقتصاد والتخطيط مؤخرا بان "وجود عشرة مليون عامل اجنبى بالمملكة لم يكن بالحسبان" لنضع هذة المقولة موضع اختبار باخذ التعليم العالى وماحدث لة كمثال على ذلك.
اول جامعة اقيمت بالمملكة كانت الملك سعود بالرياض واسست عام 1377ه وستمرت الدولة منذ ذلك الوقت فى اقامة الجامعات بمعدل جامعة كل 3,4 سنة حتى عام 1401ه بافتتاح جامعة ام القرى فى مكة والتى نفذت خلال خطة التنمية الثانية 1395ه- 1400ه ليصل اجمالى عدد الجامعات فى المملكة الى 7 جامعات,
منها 4 جامعات نفذت قبل خطط التنمية و 3 جامعات خلال خطة التنمية الاولى والثانية 1390ه-1400ه لكن بعد جامعة ام القرى والتى افتتحت عام 1401ه توقفت الدولة خلال خطط التنمية الثالثة والرابعة والخامسة عن اقامة الجامعات ودعم التعليم بشكل عام سوا الابتدائى, المتوسط اوالثانوى,
ناهيك عن ان مخرجات التعليم للجامعات التى نفذت من 1377ه وحتى 1400ه فيما عدا جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران كانت تهتم بالتخصصات الادبية والدينية اكثر من اهتمامها بالمواد العلمية التى تتناسب مع اهداف وتوجهات خطط التنمية,
لذا بدلا من استبدال بعض التخصصات و اضافة اخرى علمية الى جانب الاستمرار فى اقامة الجامعات التى تخدم وتدعم خطط الدولة التنموية وبوتيرة اسرع من السابق لتلبية احتياجات سوق العمل تم تهمش التعليم وخاصة الجامعى على مدى عشرين سنة الى ان اصبح الجميع يتذمر من مخرجات التعليم للجامعات السبع الذى لا يتناسب مع سوق العمل وتوجهات خطط التنمية الى ان بدا التعليم الاهلى فى عام 1421ه بادخال وتكثيف التخصصات العلمية,
اذن الفراغ او الفجوة التى حدثة للتعليم عامة والجامعى تحديدا خلال الفترة من عام 1400ه وحتى 1420ه احدثت خلل فى مسيرة التعليم سببت العديد من المعوقات التى ادت الى الكثير من المشاكل التى نعانى منها الان اهمها وليس للحصر ارتفاع معدلات البطالة وزيادة عدد العاملين غير السعودين فى المملكة الى اكثر من 9 مليون تتجاوز تحاويلهم المالية 120 مليار يفقدها اقتصاد المملكة سنويا,
وهى ليست مقتصرة (الفجوة) على التعليم فقط فالقصور الذى حدث فى التعليم انعكس وبشكل اكبر على البنية التحتية بشكل عام كالقطاع الصحى و النقل العام مثل سكة الحديد الوحيدة فى المملكة والتى افتتحت قبل اكثر من 60 سنة لنعود لاكمالها الان تماما كما حدث للصحة والتعليم الجامعى بعد غياب حوالى 20 سنة افتتحت جامعة الملك خالد فى ابها وهى الجامعة رقم 8 فى عام 1419ه,
اضف الى ذلك ان التعليم العالى لم يكن هو الوحيد الذى عانى من تهميش خطط التنمية لة التعليم الابتدائي,المتوسطة و الثانوى ايضا تم تهميشة حيث كانت المدارس فى السابق مدارس نموذجية بكل ماتعنية الكلمة على الرغم من انها بنيت فى اواخر الخمسينيات الميلادية,
معهد العاصمة و اليمامة الثانوية مثال على ذلك كانت مدارس على افضل مستوى من ساحات فسيحة معامل متكاملة فصول نموذجية ملاعب متعددة الكرة القدم السلة والطائرة مساحات زراعية تملى جوانب المدرسة هنا وهناك بعد عام 1400ه واغفال الدولة لقطاع التعليم تحولت الفلل السكنية الى مدارس والغرف الى فصول والدكاكين الى مراكز طبية وعلاج للمرضى,
اذن نستنتج من ذلك حقيقتين الاولى هى: ان سياسات الدولة التعليمية خلال الفترة من عام 1400ه- 1420ه مرورا بخطط التنمية الثالثة والرابعة والخامسة فشلت فشلا ضريعا فى عدم اضافت تخصصات وبناء جامعات جديدة تتماشى مع خططها التنموية مما تسبب بتزايد معدلات البطالة بين المواطنين ورفع معدل الاستقدام من الخارج وهو ماكان متوقعا على عكس ماصرح بة وزير الاقتصاد والتخطيط ان "وجود عشرة مليون عامل اجنبى بالمملكة لم يكن بالحسبان".
والحقيقة الثانية هى " ان اقتصاد المملكة بنى على اساس خاطى ومن مبدا ماخف وزنة وغلا ثمنة بدعوى تنويع و ايجاد مصادر دخل اخرى بدلا عن النفط وليس من اجل استحداث وظائف بشكل سنوى تتناسب مع النمو السكانى المتوقع" ما حدث للبنية التحتية والتعليم بشكل خاص من اهمال مثال على ذلك.
اعتقد ان حركة جهيمان والثورة الايرانية تسببا فى توقف مسيرة التعليم الجامعى فى المملكة