كثبان «شمس 1» الرملية !

19/03/2013 3
صلاح صبح

غريب أمر وسائل إعلام غربية لم ترَ في محطة شمس 1 العملاقة سوى تحديات تواجهها تتعلق بتحركات متوقعة للكثبان الرملية!

صباح أمس بثت إذاعة أجنبية في نشرتها الصباحية باللغة العربية تقريراً حول افتتاح المحطة، والمدهش أنها ركزت على الكثبان الرملية باعتبارها تحدياً كبيراً يواجه المشروع.

وبافتراض حسن النية، وأن هذه الكثبان تمثل تحدياً فعلياً للمحطة العملاقة، وهو أمر غير صحيح، بل مثير للسخرية، كان على محرر التقرير أن يكلف نفسه ويسأل عما إذا كانت هناك تدابير جارٍ اتخاذها لإزالة هذا الخطر!

والمعروف أن المشروع العملاق الذي جاء تجسيداً لاستراتيجية الإمارات بشأن تنويع مصادر الطاقة وخفض الاعتماد على النفط والتوجه صوب اقتصاد الابتكار والمعرفة، تحيط به محطتان للأرصاد الجوية لقياس سرعة الرياح والعواصف الرملية، وكثافة الأشعة الشمسية، فضلاً عن رصد كميات تراكم الغبار على الألواح والمرايا الشمسية.

والمعروف أيضاً، أن الدراسات المستفيضة حول اختيار الموقع الأنسب للمشروع قبل البدء في العمليات الإنشائية لم تترك شيئاً للصدفة، بل اختبرت ومحصت كل الاحتمالات، ورصدت تأثيراته المستقبلية على الطيور والحيوانات والنباتات.

ولا أكثر من القضاء على خطر الكثبان الرملية، إن وُجد أصلاً، من زراعة سياج من الأشجار حول المحطة، وهذا أمر بديهي يعرفه كل من خبر الصحراء وطبيعتها.

إن إثارة هذه القضية الهامشية، بلا سند من الواقع، في وسائل إعلام تصف نفسها بالمحايدة يعيد إلى الأذهان التقارير التي كانت تبثها وكالات أنباء وصحف أجنبية إبان الأزمة المالية حول احتمالات إفلاس دبي، وهو ما كان محل تندّر من الذين يعيشون على أرض الواقع بعيداً عن الخيال الخصب لبعض هواة الإثارة الفارغة.

إن «شمس 1» مشروع عملاق بلا شك، ولا يحتاج في ذلك إلى شهادة من أحد، ويكفي أنه حقق عدداً من الأرقام القياسية غير المسبوقة قبل انطلاقه.

والسؤال الأهم: ما الذي يدفع دولة غنية بالنفط مثل الإمارات إلى اقتحام عالم الطاقة المتجددة ذي التكلفة الاستثمارية والبحثية الباهظة؟

إنها الرؤية واستشراف المستقبل، لأنه حتى أكثر الدراسات تفاؤلاً ترجح أن ينتهي عصر الوقود الأحفوري خلال مئة عام، حينها وحتى قبلها بسنوات سيبرز نجم الطاقة المتجددة.