دول الربيع العربي تعاني من الانزلاق نحو الهاوية لتراجع قدراتها الذاتية، وتخاذل مؤسساتها، وانحراف مساراتها عن تنفيذ وعودها وتحقيق الحد الأدنى لأهداف ثوراتها
جميع المؤشرات تؤكد أن هنالك خطة ما تُحاك ضد العالم العربي، لإعادة هيكلة جغرافية منطقة الشرق الأوسط. نجاح هذه الخطة يعتمد في المقام الأول على مدى انتشار "الفوضى الخلاقة" في الشارع العربي، لما لشعوبنا العربية من شغف كبير وحب دفين لممارسة الفوضى وتفضيلها على النظام.
في قريتنا الكونية، قلما نجد اليوم شعوبا مثل الشعوب العربية، تتدافع عنوة لصعود الطائرات، وتتخطى الإشارات استباحةً للطرقات، وتتحايل على الأنظمة لسلب الحقوق والتعدي على الأراضي والحرمات. وفي تاريخنا المعاصر، قلما نجد اليوم دولة في العالم مثل دول الربيع العربية، تعاني من الانزلاق نحو الهاوية لتراجع قدراتها الذاتية وتخاذل مؤسساتها وانحراف مساراتها عن تنفيذ وعودها وتحقيق الحد الأدنى لأهداف ثوراتها. يكفينا إلقاء نظرة واحدة على فضائيات هذه الدول لنتأكد من أن آداب الحوار بين شعوبها أصبحت رهينة بتعصب طوائفهم، وأن مصداقية ثورتهم أصبحت لقمة سائغة تجترها أفواه خبرائهم، بل يكفينا قراءة تقارير المنظمات الدولية لنتعرف على النتائج الوخيمة لثورات دول الربيع العربي وأهدافها المخيبة لآمال شعوبها.
في منتصف العام الماضي، عرضت وحدة الأبحاث في مجلة "إيكونوميست" البريطانية نتائج الدراسة التي أجرتها عن دول الربيع العربي، خلصت فيها إلى أن هذه الثورات ذات شقين: الأول، يتعامل مع الجانب السياسي، والثاني: يختص بتداعياتها الاقتصادية. في الجانب السياسي، وصف الباحثون أن ما يمر به الشرق الأوسط اليوم هو نتيجة حتمية لانتهاء الحقبة الاستبدادية الداخلية، وسوء استخدام السلطة في منتصف القرن العشرين. ووضع الباحثون ثلاثة سيناريوهات لشكل المنتج السياسي لدول الربيع العربي: الأول، يعتمد على حصاد ديموقراطي لا تتعدى احتمالية نجاحه نسبة 60%، وذلك لضبابية مقوماته وتنازع تياراته وانفراد جماعاته بالسلطة المطلقة. أما السيناريو الثاني، فهو احتمالية عودة الديكتاتورية بنسبة 20%، بينما جاء السيناريو الثالث، ليراهن على تحقيق التغيير والديموقراطية في هذه الدول بنسبة 20%.
للأسف الشديد، تؤكد جميع التقارير الدولية أن خسائر دول الربيع العربي فاقت 800 مليار دولار، لتعادل 10% من الناتج العربي الإجمالي السنوي، منها 120 مليارا تمثل مجموعة من الخسائر المباشرة التي تمس جيوب الشعوب العربية الفقيرة لتزيدهم فقرا. وتشير هذه التقارير إلى أن عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي وصل في الشهر الماضي إلى 84 مليون نسمة، بزيادة قدرها 17 مليون عاطل لحقت بدول الربيع العربي فقط، لتبلغ نسبة البطالة 23% من عدد السكان، ولتفوق أعلى المعدلات العالمية البالغة 14% فقط. هذه الثورات العربية ساهمت بشكل كبير في تفاقم هذه الظاهرة وتزايد حدتها، ليفقد مليون مصري وظائفهم خلال عام 2011، بسبب تعرض الاقتصاد المصري للانكماش للمرة الأولى من نوعه منذ 36 عاما. وفي تونس أعلن البنك المركزي أن معدلات البطالة ارتفعت بشكل غير مسبوق خلال عام 2012 بنسبة 18%، مقابل 13% في العام الذي يسبقه. أما ليبيا التي ما زالت تكافح من أجل التعافي من آثار ثورتها، فلقد ارتفع معدل البطالة بين مواطنيها من 22% قبل الثورة إلى 28% بعد الثورة. كما أدى تدني استقرار أمن ليبيا الداخلي وخسائر استثماراتها وتفاقم مشاكلها إلى تراجع توقعات نموها الاقتصادي، المتواضع أصلا، إلى أقل من 2%، وزيادة الفقر والبطالة بنسب غير مسبوقة.
بعد عامين من الثورات العارمة، وتمادي الشعوب العربية في الفوضى الخلاقة، ازدادت معدلات الجريمة في دول الربيع العربي بنسبة 200% وانحسرت صادراتها بنسبة 52%، مما أدى إلى تفاقم العجز في ميزانها التجاري بنحو 60% في قطاع السلع و14% في قطاع الخدمات، وتبع ذلك إغلاق 33% من الفنادق و24% من الجامعات و33% من المدارس و19% من المستشفيات.
وفي القطاعات الإنتاجية، انخفض الإنتاج الصناعي في تونس بواقع 14% في العام الماضي، بينما فقدت السياحة 40% من مساهمتها خلال الشهرين الأولين من العام الجاري. وفي مصر، التي تلعب السياحة في اقتصادها دورا هاما، عندما تربعت قبل الثورة المرتبة الـ18 كأفضل مقصد سياحي في العالم، وحققت دخلا لميزانيتها السنوية تجاوز 12 مليار دولار، أما بعد الثورة فلقد منيت السياحة بخسائر فادحة لتراجع معدلات الإشغال الفندقي إلى 14% فقط وانخفاض عدد السياح خلال الشهر الجاري بنحو 81% مقارنة بشهر فبراير من عام 2012. كما أدى انخفاض تحويلات العاملين المصريين في الخارج بنسبة 22% نتيجة عودة 132 ألف عامل مصري من ليبيا، لتبدأ معاناة ميزان المدفوعات المصري بعجز يفوق 13 مليار دولار في العام الماضي. ويتوقع معهد التمويل الدولي أن يصل صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر خلال عام 2013، الذي يساهم بنحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 3 مليارات دولار فقط، ويمثل بذلك انخفاضا بواقع 60% عن مستواه في العام السابق. وكانت هذه الاستثمارات قد سجلت 9 مليارات دولار في المتوسط سنويا خلال السنوات الخمسة الأخيرة قبل الثورة.
أما في اليمن، الذي يقع ضمن الدول الفقيرة في العالم، إذ يعيش 51% من سكانه دون خط الفقر، فلقد أدت الثورة إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية بنسبة 86% وتناقص حجم احتياطاته النقدية إلى أقل من 51%، مع ازدياد نسبة حجم الدين العام إلى أكثر من 183% من ناتجه المحلي الإجمالي.
شعوب دول الربيع العربي.. أينعت رؤوسها وحان قطافها.. فأين هو حجاجها؟
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
البعض في مصر كان يتخيل انه بسقوط مبارك سيتحول من فقير الى ملياردير. وما حصل هو العكس فازدادت البطالة وزاد الفقر. ( ونقول ان شاء الله يكون امر مؤقت كما يقال!) ومع ازدياد الاشاعات وقتها (ان مبارك يملك 70 مليار دولار الخ) في عز العواطف واشاعات تويتر لن يسمع احد لشخص يقول ان الرقم مبالغ فيه وان الرقم الحقيقي 5 مليار (مثلا). فالعاطفة تغلب, وللأسف شعوبنا عاطفية, واضف الى العاطفية جهل فلا تزال نسبة الأمية بالدول العربية من اعلى المعدلات بالعالم (أكثر من ربع السكان ببعض تلك الدول), وحتى الغير أمي لا يعني انه متعلم تعليم جيد! فلما صاروا يسمعون بالحرية اعتقدوا انها حرية فرض الرأي على الغير وليس قبوله لحق الغير بالاختلاف معه. فينظر للموضوع من زاويته هو فقط. لكن نتمنى ان تتحقق الاحتمالات الأفضل لجميع العرب والمسلمين.
أعجبتني هذه العبارة يا باحث: فلما صاروا يسمعون بالحرية اعتقدوا انها حرية فرض الرأي على الغير.......... فعلاً شعوبنا يظنون هكذا!
نحتاج مثل هذه المقالات التي تقطع صخب حفلات التطبيل والتهريج لثورات الربيع العربي وإدراك أنه حر قاسي وليس ربيعاً أبداً... أختلف مع الكاتب في إشارته إلى أن الربيع العربي مؤامرة، مما أفقد المقال رزانته وقوته وعقلانيته.
كما ولدينا ايضا حب دفين للنفاق ومسح الجوخ وتلميع النظام !!!! اللهي يحرق الاعلاميين اللي على شكلك بقاز وسخ !
عزيزي لم تذكر إستماتة بقيمة الأنظمة الدكتاتورية العربية في إفشال هذه الثورات بالمال والإعلام والتنسيق. وهذا هو الشيئ الأساسي
اعجبتني كلمة الفوضى الخلاقة ..... للك تحياتي
أخي الكريم: مصطلح (الفوضى الخلاّقة) أوجدته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وعازفة البيانو المحترفة د. كوندليزا رايس (دكتوراه في العلوم السياسية تخصص الإتحاد الروسي) ... وحقوقه الفكرية محفوظة لها !!!! ((:
شكرا د. فواز,, ما الحل؟؟ هل مطلوب من الشعوب ان تصمت على بقاء انظمة مثل القذافي او بن علي او مبارك او بشار او علي صالح؟؟ لاحظ ان من يرعقل التحول الدمقراطي حاليا هم بقية الفلول او من من يتصورن ان مصالحهم ستتعارض مع الحكم الجديد, والا من المنطقي ان تعطى الحكومات المنتخبه لتطبق ما تتصوره, ثم يقرر شعب كل دوله المصير في الانتخابات القادمه, بمعنى فقط الامر مرتبط بأربع سنوات ثم يقرر التغيير من عدمه,,
حتى نكون منصفين ... نعلم جميعاً أن من أهم اسباب التأخر في التنمية ليس الربيع العربي ذاته بل المؤامرات التي تحاك من الانظمة البائدة او من دول اخرى بعضها عربي للاسف .. لا يمكن ان نصدق ان فلول الانظمة السابقة سيتنازلون بسهولة .. لكن الاشارة الى ان الربيع العربي هو سبب الخسارة الاقتصادية للشعوب ... اعتقاد خاطئ أو محاولة تمرير فكرة لمقاصد أخرى .. عموماً ما سرقته الانظمة البائدة بالترليونات ... ولو سلمت هذه الشعوب من مؤامرات الكيد الحالية لرأينا العجب من هذه الشعوب .. ولنا في تركيا أفضل عبرة ومثل .... حبن عانت في بداية الامر وبعد اقتلاع الفساد حصل المعجزات الاقتصادية لدولة كانت مفلسة .. أخيرا للحرية ثمن لن يقدره الا من عاش الغربة في وطنه او التنكيل بين أهله ... نسأل الله ان يلطف بأهلنا في مصر و تونس وليبيا وسوريا واليمن وفي كل مكان ..
هل تسمي سنتين فقط من عمرالدول وقت كافي لجني ثمار الحريه!!!؟؟؟؟ أكاد أكون متيقنا بنجاح هذه الثورات بعد 10 أو 20 أو حتى 30 سنه، وليس في ليلة وضحاها،، الديكتاورية في هذه الدول تجذرت عبر مئات أو الاف السنين بل لم تذق طعم الحرية يوماً،، وبالتالي يحتاج العلاج لأكثر من 10 سنوات ليستقيم الأمر،، هذه أعمار شعوب ودول وليس كإصلاح سيارة،،
ترى بنغلاديش عندهم ديموقراطية والجوع طاقهم! وربما لو كان لديهم دكتاتور له علاقات قوية مع الجيران والدول العظمى لإختلف وضعهم. حسني مبارك قدم أشياء كثيرة لمصر، أموال مهولة من الخليج وأمريكا، وهي موجودة على أرض الواقع بعكس ما يدعيه أنصار الربيع العربي، الذين كذبوا على الشعب المصري بإدعاءاتهم (ولم يسائلهم أحد .. الكذب باسم الثورة مباح على ما يبدو) هناك مستشفيات وطرق ومعونات مالية للبنك المركزي ومدارس ومكتبات، وثروات كثيرة، فقدتها مصر باسم الثورة. فعلاً حرية بطعم الفقر الذي أخشى أن يمتد لسنوات طويلة لن يخلو من الفوضى وغياب الأمن كذلك. أجمل ما في الربيع العربي أن دول كثيرة اكتشفت حقيقة الحرية المزعومة وتفلت المشروع برمته أو تراجعت عن المضي في ثوراتها إلى حين.
ضحكت كثيرا على قولك أن الاموال موجودة على أرض الواقع ياعزيزي اذا كان الدخل يزيد سنويا فهو يذهب الى جيوب الاغنياء واذا كانت المشاريع تزيد فهي الى جيوب الاغنياء مما يزيد من ثرائهم وتسلطهم وجبروتهم والنتيجة أنه في كل عام يزداد الفقراء فقرا وعددا أنا لاأبرر الثورات ولكن علينا ان نمنع مسبباتها
اولاً جمع كل هذه الشعوب (التي يجمعها النطق بالعربية فقط) امر خاطىء فالتونسة يختلفون عن المصارية قبل الثورات وبعدها وكذلك الليبيين واليمنيين بسبب الاحتلاف الكبير للبنية الثقافية والحضارية لتلك شعوب...المشهد في بعض هذه الدول يذكرني بكلاب المسعى الهزيلة والسبب انها تمضي طول وقتها بالنباح بدلاً من البحث عن طعام بل انها تنبح حتى على من يحاول ان يطعمها فينفر منها فتبات على الجوع.
هناك دول ليس بها ثورات ومعدل الجريمة الغير معلن اكثر بكثير ولكن كل يحوش النار لقريصه
صدقت ...... كاتب المقال يجهل المرحلة التي نمر بها و الوعي بالحقوق والحقائق أو ع الأرجح يتجاهلها
شعوب دول الربيع العربي.. أينعت رؤوسها وحان قطافها.. فأين هو حجاجها؟ ... ؟؟؟؟؟؟ رغم الاستغفال والتلاعب بالأرقام لكن لم أتوقع أن يختمها الكاتب بدعوة صريحة للدكتاتورية وذبح الشعوب المغلوبة... يا لوقاحة المطبلين ثانياً : - لم تفشل الأمة العربية كلها وتنحط على امتداد قرن إلا بسبب القيادات العربية وأنانيتها وتركيعها لشعوبها وابتزازهم في قوتهم وحقوقهم. - الطموح المادي والتمسك بالبقاء وبيع كل القضايا مقابل ذلك والقضايا كثيرة أولها فلسطين وآخرها مالي. - القيادات العربية الدكتاتورية مكابرة وغبية وجاهلة ولا تعي المتغيرات التي تحيط بها ولا تستوعب دروس الآخرين بل لازالت تقاوم التغيير حتى في الدول المجاورة ومصر أكبر دليل تم التلاعب بها (حسبنا الله) كل ذلك كي لاتكون مثالاً نراهن عليه. ثم يأتي الأبواق أمثالك ويسخر من المصريين الذين قدموا أرواحهم ودماءهم من أجل العيش بكرامة وليس من أجل المال كما تتصور بخيالك الضيق .......... حتى الدول الخليجية وملكياتها على كف عفريت -كما يقولون- هل هذا بسبب المال لا !! بل من أجل العزة و الكرامة ........ وهذه أمور لا تفهمها ولا تستوعبها
انتبهو .....حافظوا على الدكتاتوريات وباركوها........هذا ما اراد الكاتب ايصاله. أمر طبيعي أن تدفع الشعوب ثمن حريتها ولو لبعض الوقت. الم تسمع بما تكبدته الثورات في التاريخ ام انك تنظر للنصف الفارغ من الكاس.
أختصرت المقالة التشبيحية بشكل جيد
شكرا لك. أدعوك لقراءة مقال الكاتب في تمجيد ر}ية الأمير!!
كان يجب على ارقام منع مثل هذا الفكر المتطرف لانة يدعو الى قتل واعدام المواطنين , فى بعض الدول يحاكم مثل هذا الكاتب بتهمة شريك فى الجريمة (التحريض على القتل)
هو يتكلم عن نظرية المؤامرة وإن هناك دول ستقطع رؤوس شعوب الربيع العربي... اختلفت مع الكاتب في هذا الجانب، ولكن 99% من كلام الكاتب صحيح وشجاع ومطلوب ترديده بكثرة إلى أن يتوقف المخدوعين من السذج والبسطاء بالتصديق بأن ما يتم حالياً في بعض الدول العربية هو نوع من الحرية المنشودة، وكان الأولى بدول الخليج أن تقف موقفاً واضحاً من أول انطلاقة لشرارات الفوضى العربية بأنها ضد المطالبات المسلحة وضد الفوضى وأن أي مطلب للحرية يكون من خلال المطالبة بتدرج. الشعوب العربية ليست مؤهلة للدخول في ديموقراطيات وحريات وارتقاء إداري منظم.... المسألة تحتاج فكر وشعوب قادرة على التمييز والتفكير باستقلالية، وهو غير موجود حالياً ولا في المستقبل القريب!
اعتقد الحل فى السجون ويكفي انك ستأكل وتشرب مجانا بلا حريه بلا بطيخ
الدكتور فواز مقال ممتاز.... ولكن علينا أن نتذكر أن الصحابي بلال بن رباح اختار بين الخبز والحرية... فاختار الحرية... ولو اختار الخبز.... لما سمعغنا به، ولما خلده التاريخ
الكاتب شبعااان قووووة .....
شوفوا صورته فهو ليس من الطبقة الكادحة....