الإقتصاد السعودي للعام 2013

21/01/2013 0
بدر البلوي

لا تزال التوقعات المستقبلية تشير الى إستمرار النمو في الإقتصاد السعودي للعام 2013 ولكن بوتيرة أضعف من تلك في العام 2012  فمن المتوقع أن تكون نسب النمو للعام الحالي عند 4.2% متراجعا من 6.8% للعام 2012، يعزى ذلك الى إنخفاض الإيرادات النفطية المتوقع  ، في المقابل تشير التوقعات الى تعزز قوى ينتظر القطاعات غير النفطية بفظل الإنفاق الحكومي  و سياسة التوسع المالي للمملكة العربية السعودية  الذي يعد حافزا قويا لنمو الإقتصاد ، وسوف يسجل قطاعي التشييد والنقل أسرع معدلات النمو في الإقتصاد بإعتبارهم أكبر المستفيدين من الإنفاق الحكومي.

كما تشير التوقعات الى تراجع التضخم ليبلغ معدله السنوي 4.3% في المتوسط ، وقد يكون أهم عامل يدعم هذا الإنخفاض هبوط  أسعار الإيجارات نتيجة دخول مزيد من العقارات الى السوق وإن كان تأثيره على التضخم الشامل محدودا على الأرجح ، كما تشير التوقعات الى بقاء معدلات الفائدة متدنية لحد كبير ورغم أن ذلك سيدعم الإقتصاد لكنه يعيق جهود الحكومة في حال إحتاجت للتدخل للسيطرة على التضخم.

المخاطر الإقتصادية:
تمثل المخاطر الخارجية أهم العوامل التى قد تؤثر على هذه التوقعات خاصة حدوث تباطؤ كبير في نمو الإقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية في المنطقة أو التقلبات السعرية الحادة لأسعار النفط  حيث أن أي هبوط حاد لأسعار النفط سيؤدي بدوره الى خفض كبير في إنتاج النفط النفط السعودي  ،من ناحية أخرى سيستمر غموض الأوضاع  السياسية في المنطقة يخيم على الإقتصاد وسيؤدي أي تفاقم للتوترات القائمة الى الإضرار بثقة الشركات والمستهلكين أي غياب الإصلاحات الجدية مع إستمرار إرتفاع نمو الإنفاق الحكومي وزيادة الإستهلاك المحلي للطاقة .

الإقتصاد العالمي:
بعد أربع سنوات من أزمة الإئتمان العالمية لا يزال الإقتصاد العالمي يعيش حالة  من الضبابية وعدم اليقين ، حيث تشير تقديرات صندوق النقد الدولي الى أن نمو الإقتصاد العالمى للعام 2013 لن يصل على الأرجح الى نمو عام 2011 الذي بلغ 3.8 % ، كما أن معظم المحللين يطرحون صورة قاتمة لنمو الإقتصاد للعام 2013، إن التباين في سياسة البنوك المركزية والتحرك الغير منتظم لحل مشكلة الديون السيادية وسياسات التقشف إزاء منطقة اليورو والمخاطر الجيوسياسية ونمو الإقتصادات الناشئة أهم القضايا للعام 2013.

سيبقى الإنتعاش الإقتصادي في امعظم الإقتصادات المتقدمة ضعيف وستعيق حالة عدم اليقين إزاء السياسات الإقتصادية إمكانية النمو ، رغم التحسن النسبي لأداء الإقتصاد الأمريكي مدعوما بسياسة التيسير الكمي إلا أن تباطؤ حل المشكلة المالية مع عدم وجود خطة موثوقة على المدى الطويل سيثقلان النمو للعام 2013 ، ومن المتوقع أن يظل الإنتعاش في منطقة اليورو ضعيفا بسبب السياسات المالية شديدة التقشف .

أسواق النفط:
تشير التوقعات الى أن تتراجع أسعار النفط  للعام 2013 الى مستويات 104 دولار لخام برنت في ظل الزيادة المضطردة للإنتاج في العراق وأمريكا الشمالية ، كما تشير التوقعات الى إنخفاض إنتاج النفط السعودي الى 9.6 مليون برميل في اليوم متراجعا من متوسط 9.8 مليون برميل للعام 2012.