نهاية موضة الأسهم !!

13/01/2013 8
صلاح صبح

جمعتني أخيراً جلسة مع رجل أعمال شهير كون معظم ثروته في سنوات الطفرة من المضاربة في الأسهم،وخصوصاً في السنوات الخمس التي تلت إطلاقها، قبل أن يقرر في العام 2006 أن يهجر الاستثمار في الأسهم إلى قطاعات أخرى يعتبرها جالبة لـ «راحة البال» لأنها أكثر استقراراً وأقل مخاطرة.كانت فرصة لأسأله: هل حان وقت عودة المستثمرين إلى ملء قاعات التداول، كما كان الحال قبل اندلاع الأزمة؟

وهل الـ 20 في المئة صعوداً التي سجلها سوق دبي المالي في 2012، كافية لتثبت أن الأسهم ودعت قيعانها التاريخية بلا رجعة، وأنها لن تعود إلى سيرتها الأولى الهبوطية، وأن دورة صعودية بدأت بالفعل وستطول لسنوات،مماثلة لتلك الدورة الهبوطية التي تبخرت خلالها مئات مليارات الدراهم خسرتها القيمة السوقية للشركات المدرجة.وأدهشني رجل الأعمال برده إذ قال: «لا لم يأن الأوان بعد».وقبل أن استوضحه بادر شارحاً: إن الأسهم رخيصة بالفعل، وأرخص مما كانت عليه في أي وقت مضى، ونحو نصف الأسهم المهمة متداولة بأقل من قيمها الاسمية، ومكررات ربحيتها متدنية مقارنة بمثيلاتها الخليجية والعربية العاملة في القطاع نفسه، وهناك نمو حقيقي في نتائج الأعمال، وأغلب الشركات التي كانت مهددة بالإفلاس أو توقف النشاط تمكنت من إنجاز خطط جيدة لإعادة هيكلة الديون، وتسير الآن بقوة على درب التعافي.

أليس غريباً أن كل ما يقوله يدفع المستثمرين إلى العودة فوراً إلى قاعات التداول من دون تريث، وليس العكس، ولذا قاطعته قائلاً: إن كل ما ذكرته بالإضافة إلى ما ورد في تقارير الجهات الرسمية حول عودة تدفق الاستثمار الأجنبي وأموال المؤسسات يجب أن يكون دافعاً لتصدر الأسهم للخيارات الاستثمارية لأصحاب المدخرات.ولكنه أصر على رأيه، وقال: «إن طبيعة الأسواق المحلية غير مرنة، ولا تعكس الأداء القوي للاقتصاد الوطني، لأن أغلب قطاعاته غير ممثلة بشركات مدرجة فيها».والأهم - يواصل رجل الأعمال - أن شرايين الأسواق تيبست، بعد السنوات الأربع العجاف التالية للأزمة، وتجد السيولة صعوبة كبيرة في الوصول إلى قاعات التداول رغم وفرتها في خزائن البنوك.واختتم بقوله: إن موضة الأسهم انتهت أو كادت. ولهذا حديث آخر، سأرويه لك لاحقاً.ورغم اختلافي مع أغلب ما ذكره إلا أن وجهة نظره جديرة بالتفكير.