تقول قصة من مأثورنا إنه كان هناك صديقان، أحدهما غني جداً، والثاني فقير جداً، مع أن ظروف النشأة متساوية ولكن السلوك مختلف..
وكان الفقير كثيراً ما يشكو للغني من سوء الحال، فيواسيه ويعطيه ولكنه كالقربة المثقوبة، لا يلبث فيها الماء إلاّ قليلاً..
وغرقت سفينة فيها كل بضاعة التاجر، وبالطبع لم يكن هناك تأمين، فأفلس التاجر وصار على الحديدة، وجاء الأصدقاء يعزونه وأولهم صديقه الفقير، والذي بقي معه بعد انصراف الناس..
هنا قال التاجر السابق لصديقه: الآن صرنا سواءً!.. صرنا فقراء!
رد الصديق: كلا.. فأنت سنام وأنا غارب، والسنام يكبر إذا زان الزمان، أما الغارب فلا يزيد مهما تحسنت الظروف وأعشبت الأرض وتوالى هطول المطر..
تقول القصة: وبعد سنوات قليلة استعاد التاجر السابق مكانته، وأحرز ثروة، وظل صديقه على حاله..
قلت: ومدلول القصة صحيح إلى حد بعيد، فالتجارة موهبة، والرجال الذين لديهم الحس التجاري والموهبة يصنعون المال، بينما يضيعه فاقدو تلك الموهبة حتى لو ورثوه..
كل إنسان ميسر لما خلق له، وعليه الاجتهاد وبعدها لا لوم ولا عتاب!
جزاك الله خير استاذ عبدالله على المقال الجميل. كل فرد لديه مواهب تحتاج إلى اكتشافها ثم توجيهها و صقلها. عبارة اعجبتني من رجل اعمال سنغافوري لا اذكر اسمه" إذا كنت تعتمد على عمل ما لجلب المال و انت كاره لهذا العمل فلن تجد فيها السعادة حتى لو كثر العائد المادي. يجب ان يكون عملك مثل هوايتك و تستمتع و تبدع فيه عندها سيأتي المال تلقائياً" و توجد امثلة كثيرة استغل اصحابها مواهبهم في تأليف كتب أو تقديم دورات تدريبية درت عليهم المال الوفير.