هناك مفهوم خاطئ لدى الكثير من المتداولين يتمثل في الاعتقاد بأن الشركة التي سعرها منخفض تعتبر ''رخيصة''، وتلك التي سعرها مرتفع تعتبر ''غالية''، وهذا غير صحيح؛ لأن السعر في حد ذاته لا يعني الشيء الكثير، حيث بإمكان مجلس إدارة الشركة أن يمنح أسهما مجانية فينخفض سعر السهم. وفي أسواق أخرى،تقوم الشركة بعمل تجزئة للأسهم فيتغير السعر السوقي من 100 ريال إلى 50 ريالا، على سبيل المثال،فيكون السهم ''أرخص'' من ذي قبل. كما أن الشركة قد تخفض من رأسمالها، أو تعمل تجزئة عكسية، فيرتفع سعر السهم من 50 ريالا إلى 100 ريال.
إذاً سعر السهم السوقي ليس مقياساً لجاذبية السهم من عدمه،وعلى الرغم من ذلك لا يزال كثير من المتداولين يتصرفون بناء على السعر الظاهر، وليس السعر السوقي الإجمالي للشركة الذي يأخذ عدد الأسهم في الاعتبار. تكمن أهمية السعر السوقي للشركة، ليس سعر السهم، في كونه يدل على مدى التثمين الممنوح للشركة من قبل جموع المستثمرين والمتداولين، ويعطي بلا شك دلالة على نظرة الناس للشركة عطفاً على ما لديها من أصول والتزامات ومدى نمو مبيعاتها ومستقبلها بشكل عام.
يخطئ كثير من المضاربين في الأسهم متدنية السعر في السوق السعودية، أو أسهم السنتات في السوق الأمريكية، التي تعرف بأسهم ''البيني''، في حساب مقدار الربح والخسارة الناتجة من تداول هذه الأسهم. على سبيل المثال، قد يشتري شخص أسهما بسعر 11 سنتاً للسهم الواحد، وتنخفض قيمة السهم، ربما خلال اليوم ذاته، إلى ثمانية سنتات. هنا يتناسى الشخص أن الخسارة في هذه الحالة تزيد في الواقع على 27 في المائة، وهي عالية جداً بجميع المقاييس، لكن يبدو أن المتعامل في أسهم السنتات لا يدرك هذه النقطة فيعتقد أنها مجرد انخفاض بمقدار ثلاثة سنتات فقط لا غير! وكي يعود السهم لسعره السابق، 11 سنتاً، فلا يكفي أن يرتفع بنسبة 27 في المائة، بل يجب أن يرتفع بنسبة 37 في المائة، وكذلك عندما ينخفض سهم بنسبة 50 في المائة، فيجب أن يرتفع بنسبة 100 في المائة ليعود لسعره السابق.
كما أن نسبة الفارق بين سعر العرض والطلب spread تعتبر أعلى بكثير في الأسهم ''الرخيصة''، عنها في الأسهم ''الغالية''، أولاً بسبب ضعف حجم التداول في الأسهم ''الرخيصة''، خصوصاً أسهم السنتات، وثانياً بسبب السعر نفسه. على سبيل المثال، إذا كان سعر العرض 12 سنتاً وسعر الطلب 11 سنتاً، فالفارق مجرد سنت واحد، وهو شيء مناسب ومثالي في أسهم الشركات الكبيرة. لكن بعد قليل من التفكير يكتشف الشخص أن هذا الفرق في واقع الأمر يعادل نحو 8 في المائة من قيمة السهم، أي أنه لحظة شراء السهم يكون المشتري قد حقق خسارة فورية قدرها 8 في المائة من ماله!
قد تكون هناك شركتان، الأولى سعر سهمها عشرة ريالات والأخرى سعر سهمها 100 ريال، فهل الأولى أرخص من الثانية؟ ليس بالضرورة؛ لأنه قد يكون رأسمال الأولى مليار ريال، والثانية رأسمالها 100 مليون ريال، فتكون القيمة السوقية لكل شركة مليار ريال، أي لا فرق بين قيمتهما، وعلى الرغم من ذلك ينجذب المتداول للأولى اعتقاداً منه بأنها ''أرخص''. هناك من يبرر انجذابه للأولى بأن احتمال ارتفاع سعرها من عشرة ريالات أكثر من احتمال ارتفاع الشركة التي سعرها 100 ريال، لكن هذا غير صحيح وهو مجرد اعتقاد وهمي بدوافع نفسية غير منطقية.
وعلى الرغم من ذلك، قد يكون هناك سبب واحد وجيه لمن يفضل الشركة المسعرة بعشرة ريالات للسهم عن الأخرى، ويعود ذلك لمفهوم نفسي يسمى النبوءة التي تحقق نفسها، وهي حقيقة موجودة ومشاهدة في عملية تحليل الأسهم، والمقصود منها أن كثيرا من المتداولين يتصرفون بناء على ما يعتقدون، لا بناء على حقيقة مطلقة أو تحليل عقلاني. فإذا كان الناس في سوق من الأسواق يعتقدون أن السهم متدني السعر أفضل من السهم مرتفع السعر، فسيميلون لشراء السهم المنخفض، ما يرفع سعره بشكل مخالف لسعره ''الحقيقي''، وهذا الارتفاع في سعر السهم يؤكد ما كانوا يتوقعونه، فيزداد إيمانهم بما يعتقدونه.
هنا لا بد للمحلل أن يقوم بدراسة عدد من المؤشرات المالية لمعرفة ما إذا كان هناك إفراط في الشراء لا يبرر السعر الحالي للسهم. على سبيل المثال، قد يقوم المحلل بمقارنة مكرر الربحية لكل سهم ويجد أن السهم المسعر بعشرة ريالات لديه مكرر ربحية بمقدار 20، بينما السهم الآخر مكرر ربحيته فقط 15، فيكون السهم المسعر بـ 100 ريال أرخص من السهم المسعر بعشرة ريالات.
ماذا لو تساوى مكرر الربحية لكل سهم وتساوت القيمة السوقية لكل شركة مع اختلاف في رأس المال وسعر السهم، فأيهما أفضل؟ هنا تأتي المقارنة برأس المال، فهل رأس المال الكبير أفضل من الصغير؟ ليس بالضرورة لأن ذلك يعتمد على الفرص الاستثمارية أمام كل شركة ومقدرة كل شركة على الاستفادة من رأسمالها. لو كان هناك محل للحلاقة برأسمال مليار ريال، فقد لا يكون رأس المال ذا أهمية، بل قد يكون سلبياً في هذه الحالة، ويكون من الأفضل إعادة جزء من رأس المال للملاك واستثماره في قنوات ذات ربحية أعلى من مجرد دكان للحلاقة. كثير من شركات التأمين في السوق السعوديت متقاربة في رأسمالها وتختلف في أسعار أسهمها، بينما من المفترض أن تكون الفرص الاستثمارية متشابهة إلى حد كبير، ما يعني أن كثيرا من شركات التأمين مسعرة بأسعار بعيدة عن القيمة الحقيقية لها.
ليس المقصود هنا أن تثمين الشركات يتم بهذه السهولة، بل لا بد من دراسة مبيعات كل شركة على حدة وقياس نسبة النمو في المبيعات، وتكلفة السلع أو الخدمات المباعة ومقارنة هوامش الربحية الإجمالية لكل شركة، ومن ثم مقارنة الربحية التشغيلية، بعد خصم المصروفات الإدارية والتسويقية، وأخيراً مقارنة صافي الأرباح. كما أن النظر إلى رأس المال في حد ذاته لا يكفي؛ لأن هناك التزامات وديونا تأكل من رأس المال، فيفضل مقارنة حقوق الملاك، وهي رأس المال زائد أو ناقص الأرباح/الخسائر المبقاة والاحتياطيات، وهي ما تعرف بالقيمة الدفترية للشركة. كما أن العملية لا تقف عند هذا الحد، بل ينظر لعدد من المؤشرات المالية والنسب لإجراء المقارنات بين بنود محددة في قائمة المركز المالي، مثل المخزون وكفاءة كل شركة في إدارته، وينظر كذلك لقائمة التدفقات النقدية لمعرفة وضع النقدية لكل شركة تحت المقارنة.
أخي / الدكتور فهـد ... أعتقد أن من / أســـهل الطرق ..... النظـــر إلى ( مقدار ) ربح السهم الصافي ... ومقارنته بسعر السهم السوقي كطريقة سهلة وبسيطة. .. توحيد مقدار ( ربح الشركات ) التي تربح نفس المقدار من الربح ... ومقارنة هذه الشركات بأسعارها السوقية ، لتتكون لك فكرة عن الشركات العالية والرخيصة . وبإمكان الجميع معرفة ومقارنة > أرقااامها ... والخروج بنتيجة مقنعة ... وبالله التوفيق ...
صحيح وهذا هو مكرر الربحية الذي تكلم عنه د. أحمد المزروعي.
بارك الله في علمك يادكتور, ولكن فعليا وعلى أرض الواقع, فان شراء سهم رخيص جدا يقبل احتمال تدبيلة سعره أكثر من ثلاث مراة , ويسهل تداولة والمتداولين لهم رغبة في شراءه, بينما السهم ذو السعر الغالي فأن احتمال تدبلته أكثر من مرة أمر مستبعد, فكم من المتوقع أن يتدبل سعر سهم سابك, ونعلم أن سهم المملكة أرتفع خلال فترة بسيطة من 4 ريالات الى 16 ريال أي تدبل أربع مرات دون أن تكون هناك أي معجزة في الشركة تجعل من هذا السهم يتغير بهذه النسب, وهذا حال السوق أولا واخيرا , والمثل يقول اللي تكسبه العبه
نعم فيه جانب نفسي وهو السبب في أن كثير من الشركات في أمريكا تعمل تجزئة لتجعل السهم في متناول الجميع، ولكن على أرض الواقع هذا ليس صحيح، وفيه أمثلة لشركات كثيرة أسعار أسهمها عالية وتواصل الارتفاع، أشهرها سهم بيركشاير هاثاواي، شركة وارين بفيت، الذي كان سعره 5500 دولار عام 1991 ووصل إلى 140 ألف دولار قبل مدة، أكثر من 20 ضعف. وشركة آبل وغيرها. وفي السوق السعودي فيه شركات تأمين أسعارها فوق 100 ريال، ودبلت في فترات قصيرة. وبالمقابل شركات لا تعد ولا تحصى بقيت أسعارها "رخيصة" إلى أن أفلس ملاكها!
شكرًا طيب وش رأيك مقارنة السعر السوقي مع القيمة الدفترية فإذا كانت قيمة السهم الدفترية اكبر من السعر السوقي فان ذلك في رأي مغري
هذا مفيد جداً، والأخ ناصر الهواووي يعمل جدول لمكرر القيمة الدفترية يبين هذا الجانب...ولكن فيه محاذير كثيرة، منها إن فيه شركات قيمها الدفترية مبالغ فيها، لا تعكس حقيقة أصول الشركة. يعني ممكن شركة تدفع مليارات على رخصة معينة تحسب من ضمن أصول الشركة وهي ربما إنها حالياً لا تستحق عشر قيمتها، فتكون القيمة الدفترية عالية. كذلك هناك مصانع قد تكلف مليارات لشراء الأجهزة والتكنولوجيا اللازمة، ولكن قيمتها مع الوقت قد تنخفض بحدة، وربما تكون عديمة القيمة، وهذه ترفع من القيمة الدفترية بشكل غير صحيح. ولكن، إذا لديك شركة تعتقد إن أصولها جيدة ومن النوع الماسك للقيمة، مثل العقار أو الكاش في البنوك، فالقيمة الدفترية مهمة ومكرر الدفترية يعطي دلالة جيدة.
قصدت الأخ سلمان ناصر الهواوي.
بارك الله في علمك د. فهد علميا كلامك لا غبار عليه ،، لكن هناك ثقافة خاطئة لدى المتداولين في هذا الجانب ومردها إلى عدة عوامل منها احتمالية الارتفاع في الاسهم الرخيصة أكبر وايضا القدرة على شراء كميات أكثر من السهم برغم من عدم وجود فرق في عملية الاستثمار لانها تحدد ع القيمة وليس الكمية .. كما أن هذه الممارسة الخاطئة تجعل من الصعب الاقتناع بالقاعدة الصحيحه لآن الانسان يصدق ويؤمن أكثر بما يراه وكما تلاحظ أسهم كانت باسعار رخيص ودبلت بشكل كبير مثل مبرد والاحساء وصدق والمتكاملة وغيرهم
الرخيص مخيس، وقديما قالوا: "ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر" أبو فراس الحمداني. شكرا للكاتب
فعلا مقالة طالما ناقشت الاخرين بها . في الاخير توصلنا الى ماوصلت اليه . انها حالة فقط حالة نفسية تجعل الاسهم الرخيصة ترتفع بسرعة مقارنة بالاسم ذات السعر المرتفع عندما يرتفع المؤشر . ولربما ان شعور المستثمر بتملكه كمية كبيرة من الاسهم الرخيصة افضل من اسهم قليلة في شركة مرتفعة السعر .... شكرا يادكتور واشيد باسلوبك الواضح المبسط لتوصيل الفكرة .
شكرًا لردك وان دل على شيء فهو يدل على اسلوب راقي في النقاش وهذا ما نحتاجه كثيراً د فهد. مقارنة بما يكتب في المنتديات من فرض اسلوب ان لم تكن معي فانت ضدي. مناقشة مثرية معك وفقك الله
طيب الي يلاحق تهامه على95 على اي ساس السهم مرتفع هل هو افضل من سابك او لقة عدد اسهمه مع ان اسهمه اقل من اسهم امانه تقريبا 10مليون سهم او هي حاله نفسيه تصيب المضارب وتجعله يلاحق السهم الطاير طيب الي يلاحق امانه وعدد اسمها فوق12مليون ووصلت 300ريال على اي اساس يتم رفع السهم وهل السهم الغرض من رفعه مضاربه بحته ولا النظر في عوايد السهم وتوزيعاته مع ان فيه اسهم ارخص واقل اسهم في السوق من تلك الشركات الموضحه اعلاه احد يقدر يفسر السبب ولكم جزيل الشكر
يمكن تكون القروش مهيب له لكن له سلطه عليهاههههههههه
بارك الله فيكم ونفع بكم
تحياتي وشكري للجميع على إثراء الموضوع.
د.فهد بعث إليك برسالة على بريدك المدون في نشرة كتابك الاكترونية أتمنى الاطلاع والرد ومن أجل سرعة التواصل هذا بريدي، f1alnassasr@gmail.com