مناقشات حول مكرر الربح والنمو (3) : مزاج المتعاملين

11/12/2012 22
د. أحمد المزروعي

أشرنا في المقال الأول حول مناقشات مكرر الربح الى أربعة عوامل رئيسية تحكم المكرر الذي يتقبله السوق وسنتطرق لهذه العوامل على التوالي في هذا المقال والمقالات القادمة وستكون البداية بمزاج المتعاملين بالسوق (Sentiment).

كما هو واضح من المقال السابق فإن مكرر السوق للسوق السعودي وبالرغم من أنه لـ 75 % من الوقت كان يراوح بين 13 و 16 مرة إلا أنه وفي فترات أخرى قفز لأكثر من 30 مرة، كما أنه في فترات لم يتجاوز 10 مرات..

لايمكن على الاطلاق تجاهل حالات الاندفاع والانسحاب التي تنتاب متعاملي السوق عبر موجات التفاؤل والتشاؤم وهي ظاهرة تم رصدها في جميع الأسواق العالمية صغيرها وكبيرها وليست خاصة بالسوق السعودي لوحده ، ويمكن افراد مقالات حول ذلك لو رغبنا.

لاحظ أن معنويات المستثمرين ومدى تفاؤلهم هي في الأخير من يحدد أسعار الأسهم بالسوق فمهما كانت الشركة عظيمة وارباحها تحقق نموا ، فإنه اذا لم يقم المتعاملون بشراء السهم والاقتناع بعوائده الاستثمارية  سواء على المدى القصير او الطويل فلن يرتفع السهم أبداً.. في عام 1995 انخفضت أسعار بعض الاسهم الى درجة أن التوزيعات النقدية لبعض الشركات وصلت الى10% و 12 % ولم يكن هناك مشتر ولكن بطبيعة الحال لم يستمر ذلك طويلا...

الكثير من المتعاملين بالسوق يخلط بين مزاجه وتفاؤله هو وبين مزاج وتفاؤل أو تشاؤم باقي المتعاملين بالسوق،فإذا كنت متفائلا أو متشائما لايهم اذا كان باقي المتعاملين يعاكسونك الرأي.... لذلك يجب أن تعطي وزناً أكبر لرأي المتعاملين بالسوق على المديين القصير والمتوسط...

لنأخذ كمثال الوضع الحالي الذي بكل تأكيد يمر فيه السوق بمرحلة تشاؤمية ويتضح ذلك من مكررات الربح المقدره بين 11.5 الى 12 مرة للشركات الكبرى والسؤال الكبير الذي يبحث الجميع عن اجابته هو متى يتحول مزاج المتعاملين للايجابية ؟؟؟، لان مجرد تغير مزاجهم سيرفع المكررات والأسعار وبالتالي السوق حتى لولم تحقق الشركات نموا بالارباح فما بالك اذا توافق نمو المكررات مع نمو الارباح حيث سيكون الارتفاع مضاعفا....

هذا السؤال (متى يتغير مزاج المتعاملين للايجابية) لا يعلم اجابته أحد ولكن هناك 3 مؤشرات يمكن رصدها ومتابعتها لمساعدتنا في ذلك:



باذن الله سنتطرق في المقالين القادمين من هذه المناقشات الى أثر "عوائد الاستثمارات البديلة" و "الوضوح المستقبلي" على مكرر الأرباح ، ومن ثم للعامل الأهم وهو "النمو"..