في منتدى جدة للموارد البشرية والذي أنهى أعماله يوم الثلاثاء الماضي طغى موضوع نسب البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب والفتيات السعوديين على جل كلمات المتحدثين وأسئلة الحضور.
تلخصت معظم النقاط في أن منشآت الأعمال تبذل قصارى جهدها لاستيعاب الكم الهائل من طالبي العمل، ووزارة العمل تشرع وتطبق قوانين جديدة لدعم توظيف المواطنين، لتبقى الكرة في ملعب الطرف الثالث من المعادلة الذي هو طالبو العمل من شباب وفتيات سعوديين !
أزعجني جداً كبر الفجوة بين مرئيات الوزارة ومنشآت الأعمال من جهة، وبين منشآت الأعمال وطالبي العمل من جهة أخرى. المعلومة الأكيدة هنا أن معدلات البطالة مرتفعة جداً، بل ومتفشية بين الفتيات بالذات، والدليل على ذلك عدد المستفيدين من «حافز». والأمر الآخر الأكيد هو وجود أكثر من 8 ملايين أجنبي في سوق العمل. والأدهى والأمر أن برامج وزارة العمل وقوانينها الجديدة لم تأت أكلها بعد، فبرنامج «نطاقات» يعتبر استراتيجية طويلة الأمد، وزيادة رسوم العمالة الأجنبية يعالج مشكلة تمويلية لدعم برامج توظيف السعوديين، والشركات لاتزال توظف الأجنبي بالأكوام والسعودي بالقطارة!
أين الخلل إذا؟ هل هي مسئولية المواطن العاطل عن العمل؟ هل شبابنا وفتياتنا سيئون وغير منضبطين وغير مؤهلين كما يصورهم البعض؟ الإجابة بالطبع لا. ليست مشكلة الشاب والفتاة السعوديين أن مجتمعنا يتمتع بـ «خصوصية» مقننة تنطبق على طالب العمل السعودي فقط ولا تنطبق على نظيره العربي أو الآسيوي، هذه الخصوصية تجبره على الالتزام في كيفية تصرفه ولبسه وتفاعله مع الناس والالتزام بالعادات والتقاليد وأحكام الشرع. ولكن هذه الخصوصية «تنهار» عند الحديث عن متطلبات سوق العمل!
أي نفاق هذا الذي نمارسه في حق شبابنا وفتياتنا؟ نطلب منهم أن يتعظوا بأخلاقيات العمل التي يتمتع بها أقرانهم الغربيون واليابانيون، ولكنهم في نفس الوقت مطالبون بأن يقوموا بالتزاماتهم اتجاه الأهل والأقارب والقبيلة والمجتمع على الرغم من عدم تحديد ساعات عمل واقعية تراعي «خصوصية» البلد! نطلب من فتياتنا أن يقبلن بالعمل في كل مكان وبأي زمان لكن عليهن أن يلتزمن بـ «خصوصيتهن» وأن يكنّ الابنة والأم والأخت والزوجة وعلى أكمل وجه! نطلب من الشاب أن يعمل في أي مكان بالمملكة لأنه يجب أن يكون شخصاً محترفاً وغير متطلب، ولكن عليه أن يراعي «خصوصية» بيته ونسائه وأهله وألا يتركهن بلا ولي أمر! وعلى الفتاة أن تعمل في أي مدرسة أو مكان يبعد عنها عشرات أو مئات الكيلومترات ولكنها يجب أن تستوفي شروط «الخصوصية» في حشمتها وعفافها وعدم ظهورها في العلن!
سحقاً لهكذا خصوصية أدت لارتفاع البطالة بين شبابنا وفتياتنا وأمرضتهم في عقولهم وأفقرت جيوبهم، وكفاكم نفاقاً ومقارنة مع الغربيين واليابانيين، فليتكم وظفتم من هذه الجنسيات بدلاً عن ملايين العمال غير المدربين من شرق آسيا وجنسيات أخرى. كفّوا أذيتكم لنشئنا الجديد ولا ترموا بلاءكم الاقتصادي والمجتمعي عليهم، فهم ضحية ما صنعتموه أنتم بأيديكم .
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
مقال رائع أتمنى من موقع ارقام وضعه بالصفحة الرئيسية. لنعترف بالواقع.
يا أخي نمنع المرأة من البيع بمحل تملكه هي, ونجبرها على استقدام رجال اجانب يعملون باسمها. ثم نستغرب من ارتفاع بطالة النساء (3 اضعاف الرجال)! ونستغرب رفعهن لمعدلات البطالة!! ممثلة مشهورة فتحت بوفيه بجدة وقبضوا عليها الهيئة كأنها مرتكبة جريمة. لو انها باعت على بساط بالشارع, ما احد تعرض لها! نعيب زماننا والعيب فينا.