من سيسقط في الهاوية المالية؟!

01/12/2012 3
عبد الحميد العمري

يُمسك الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي بطاولة الإيرادات، فيما تحيط أيادي إدارة البيت الأبيض بطاولة النفقات؛ الأخير يؤمن أن رفع منسوب الإيرادات عبر زيادة الضرائب هو أوّل السبل لتقليص العجز المالي، ومن ثم زيادة السيطرة على حجم الدين الأمريكي، على الرغم من مطالبة البيت الأبيض بضرورة الموافقة على رفعه، في المقابل يتمسّك الجمهوريون بضرورة خفْض الإنفاق كخيار أوّل. كلا الطرفين؛ يدركان تماماً خطورة عدم التوصّل إلى اتفاق يسبق نهاية هذا الشهر على نمو الاقتصاد الأمريكي، والخطورة الأكبر على دخول أكبر اقتصاد في العالم دائرة التعثّر عن سداد مستحقات ديونه تجاه دائنيه!

يُطلق على (نتيجة) عدم الاتفاق بين الطرفين أعلاه بالهاوية المالية، إن حدث ذلك وسقطتْ الولايات المتحدة فيها مع صباح الأول من يناير 2013م! وحدث أن توقفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها، فهل ستسقط لوحدها؟ طبعاً يدرك الجميع أن الإجابة بالنفي، إذ من المتوقع أن تجر وراءها أغلب -إن لم تكن كل- اقتصادات العالم بأسره! لكن هذا السقوط المدوي لن يكون وقعه المدمّر على قدم المساواة بالنسبة للبقية.

إن ذلك يعني انفجار أزمة اقتصادية عالمية جديدة، أوّل من سيتلقى صدمتها الأولى هو الأسواق العالمية بانهيارات قد تتجاوز سابقتها في 2008م، وتتهاوى أسعار النفط العالمية، في الوقت الذي سترتفع فيه الفائدة على السندات والديون، كل هذا سيتزامن بالطبع مع انهيار كبير في سعر الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسة، وهو ما سيُلحق أضراراً جسيمة بالدول الأكثر إقراضاً للولايات المتحدة كالصين واليابان ودول مجلس التعاون الخليجي. في نهاية الأمر سيؤدي كل ذلك إلى انخفاض النمو الاقتصادي، ومن ثم ستتفجّر معدلات البطالة صعوداً، باختصار، عُد إلى المشاهد المروعة للأزمة المالية 2008م، غير أنّك سترى ما هو أصعب منها! وللحديث صلة لأهميته، ولمعرفة ما هي خياراتنا.