من يقارن بين حركة قطاع التأمين وحركة المؤشر العام خلال عام يدرك مدى تسارع وتيرة المضاربات الشرسة على أسهم القطاع، التي دفعت بأسعار بعض أسهمه إلى مستويات تاريخية لم يشهدها من قبل،حيث سجل هذا القطاع ارتفاعاً بنسبة 37.5 % مقارنة بـ 7.4% لأداء المؤشر العام. وعلى الرغم من أن التقرير يصب حول قطاع التأمين من منظور التحليل الفني، إلا أن ذلك لا يمنع من إلقاء الضوء على بداية إدراج أسهم شركات التأمين في المملكة، إضافة إلى التوسع في إدراج شركاته ومن ثم حركة القطاع منذ نشأته وصولاً إلى المستويات السعرية مع اقترابنا من نهاية العام الجاري.
فضلاً عن أن إدراج سهم شركة التعاونية للتأمين عام 2005م يعد النواة الأولى للقطاع إلا أن الشرارة الفعلية لها بدأت عقب انهيار سوق الأسهم السعودية في فبراير 2006م وتعرض كثير من المتداولين لخسائر فادحة من أموالهم، مما حدا بهم إلى البحث عن مصدر قد يعوض جزءاً مما فقدوه. ففي منتصف عام 2007م تم إدراج أربع شركات في القطاع، لتبدأ من عندها سلسلة الارتفاعات المتواصلة وتسجيله مستوى 2483 في نهاية العام،بيد أن العوامل السياسية والاقتصادية بين عامي 2008- 2009 لعبت دوراً حاسماً وألقت بظلالها على أسواق الأسهم العالمية وأسواق السلع والمعادن، لاسيما سوق الأسهم السعودية بمختلف قطاعاته،كما أن قطاع التأمين لم يكن بمنأى عن الهبوط شأنه شأن بقية القطاعات المدرجة التي قادته لتسجيل قاع تاريخي عند نقطة 471. وفي عام 2009م ومع تحسن الأخبار الاقتصادية وخطط التحفيز استطاع قطاع التأمين تكوين قاعدة سعرية ينطلق من خلالها مجدداً، متزامنة مع طرح عدد كبير من الشركات في القطاع ذاته، وصولاً إلى المستويات الحالية القريبة من نقطة 1500، إذ بلغ عدد الشركات المدرجة الآن 33 شركة، كأكبر القطاعات من حيث عدد الشركات المدرجة فيها.
ولعبت الأسهم المتداولة في قطاع التأمين دوراً بارزاً في احتضان جزء كبير من السيولة الإجمالية للسوق،حيث احتل هذا القطاع نسبة 47 % من السيولة الأسبوعية في ظل تسارع وتيرة المضاربات المحمومة على أسهم القطاع، الذي أوصله إلى مستويات قياسية وفي ظل قلة عدد أسهم الشركات بشكل سهّل لأصحاب الأموال الكبيرة السيطرة عليها، إضافة إلى التذبذبات الحادة ما بين الارتفاع والانخفاض، مما دفع بعض المتداولين إلى استغلال هذه التذبذبات في البحث عن الربح السريع والخوض في مغامرات غير محسوبة. وفنياً، فقد فشل القطاع في اجتياز مستوى المقاومة 1550، الذي يمثل قمة قد سبق أن سجلها في سبتمبر الماضي، مما دفعه إلى دخوله في عمليات جني أرباح، قد بدت مكثفة في بعض أسهمه، التي قادته لمنطقة 1419 خلال الأسبوع الجاري. حالياً،يقف قريباً من منطقة الدعم الأولى عند 1411، وكسرها يسهم في استهداف مستويات الدعم الأخرى 1400- 1378 – 1325. في حين تظل نقطة 1464 منطقة المقاومة الأولى، واجتيازها كإغلاق يعزز من فرص مشاهدة ارتداد نحو المقاومة النفسية 1500.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع