خذِي العبرة يا وزارة العمل من هيئة الاستثمار!

18/11/2012 11
عبد الحميد العمري

أكمل من منتهى مقال الأمس، أن مبدأ تحميل منشآت القطاع الخاص تكلفة وجود عاطلين من العمل، يعد أمراً مطلوبا وبالغ الأهمية، بل هو قرار اقتصادي يتوافق نظرياً وعملياً مع حالة التشوهات القائمة في سوق العمل المحلية، ذلك أنه يتمتع بكافّة أشكال الدعم المادي والإجرائي من الحكومة، في المقابل لم يجد منه المجتمع السعودي طوال العقود الماضية إلا نكران الجميل! إذْ تمادى في استقدام العمالة الرخيصة التكلفة، والقليلة المهارات والتأهيل (قد يكون هذا بسبب سطحيته في الأصل، فهو إمّا مستورد من الخارج بالجملة ويبيع علينا بالتجزئة! أو أنّه أكوام من الشركات التي تقتات على المناقصات الحكومية)، وبالطبع فإن هذا العبث من القطاع الخاص خلّف وراءه مئات الآلاف من العاطلين والعاطلات! وعليه فمبدأ تحميله تكلفة جزء من التشوهات بالسوق، يعد أمراً مقبولاً بلغة العائد والتكلفة، ولكن!

كيف تحدد هذه التكلفة؟ وعلى أي أساسٍ تستند؟ هنا نقطة الاختلاف مع المبدأ الذي قامتْ عليه الـ200 ريال المقررة مؤخراً من الوزارة! لماذا لم تربط بمعدل التوطين المطلوب من كل منشأة؟! إنّه قرار يحمل في أساسه تشوهات خطيرة، وإذا ما أُضيفتْ لتشوهات البرامج السابقة، فإن وزارة العمل بذلك، تضيف إلى (سلّة) العوامل المؤدية لمزيد من معدلات البطالة، والوظائف الوهمية للسعوديين ما نحن في غنى عنه!

سابقاً، هددتْ وتهدد تلك البرامج المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتسببت في طردها ولاتزال! الآن يأتي الدور على المنشآت الأكبر. فهل ننتظر في الأعوام القليلة المقبلة فواجع أكبر في سوق العمل المحلية؟! إنني آمل أن يتم استدراك الأمر قبل أن يتفاقم، ولنا في التجربة السابقة للهيئة العامّة للاستثمار عبرةٌ لمن اعتبر (التي تعكف قيادتها الآن على معالجة آثارها بشتى السبل).