مازال المعدن الاصفر يواصل ارتفاعاته في الاسواق المالية وأصبح الذهب جزء مهم من تكوين اي محفظة استثماريه ويبدو ان المعدن الاصفر من اكبر المستفيدين من اي ازمة مالية وما يتبعها من انخفاض في اسعار الفائدة والكثير يراهن على ان ذلك المعدن البراق سيشكل الفقاعة القادمة, فاسعار الذهب المرتفعة التي وصل اليها الآن تؤكد ذلك الأمر وبالطبع فان المشترين للكميات الاكبر من معدن الأزمات هم البنوك المركزية حول العالم . وعند قراءة قائمة المركز المالي لتلك البنوك فان ذلك الذهب بالطبع سوف يظهر في جهة الأصول كما هو متعارف علية محاسبياً , ولكن الملاحظ لتلك القوائم يرى ان البند الذي تستخدمه البنوك المركزية في العالم لتوضيح ما تمتلكه من ذهب هو ((gold and gold receivables ,ومن المفهوم وجود بعض الذمم المدينة في أي منشأه ولكن عندما يتعلق الامر بالبنوك المركزية فان المقصود من الذمم المدينة للذهب هو ذهب معطى كقرض (بنفس فكرة القرض النقدي بشكل مبسط جدا مع الاختلاف بالطبع بينهما ) أي ان الكثير من تلك البنوك المركزية في العالم اقرضت جزء مخزونها من الذهب لجهات اخرى(بعض البنوك المركزية كبنك فرنسا المركزي لا توجد لدية كميات ذهب مقرضة). وبالطبع ذلك الامر ليس بجديد فتلك العملية كانت تحدث من وقت طويل لكن ما يثير تلك النقطة في الوقت الحاضر هو الازمة المالية وعمليات شراء الذهب الكبيرة التي تقوم بها البنوك المركزية حول العالم . ويظهر ان جزء غير يسير من تلك الاحيتاطيات من الذهب غير موجودة بالفعل في خزانات تلك البنوك المركزية , ومما يؤكد ذلك السرية الكبيرة التي تحيط بها البنوك المركزية مجودتها من الذهب , والسماح لها باستمرار التضليل في كميات الذهب الموجودة لديها بإعلان الذهب والذهب كذمم مدينة كبند واحد في قائمة المركز المالي ((balance sheet, وكما يعلم الجميع فان (GAAP) مبادئ المحاسبة المتعارف عليها تسمح بوجود الذمم المدينة بالطبع لكن ليس في بند واحد مع النقدية او الذهب في حالة البنوك المركزية وبالطبع تلك البنوك المركزية لا تكترث بذلك او مستمرة في تلك العملية لأن صندوق النقد الدولي يسمح لها بذلك ببساطه,وأكثر ما يثير القلق هنا هو ان درجة المخاطرة المتعلقة بذهب موجود لديك بالفعل كأصل او موجود بخزانتك تختلف كليةً عن ذهب مقرض او بتوضيح اكثر يختلف عن الوعد بالدفع بالذهب من جهة اخرى وهنا تكمن المجازفة بأصل من المفروض انة وجد للتحوط من الازمات المالية اتي كان المتسبب فيها بشكل كبير القروض لجهات ذات ملاءة ضعيفة .
لكن السؤال الاكبر اين ذهب ذلك الذهب ؟
يبدو ان اكبر المقترضين لذلك الذهب هم ما يدعى بالbullion banks)) وهي بنوك استثمارية تقوم بدور بيع الجملة و بكميات كبيرة من الذهب وبالطبع تلك البنوك تقوم بيع تلك الكميات من الذهب الى المستثمرين والمصنعين الذين يقومون بإذابتها وتحويلها الى منتجات مختلفة ,وتشير بعض الإحصائيات (وان كانت قديمة) الى ان ما اجمالية 15,000 طن من الذهب وجد طريقة الى اسواق الذهب من خزانات البنوك المركزية بتلك الطريقة.
بقي ان نعرف ان امر المحكمة الالمانية الأخير للبنك المركزي الالماني ((Bundesbank بالتحقق من كميات الذهب المودعة لدى الاحتياطي الفدرالي بنيويورك , ماهي إلا بداية لكشف بعض الغموض الذي يتلف تلك الكميات من الذهب وأنة في حال ان تلك البنوك المركزية واجهت مشاكل اعمق وأرادت استخدام ذلك الذهب لمواجهة مشاكلها فا انة يمكن الجزم بان جزء ليس باليسير من ذلك الاحتياطي ليس موجود بخزانات تلك البنوك(وان كانت البنوك تقوم بالبيع للذهب دون تحريك الاصل الملموس او مبادلته ولكن في اوقات الأزمات فان الاسواق تكون جدا حساسة لذلك النوع من البيع ) فهل سوف تقوم تلك البنوك بالتوضيح مستقبلا لتلك العمليات من الاقراض ؟
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
مقال رائع جدا , ونحتاج الى مزيد من التوضيح , فالموضوع يلفه الغموض من كل جانب , وأتوقع لو فعلا البنوك باعت موجوداتها من الذهب فإن ذلك يمنح المعدن الاصفر حافز للصعود أكثر وليس الهبوط , لان لو تم التشديد على البنوك المركزيه لاسترجاع ذهبها فسوف أولا تتوقف عن تأجيره لمن يريد بيعه " شورت " في السوق , وهذا الحافز كفيل بارتفاعه الى السماء كما حدث لشركة فولكسواجن منذ كم سنه عندما تضاعف سعرها في وقت قصير وأصبحت أكبر شركه من حيث القيمه السوقسه في العالم عندما خنق البائعين " شورت " وطلب منهم التغطيه فصعد السهم الى السماء .
ما اشوف في الموضوع مشكلة ان البنوك المركزية تقرض ذهبها لأي جهه وبالعكس هذا قد يساعد في تهدئة اسعار الذهب لتوفره بكميات كبيرة من هذه البنوك !
أحد النظريات حول سجن "ستراوس كان" الرئيس السابق للبنك الدولى أنه لم يكن بسبب الجريمة الجنسية بل باكتشافه أنه لايوجد ذهب في نيويورك حسب تقرير معد ل فلاديمير بوتين http://www.eutimes.net/2011/05/russia-says-imf-chief-jailed-for-discovering-all-us-gold-is-gone/
البنوك المركزية هي وحدها من يحدد توجة الذهب والعملات
الاخ الكريم bird_1234 جل ما اقصدة من المقال هو البند المحاسبي الغريب الذي تحملة تلك البنوك , فيجب توضيح ماهو موجود فعلا وماهو مقرض وليس اكثر , ولا يختلف اثنان على فوائد البيع على المكشوف فهو يوفر سيولة للأسواق كمان انة يساعد على وقف الهبوط في الأسعار عند تغطية المراكز (لكن ليس في جميع الاوقات). الاخ مالك لوا الذهب من الاصول عالية المخاطرة فلك ان تجمع مابين تلك المخاطرة واقراضها او بيعها على المكشوف ولا ادري مالذي يدفع بنوك مركزية هدفها الاول هو رسم السياسات النقدية الى اخذ تلك المخاطرة اذا لم اكن على خطأ الاخ احمد الكبيسي شاكرا لك متابعتك المستمرة لمقالاتي .