اسئلة مهمة لكل مستثمر؟

11/11/2012 4
محمد الشميمري

استمرار لسلسلة المقالات التثقيفية في الفا بيتا هذا مقال عن الأسئلة المهمة التي لابد ان يطرحها المستثمر على نفسه واجابتي عليها:

س1 : ما هي أنواع المخاطر التي يمكن أن تتحملها ؟

شرح السؤال :
لا يخلو أي استثمار من مخاطر صغيرة أو كبيرة لكن القاعدة المطردة في المخاطرة أن العائد على الاستثمار يعكس حجم المخاطرة فكلما كانت المخاطرة أعلى كلما كان العائد أعلى هبوطاً أو صعوداً ربحاً أو خسارة والعكس بالعكس فكلما قلت المخاطرة كلما قل العائد مكسباً أو خسارة هذا هو المفترض في عالم الاستثمار وعلى هذا عند اتخاذ قرار الاستثمار لا بد أن يوضع في الاعتبار نوع المخاطرة التي يمكن للمستثمر أن يتحملها عالية ، متوسطة ، قليلة وهكذا وسيأتي الكلام عن أنواع المخاطر في السؤال التاسع سيتم وضع مقالة كاملة عنه .
س2 : ما مقدار احتياجك لسيولة المحفظة الاستثمارية ؟

شرح السؤال :
هناك عدة أدوات في عالم الاستثمار وعدة قطاعات منها ما هو سهل التسيل بمعنى تحويل الورقة المالية إلى نقد بأسرع وقت ممكن مثل السندات والأسهم ومنها ما يأخذ وقت لتسيله أي تحويله إلى نقد مثل الاستثمار في العقار فينبغي للمستثمر أن يتخذ قراره في مدى احتياجه للسيولة لأنه لو استثمر في عقار على سبيل المثال واحتاج للنقد مباشرة فإنه لا يستطيع الحصول عليه مباشرة مما قد يؤدي إلى ضرر المستثمر أو خسارته.
س3 : هل الضرائب الحكومية تحكم استثماراتك؟

شرح السؤال :
وهذا ينطبق أكثر على الدول التي تفرض ضرائب على دخل الفرد وفي هذه الحالة لا بد أن ينظر إلى نظام الضرائب في تلك الدولة ومدى مناسبة الاستثمار المعين لنظام الضرائب في البلد فعلى سبيل المثال لو استثمرت في الأسهم الأمريكية كاجنبي غير امريكي نفرض سعودي بعد توقيع النموذج المختص بالضرائب لن تدفع ضرائب على الأرباح الرأس مالية لكن لابد ان تدفع ضرائب على التوزيعات المالية من الشركات الأمريكية بمعدل يصل الى15% من التوزيع فلابد الأخذ بالأعتبار هذا الأمر خاصة عند الأستثمار من اجل التوزيع في امريكا . وينطبق أيضاً على المستثمر في بلد آخر قد تفرض ضرائب على المستثمرين الأجانب حينئذ لا بد البحث عن طرق قانونية تجنب المستثمر دفع الضرائب أو التقليل منها.

س4 : هل تهدف في استثمار لمدى قصير أو طويل؟

شرح السؤال :
لا شك أن الهدف من أي استثمار هو أن يستفيد المستثمر من استثماره وهذه الفائدة تتحقق بالوصول إلى النتيجة المطلوبة فقد يكون الهدف من الاستثمار تنمية رأس المال لشراء منزل أو للتقاعد ، للتعليم ، للدخل . . إلخ من الأهداف الكثيرة التي تختلف باختلاف المستثمر وهذه الأهداف حتى تتحقق لا بد لها من وقت ومن هنا يحدد المستثمر الوقت التي يمكن أن يسمح لماله أن يصل لهدفه والأوقات في الاستثمار هي : الاستثمار قصير المدى وعادة يمتد من سنة إلا ثلاث سنوات ، الاستثمار متوسط المدى من ثلاث إلى خمس سنوات ، الاستثمار طويل المدى من ست إلى 30 سنة أو أكثر وتختلف المدة باختلاف الورقة المالية.

وكلما أعطى المستثمر وقتاً كافياً لاستثماره أن يحقق هدفه كلما كان أقرب للواقع. وهنا لا بد أن نشير إلى أن الوقت مهم جداً بالنسبة للمال فالوقت له قيمته وهو ما يعرف بـ (Time value of money) فالدولار اليوم يشترى أقل مما كان يشتريه قبل عشرين سنة كان يمكن أن يستثمر في أقل أدوات الاستثمار مخاطرة كسندات الحكومة الأمريكية بعائد 2% فهو يزيد 02 ، 0 سنت  تراكمية كل سنة ، ويضاف إلى ذلك معدل التضخم والذي يعرف أيضاً بمخاطرة قوة الشراء (Purchasing power risk) فإذا كان عائد الاستثمار أقل من معدل التضخم فيعني ذلك أن قوة شراء المال المستثمر يتضاءل بمرور الوقت.
س5 : ما هي خبرتك الاستثمارية :

شرح السؤال :
كلما كان إلمام المستثمر بتفاصيل الاستثمار والمخاطر المتعلقة فيه أكبر كلما كان قرار الاستثمار أنسب للمستثمر وأقرب من تحقيق هدف ولذلك أنصح دائماً بالقراءة والبحث والاستعانة بأصحاب الخبرة قبل اتخاذ قرار الاستثمار .
 
س6 : ما هي أنواع الاستثمارات التي تملكها حالياً ؟

شرح السؤال:
معرفة استثمارات العميل تساعد على التأكيد من تنويع محفظة المستثمر فعدم النظر إلى الاستثمارات الحالية قد يؤدي إلى زيادة الاستثمار في مجال معين ومن ثم زيادة المخاطرة بسبب عدم التنويع.
س7 : ما هو ردة فعلك لو خسرت 5% ، 10% ، 50% ، من رأس مالك المستثمر ؟

شرح السؤال :
هذا السؤال يعتبر من الأسئلة المهمة جداً وسبب ذلك أنه هو السؤال الوحيد الذي يشدّ انتباه المستثمر ويجعله أكثر جدية في اتخاذ قرار استثماره ، ويضاف إلى ذلك أن هذا السؤال يعطي الصورة الحقيقية عن الاستثمار لأن أغلب المستثمرين وخاصة الحديثي عهد في الاستثمار لا ينظرون إلى ناحية احتمال الخسارة وهذا خطير جداً لابد أن يشرح وبوضوح أن الخسارة في الاستثمار قد تحصل كما يحصل الربح أو ربما أكبر احتمالاً على حسب نوع الاستثمار ومخاطرته ، بل قد يخسر المستثمر جميع استثماره في حالة الاستثمار في أدوات استثمارية عالية المخاطرة مثل عقود الاختيار والشركات الضعيفة التي يمكن أن تفلس ، لذلك لا بد من التركيز على هذا السؤال وحينما يحدد المستثمر مدى تحمله للخسارة (قليلة ، متوسطة ، أو كبيرة) يمكن أن يتخذ قرار الاستثمار والمخاطرة التي يمكن له أن يتحملها فكلما كان تحمله للخسارة أقل كلما ينصح بالاستثمار بأدوات استثمارية أقل مخاطرة والعكس صحيح ، ولذلك ينصح المستثمر أن ينوع ويوزع استثماراته وأصوله بحيث يضع بعضها في استثمارات قليلة المخاطرة ويضع قليل منها في مخاطرة أعلى يمكن له أن يتحمل الخسارة إذا حصلت وأكرر أن أفضل طريقة للخروج بقرار استثماري مناسب لحالة المستثمر المالية والشخصية هو الاستعانة بخبراء الاستثمار ومستشاريه لذا افضل توزيع اراه للمخاطرة من السيولة الأستثمارية (مخاطرة منخفضة=60%من السيولة عقار صكوك , مخاطرة متوسطة 35% من السيولة اسهم ذات اساسيات قوية ,مخاطرة عالية 5% من السيولة عقود اختيار اسهم مضاربة المتاجرة بالعملات والمعادن عن طريق الهامش او الرافعه) .

 

س8 : ما هو مقياس العائد التي يعتبره ممتاز ، جيد ، مقبول ، غير مقبول ؟

شرح السؤال :
هذا السؤال يعتبر من أهم الأسئلة التي تطرح على المستثمر وسبب ذلك أن هذا السؤال يعطي للمستثمر صورة عن العوائد المتاحة في السوق والقاعدة المطردة أن العائد يفترض يمثل حجم المخاطرة ربحاً أو خسارة هذه القاعدة لا بد أن تكون نصب أعين كل المستثمرين .

وعلى هذا فالهدف الأساسي لأي مستثمر ينبغي أن يكون تحقيق أكبر عائد بأقل نسبة مخاطرة وأن تكون توقعات المستثمر أقرب للواقع ، والواقع تحكمه مؤشرات( ) وقواعد تطورت عبر التاريخ وأصبحت قاعدة أساسية لتحديد العوائد التي تختلف باختلاف السوق والدول والمجال الذي يستثمر فيه ويمكن لنا أن نجعل سوق الولايات المتحدة الأمريكية كقاعدة لأنه سوق منظم وعلى هذا فالقاعدة في السوق الأمريكية أن أقل الاستثمارات مخاطرة هو الاستثمار في سندات الحكومة الأمريكية وسبب ذلك أن الحكومية الأمريكية تضمن السند وعائده للمدة المحددة للسند وتتراوح المدة من سنة إلى 30 سنة وعادة يتراوح العائدة على السند من 1.5% إلى 2.5% سنوياعلى حسب معدل الفائدة ، وعلى هذا فأقل الاستثمارات مخاطرة يتوقع أن يكون عائده بين 1.5% إلى 2.5% سنويا ويعني ذلك أي استثمار آخر لا بد أن يكون عائده أفضل من سندات الحكومة الأمريكية لأن المخاطرة ستكون أعلى ، هذا بالنسبة لأقل الاستثمارات مخاطرة .

بعد ذلك ننتقل إلى مقياس سوق الأسهم وهذا يختلف باختلاف الأسواق والقطاعات فإذا كان المستهدف اسواق فعالة كالسوق الأمريكي فمؤشر الشركات القوية والكبيرة عادة يعتمد مؤشر الأس آند بي 500 (S& P500) فمتوسط العائد خلال 30 سنة الماضية إلى تاريخ 30/4/2000م 14% سنويا ( ). اما الأسواق النامية مثل السوق السعودي يعتمد مؤشر السوق السعودي TASI وسوق قطر ادرجت مؤخرا بمؤشر أسواق شمال افريقيا والشرق الأوسط من شركة مورقان ستنالي .

وعلى هذا فإن على المستثمر حينما يحدد مجال استثماره أن يبحث عن متوسط العائد في المجال الذي ينوي أن يستثمر فيه وما هو المرجع لهذا العائد هل هو سندات الحكومة الأمريكية ، أما مؤشر من المؤشرات المشهورة حينئذ يقوم بمقارنة عائد الاستثمار بمتوسط عائد المؤشرات المعتمدة التي تمثله . ويضاف إلى ذلك النظر إلى نسبة المخاطرة التي يعتمدها مدير المحفظة فقد نجد أن كثيراً من الصناديق حققت عوائد أعلى بكثير من مؤشر (S& P500) فهل هذا يعني أفضل ؟ إذا نظرنا إلى العائد فالطبع هي أفضل لكن السؤال هو هل استخدموا نسبة مخاطرة أعلى من مؤشر (S& P500) ليحصلوا على نتيجة أفضل ؟ أم استخدموا نفس درجة المخاطرة فإذا كانت طريقتهم بنفس درجة مخاطرة المؤشر فحينئذ تفضل طريقتهم على المؤشر ، أما إذا كانت بنسبة مخاطرة أعلى فهذا يعني أنه في حال هبوط السوق قد تكون الخسارة أعلى من المؤشر للعائد التاريخي لمختلف الأوراق المالية ويصح ما سبق ايضا على سوق الأسهم السعودي.
سيأتي السؤال التاسع في مقال مستقل.