تلخيصاً لما ذكرتُ أول من أمس؛ تتأسس لعبة (الحقائق الرمادية) من أطراف متنافسة، وقواعد متفق عليها، ومجال أو فضاء تتم مجرياتها في دائرته، وذكرتُ من دوائره فضاء الإعلام.
التجربة لدينا يمكن القول عنها إنها في أدنى درجاتها على كافّة المستويات، وهذا ما يزيد بالطبع من رماديتها (عدم وضوحها)، فلا تعلم تحديداً هويةً محددة للمتنافسين، ولا تعلم مرجعية علمية أو فكرية بعينها يستظل بظلّها هذا أو ذاك، ستجد أنّك واقعٌ بكامل قامتك الفكرية والذهنية وسط لفائف معقدة جداً لا أول لها ولا آخر! العامل الوحيد الواضح سنامه لك هو (المصلحة) فقط، التي تتحرك في أحشائها -لا يمكن لك أن تراها أو حتى تدركها- ميكانزمية زئبقية لا تقبل القياس، ولا حتى التأطير ولا التحديد.. أخيراً وليس آخراً؛ يزيد من تلبّك معدتك على ما ذكر آنفاً، أنَّ فضاء الإعلام لدينا لايزال خاضعاً لمعايير فردانية أكثر من كونها مؤسساتية!
لأخرج معك من التنظير؛ قد تقوم اللعبة البدائية هنا بين مسؤول ومسؤول حكومييَّن وهو ما يندر، أو مسؤول حكومي وآخر من القطاع الخاص، أو أي من الطرفين السابقين مقابل فردٍ أو مجموعة أفراد مختلفة المرجعيات، وأخيراً قد تنشأ اللعبة الرمادية بين أفرادٍ فقط في قضايا ترتبط في الأصل بعمل أو مجال قطاعاتٍ حكومية أو أهلية. أحياناً، تتشكّل من الأطراف أعلاه تكتلات متصارعة، كأن تجد مسؤولاً حكومياً يعاضده رجال أعمال وكتّابٌ أيضاً (تتساءل: ماذا جمعهم على قلب رجلٍ واحد؟ أعيدك هنا للأمر الواضح سنامه أعلاه!)، وهكذا تدور رحى اللعبة.
ما هي النتيجة -على الأقل- على مستوى إثراء الحوار والفكر والتجربة؟! غالباً وأؤكد على غالبٍ هذه، أنَّها لا تتعدّى حد نقْضِ الغزْل! وانظرْ بحياد إلى عديد من القضايا كالبطالة، الاحتكار، المضاربات العشوائية، السياسات الاقتصادية.. أعلمُ مثلكَ أنَّ لا شيء كثيراً تحقق عملياً ليتحقق فكرياً! لكن للعلم؛ أؤكد لك أن الأخيرة نتيجة للأولى!
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
كالعادة سلبية وتذمر بدون قول شيء مفيد, لا في ذكر المشكلة ولا حتى بذكر اي حل. ولن يستطيع ذكر الحلول لأن ما يضايق الكاتب الفاضل ربما هو ان الحياة فيها مشاكل, ويبي يقول "ليش". فالحياة اصابت البعض باكتئاب. مرشح الرئاسة الأمريكي "نيوت غينغريتش" ربح ملايين من طريق علاقاته اللي كونها لما كان متحدث باسم البيت الابيض. كل"ن" حاس انه فيه شيء غلط لكن شغله كله قانوني. هذه هي الحياة وستبقى كذلك فلا مدينة فاضلة بالدنيا. صحيح ان عندنا قد تكون الأمور اسوا, ولا بد من المواجهة والتقليل من السلبيات قدر الامكان, لكن هذا لا يتحقق بمجرد التذمر. وموضوع العلاقات بمجتمعنا بالذات متجذر بثقافة الشعب كله واصبحت "اللوبيات" ما هي بعيدة عن لوبيات "نيوت غنغريتش"!
كن جميلا ترى الوجود جميلا يا اخى افصخ نظارتك السوداء والبس اي لون ثانى شوف الحياة كيف تتغيير شكرا