الدياااااااايه ..!!

10/10/2012 1
محمد بن عجاج

تذكرت أحد المسرحيات القديمة الكويتية للفنانين سعد الفرج وحسين عبدالرضا عندما كانا يتحدثان على (دياي قبل باللهجة الكويتية) في قالب كوميدي ممتع ... ونظرت للوضع الحالي وكيف أن اسعار الدجاج شهدت ارتفاعا أثر على حياة المواطن البسيط الذي احرقته نار غلاء الأسعار دون أن يجد لها علاج.

مع صراخ المواطن من غلاء الدجاج طلت علينا فكرة المقاطعة !! وهي من الأفكار القديمة الفاشلة في المجتمع السعودي حيث لم تنفع اي حملة مقاطعة لإجبار التجار على إعادة النظر في موضوع الأسعار بل أصبح لدى التجار مناعة من هذه الظاهرة ومعرفة لكيفية الاستفادة من هذه الحملة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح بسبب أن العديد يتكلموا دون أن يقاطعوا....

ارتفاع الأسعار أو التضخم الذي أصاب البلاد ناتج من مصدرين الأول داخلي من خلال ارتفاع المعروض النقدي جراء الانفاق الحكومي والثاني خارجي من خلال ارتفاع أسعار الواردات بسبب انخفاض القوة الشرائية للريال المرتبط بالدولار ... حتى الآن لم تنفع خطط الحكومة في كبح جماح التضخم في الاسعار على الرغم من انخفاض قراءة رقم معدل التضخم في شهر اغسطس الماضي دون 4 % للمرة الأولى من فترة طويلة.

قامت الحكومة ببعض المجهودات لزيادة مدخول المواطن البسيط إلا أن جميع الحلول التي نفذت مؤقته ولم تنفع في تخفيف مشاكل المواطن بل في ظني أنها تعقدت أكثر من السابق ،،، اما الحلول الدائمة فإنها فقدت تأثيرها وعمقت المشكلة بسبب البيروقراطية التي أطالت من فترة تنفيذها كما هو الحال مع مشروع بناء نصف مليون وحدة مثلا.

بطبيعة الحال لا يمكن أن يوضع اللوم على الحكومة فقط فيما يخص التضخم الداخلي لأن المواطن والمقيم جزء من هذه المشكلة بسبب عاداتهم الاستهلاكية التي لا تتوافق مع امكانياتهم وخصوصا من ذوي الدخول المحدودة ،، وبالتالي عدم التدبير يؤدي إلى التبذير..!!

لذلك لابد من وجود دور للمستهلك في العملية الاقتصادية فهو العامل المؤثر وليس المتأثر لكن واقع الحال خلاف هذا! ولا يمكن أن تتغير هذه المعادلة إلا من خلال إنتشار ثقافة اقتصادية بين افراد المجتمع لأن وعي الفرد سيؤثر على المجتمع من خلال تصرفاته.

هذه الثقافة لا يمكن أن تنتشر إلا من خلال تركيز وسائل الإعلام على نشر الوعي الاقتصادي وايضا مساهمة الافراد المهتمين بالامور الاقتصادية بتعليم وتثقيف الناس بهذه الأمور وكذلك الجمعيات والهيئات المختصه في هذا الجانب ..

وجدت بعض التدوينات الجميلة لبعض الأخوة من زوار موقع ارقام وكانت من أكثر التدوينات نشاطا بحكم أنها تلامس حاجات الفرد ،، لكن لا يزال هذا الموضوع غير مطروح بشكل واسع بين افراد المجتمع ولي تجربة شخصية في هذا الجانب مع عدد من الاقرباء والتي كان لها صدى عليهم.

أخيرا ... أخي الغالي تعلم كيف تضبط مصاريفك بحيث لا تتجاوز دخلك وبالتالي سيكون لك تأثير في وضع حد لجشع التاجر لأن السلعة التي ترتفع لا تعود للانخفاض حتى لو انتهت المؤثرات التي دعت لارتفاعها!!