قرأت كتاب "ابي الغني ابي الفقير" عدة مرات و في كل مرة يجعلني الكتاب اعيد تفكيري في الطريق الذي اسلكه, بعد كل مرة اقرأ الكتاب اخرج بدرر و انوي تصحيح مساري بنور هذه الدرر و التفكير بشكل افضل ولكن.... !
سرعان ما انغمس بمهام الحياة الوظيفية و مشاريعها و افقد المسار من جديد لاتحول لموظف يصرف مافي جيبه ليأتي اخر الشهر و هو بانتظار راتب الشهر القادم على احر من الجمر.
قرأت الكتاب المذكور بالعنوان و قرأت كتاب "لن اكون عبدا للراتب" الذي يتمحور حول نفس الفكرة الخاصة ببناء الاصول و التخلص من الخصوم و لكن بمنظور سعودي و قرأت كتب عدة حول العصامية و تأسيس المشاريع الخاصة, فأنا مهما ترقيت في عملي لا يزال العمل الخاص امام مخيلتي كحلم اتطلع لتحقيقه.
حتى احافظ على المسار و على التفكير الصحيح اعتقد اني سأبدا بقراءة ملخص كتاب "ابي الغني ابي الفقير" بشكل شهري حتى يعود تفكيري للمسار الصحيح كلما انحرف عن المسار الصحيح.
فالحياة مشاغل و العمر محدود ولا ارغب بتمضية حياتي في التمني و الامال بل سأمضيها في التعلم و تأسيس مشاريع تجعلني اشعر بالرضا عن حياتي, حتى ان خسرت بمشاريعي التجارية, فالتجارة الخاسرة طريقك للتجارة الناجحة و دروس في الحياة, اما الخوف من خوض التجربة فهو عدم رضا في الحاضر و ندم في المستقبل, اكبر مخاطرة نرتكبها في حياتنا هي البحث عن الخيارات الامنة و الابتعاد عن المخاطر.
مهما ترقيت و نجحت في عملي سيأتي ذلك اليوم الذي تكون فيه قدراتي الابداعية اقل ممن يصغرونني بعشرات السنين, و سأصبح عالة على العمل و تنتظر الشركة تقاعدي لضخ دماء جديدة.
لن ادعي اني سأترك عملي اليوم و سأبدأ الان اغامر في التجارة, لكني سأبحث عن طرق استثمر دخلي و اتاجر فيه حتى اتمكن من التفرغ لعملي الخاص غدا, فلا اود ان اتقاعد و انا ليس لدي الا راتب تقاعد اقل من اخر راتب استلمته في عملي ب30% (في افضل الاحوال), و لا ارغب ان اترك الدنيا و كل ما تركته لابنائي هو راتب تقاعد يؤمنهم من الحاجة اليوم و يجرهم اليها غدا.
لا اعلم هل هذا هو هاجسي انا فقط ام انه هاجس جميع الموظفين ! في كلا الاحوال ادعو جميع الموظفين للتسلح بالثقافة المالية اللازمة لخلق موازنة بين حياة اليوم و حياة ما بعد التقاعد, فعادة نحن نشقى بشبابنا لنرتاح غدا و ليس نشقى بشبابنا لنشقى اكثر غدا.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع