ما هي «الخطّة البديلة» لفشل حافز ونطاقات؟!

27/09/2012 11
عبد الحميد العمري

أوضحت البيانات الأخيرة لكلٍ من وزارة العمل ومصلحة الإحصاءات، أن مقابل كل (واحد) سعودي توظّف في القطاع الخاص 2011-2012م، قابله توظيف (ثلاثة) مقيمين! أي مقابل الـ 247.1 ألف سعودي المعلن عن توظيفهم قابلهم 706 آلاف مقيم! أكّد ذلك زيادة تحويلات الوافدين للخارج (وفقاً لساما، يناير – يوليو 2012م) بنحو %19.8 عن نفس الفترة 2011م. وعليه؛ تبيّن أن ما رأته وزارة العمل نجاحاً (منقطع النظير) في عينها، ليس إلا (قزماً) أمام النجاح الأكبر للقطاع الخاص في فعل ما يشاء، ومتى وكيفما شاء!

هذا يؤكد أن (أسلحة) القطاع الخاص لاتزال أكثر فعالية وقوة مقابل أية عقبات أو إجراءاتْ تحاول إرغامه على رفع معدلات التوطين، وهو ما تأكّد فعلياً كما أظهرتْ إحصاءات ثلاث جهات رسمية أعلاه. المشكلة الأخطر الآن ومستقبلاً أن النجاح الواهم لمختلف برامج التوطين الأخيرة، يخفي (هشاشة) تلك البرامج، وأنها أضعفُ بكثيرٍ ليس أمام (دهاء) القطاع الخاص فهذا أمرٌ حسمه الأخير لصالحه، تاركاً وزارة العمل تحتفل بنصرها الظاهري الخاسر فعلياً. دعْ هذا كله، فالخطورة الكبرى تكمن في عدم قدرة تلك البرامج على التشخيص الدقيق لتشوهاتْ سوق العمل، وهو ما أوضحه تقرير IMF الأخير.

الخلاصة؛ ليالي العيد بانتْ من عصاريها! العام المقبل سيتوقّف (حافز) عمن استفاد منه لعام واحد، مستمراً للعاطلين الجدد، وسينجح القطاع الخاص بتخدير معدلات (نطاقات1 و2 وحتى 3) بتوظيف ربع مليون سعودي آخرين! ولن يكون ذلك كافياً لمعالجة تشوهات السوق، ولا الاقتصاد، ولا في استيعاب أكثر من مليون عاطل (الآن معدل البطالة للسعوديين %38.6)، فما هي الخطة البديلة؟! من المفيد قوله هنا إن تقرير IMF الأخير ذكرها، فيا قوم خذوها منه قبل فوات الأوان.