يا شباب بلادي أنجزوا أحلامكم

24/09/2012 2
عبد الحميد العمري

أخي الشاب، أختي الشابة، لتؤمنا معاً أنه نداء آتٍ من أعماق مستقبل وطنكم، نداء آتٍ من حناجر وصدور من سيكونون أجمل ما في حياتكم على الإطلاق؛ أبناءكم وبناتكم. استحضرا هذا النداء في كل لحظةٍ من حياتكم، استحضراه فعلاً قبل القول، إغرساه واسقياه في ثرى قلبيكما الوفية لكل ما هو جميل وطاهر يمكن أن يخطر في خيالكما.

تذكروا جيداً من ينتظركم على طرف الضفة الأخرى من المستقبل، أطفالكم يلوحون لكم بأيادٍ بيضاء، أيادٍ براءتها تلمع كأشعة الشمس، فلتكن عزائمكم قوية بالقدر الكاف لأن تكون كالبدر الساطع لها. عانقوهم في تلك اللحظات الغالية القادمة بأجمل هدية؛ وطنٌ يزهو ويعتزُّ به أبناؤكم بين الأمم، صافحوهم بإنجاز وحفظ الأمانة التي حملتموها على أعتاقكم الأصيلة.

لأنتم أهل العزائم، ومن غيركم لها؟ طبتم وطاب مسعاكم أحبتي، طبتم وسدد الله أحلامكم وأفعالكم يا ثروة الوطن الحقيقية، التي لم ولن يُفلس وطنٌ أنتم أسواره وكيانه ووجوده.


حولوا التحديات إلى منجزات، ذللوا العقبات ومهدوها لأجل أبنائكم، كونوا على موعد لقائهم وتسليمهم أمانة بلادكم العظيمة شامخي الرؤوس، واثقي الخطى كأنكم ملوك عظماء عبروا جسر الزمن بكل آلامه ونعمه إلى من سيخلفكم بحمل الأمانة.

سرُّ عظمة إنجاز العظماء آتٍ من تفوقهم على أهوال ما واجهوه، وإلا لكانوا في عداد الغابرين المنسيين! لم تكن الحياة أبداً بعيدة عن سنّة الله فيها (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، وأرجعا بالنظر أيها الشاب والشابة إلى أيادي الشيوخ الأجلاء من آبائنا وأجدادنا، وكيف أن الزمن بحلوه ومرّه قد أوغل حفراً فيها، وانظرا إلى جبين كل واحد منهم ماذا فعل به (الهم والخوف) عليكم؟! وحده فقط (الأمل) -بعد الله- كان دافعهم لأن يسعوا في الأرض بالقول والعمل الصالح لأجلكم. فالله الله فيما ستحملونه من أمانة، لستوا بحاجةٍ أحدٍ لأن يخبركم بثقل وزنها، وجليل قدرها، وطنكم.