لماذا القلق من نهاية النفط؟!

16/09/2012 7
عبد الحميد العمري

أليس لهذا القلق من تذبذبات النفط، أو مجرد التفكير في نهايته أسباب؟ بلى. إنّه يكشف ما تم إنجازه تحت مظلّة الخطط التنموية طوال 42 عاماً مضتْ، وأنّه بعد لم يصل بنا إلى الدرجة التي نثق بها في القاعدة الإنتاجية الرديفة للاقتصاد عوضاً عن الاعتماد على إنتاج وتصدير النفط، خاصةً وأن مساهمة الصناعات التحويلية (بدون تكرير الزيت) إلى إجمالي الناتج المحلي نسبة %10.9 منذ 1970م إلى وقتنا الراهن! على أن الهدف المرسوم لهذا المحور الاستراتيجي في سلّم أهداف خطط التنمية، هو السعي نحو رفع هذه المساهمة والبلوغ بها فوق نسبة %90.

طوال 42 عاماً مضتْ كان حجم الإنجاز على هذا الطريق هو الفارق بين %10.9 المتحققة في 2011م و %2.3 المتحققة في 1970م، فكم يا تُرى وفقاً لهذا المعدل من السرعة -التي تُعد ناتج السياسات الاقتصادية الراهنة- نحتاج من السنوات لبلوغ الـ %90، لا تفاجأ إن وجدتها فوق 436 عاماً! لماذا تعد هذه (المساهمة) بالغة الأهمية بالنسبة لنا؟ إجابةُ هذا السؤال عبارةٌ عن نطاقٍ واسعٍ جداً من الاعتبارات البالغة الأهمية، يأتي في مقدمتها (على سبيل المثال لا الحصر)؛ (1) إنها الركيزة الأولى لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. و(2) النمو الاقتصادي المستدام. و(3) البوابة الأكفأ لخلق الفرص الوظيفية. و(4) الشرط الحقيقي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. و(5) البوابة الأكفأ لتوظيف الموارد المالية المتاحة في الفرص الاستثمارية المحلية، وخلق فرصٍ استثمارية متجددة. و(6) المسار الأكفأ لتحقيق مستويات متنامية لدخل الفرد.

أمرٌ مثالي أن تقرير (سيتي جروب) بغض النظر عن صحته من بطلانه؛ أن يكون بمثابة (جرس الإنذار) الذي يُفترض أن يوقظ الهمم، ويدفعنا نحو تصحيح السياسات الاقتصادية الراهنة، وهو ما سيمتد الحديث حوله في الغد بمشيئة الله.