يتساءل الكثيرون عن سبب تأخر السوق السعودي عن التفاعل مع الأسواق العالمية الأخرى …..
والجواب أعتقد أنه راجع بشكل أساسي إلى ثقافة المستثمر لدينا .. والتي إلى الآن لم تجد هيئة سوق المال لها حلا … بالرغم من محاولاتها المتكررة !!….توعوية تارة !… وسن الأنظمة تارة أخرى …! حيث أن سوقنا المالي أفضل بيئة مناسبة لكبار التجار ( المضاربين ) في زيادة ثرواتهم …. حيث أن علاقة ثقافة المستثمر مع زيادة عدد كبار المضاربين وثرواتهم هي علاقة عكسية …. فكلما ازدادت ثقافة المستثمر كلما قلت حظوظ كبار المضاربين .. والعكس صحيح …….
حيث أننا نرى مضارب السهم كيف يقوم بالمبالغة في الضغط على سهم ( حقه الشراء ) ولولا تدني مستوى ثقافة المستثمر لما استطاع المبالغة في الضغط عليه …. ونراه مرة أخرى يقوم بالتخلص من كمية كبيرة من سهمه بسعر مبالغ فيه ……… ولولا تدني مستوى الوعي لما استطاع التخلص ….
سوقنا يسيطر الأفراد فيه على 90% من إجمالي التداولات … وهذه نسبة كبيرة … سوقنا هو السوق الوحيد في العالم الذي توضح فيه التقارير الشهرية عن أن إجمالي المبيعات يفوق إجمالي المشتريات لـ46 شهرا متتالية أو
أكثر ( حيث أن التقارير لم توضع إلا في السنوات الثلاث الأخيرة أو أكثر لست متأكدا ) ..
قد يقول قائل أن مبيعات المكتتبين هي التي ترجع كفة المبيعات … إلا أني أرى أنه سبب ولكن ليس السبب الرئيسي .. لأن الإكتتابات تتوقف احيانا لفترات طويلة … إلا أني أعتقد أن هذا هو نتاج طبيعي وعكسي لحملة شراء محمومة ( وكارثية ) كانت على أشهر متواصلة منذ عام 2002 وحتى 2006 بشكل مهول جدا ….. حيث أن المحافظ لا زالت تخرج بشكل هادئ …. وأظن أنه متى ما حققت موجات الشراء نقطة التعادل أو التفوق فهذا يعني بداية الدورة من جديد …
يجب على هيئة سوق المال عمل ما يمكن عمله لتفادي السقوط مرة أخرى ….. حيث أن المؤشرات تدل على أن الدورة بدأت تدور من جديد ……..
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
أخي الكريم خالدي نجد شكراً على هذا الموضوع الرائع .... أعجبني كثيراً ما تفضلت بأثارته حول عكسية العلاقة بين ثقافة المستثمرين وعدد كبار المضاربين .... فهذا موضوع شيق فعلاً يستحق الدراسة والبحث .... مرة أخرى شكراً على هذا الموضوع الرائع ودمت بود