توقعات بتفاعل سوق الأسهم مع النتائج الإيجابية المواكبة لتحسن أسعار النفط

15/09/2012 2
د.إبراهيم الدوسري

تعكس السوق المالية السعودية في الأسبوع الثاني من أيلول (سبتمبر) أداءها المتراجع الذي بدأت به الشهر الجاري، حيث ارتفع مؤشر السوق المالية السعودية TASI بـ 55 نقطة في الأسبوع الماضي بعد تراجعه في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) بـ 89 نقطة تمثل 1.25 في المائة من قيمة المؤشر السوقية. ففي تداولات الأسبوع الماضي، الثاني من أيلول (سبتمبر)، ارتفع مؤشر السوق TASI بـ 0.8 في المائة، وذلك بإغلاقه عند مستوى 7104 نقاط، مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) عند 7049 نقطة. وقد أغلقت عشرة قطاعات في تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع، بينما أغلقت خمسة قطاعات على انخفاض. وجاء في مقدمة القطاعات الأكثر ارتفاعاً في تداولات الأسبوع الماضي، قطاع الاستثمار المتعدد الذي توجهت إليه السيولة، وارتفعت قيمته الأسبوعية 9.6 في المائة، ثم قطاع التأمين الذي ما زال يحتل النصيب الأكبر من السيولة وارتفعت قيمته 4.2 في المائة، ثم قطاع الفنادق الذي ارتفع 3.4 في المائة، أما قطاع البتروكيماويات فكان ارتفاعه بنسبة 2.1 في المائة.


أما القطاعات المتراجعة، فكان تراجعها دون 1 في المائة كالمصارف الذي تراجع بـ 0.3 في المائة، والأسمنت الذي تراجع بـ 0.9 في المائة، والنقل الذي تراجع بـ 0.7 في المائة، والاتصالات الذي تراجع بـ 0.4 في المائة، أما قطاع الطاقة فقد أغلق متراجعاً بفارق نقطة واحدة عن إغلاق الأسبوع ما قبل الماضي. وقد صاحب ارتفاع مؤشر TASI الذي ارتفع بـ 0.8 في المائة، ارتفاع في السيولة التي بلغت 34.7 مليار ريال في تداولات الأسبوع الماضي، بارتفاع بلغت نسبته 5.4 في المائة، مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) البالغة 32.96 مليار ريال. ولا تزال قطاعات المضاربة المسيطرة على النسبة الكبرى من قيمة التداولات الأسبوعية، حيث احتل قطاع التأمين 34.6 في المائة من قيمة التداولات، كما احتل قطاع الزراعة 9.6 في المائة منها، واحتل قطاع التجزئة 2.34 في المائة منها مرتفعاً عن نصيبه في الأسبوع السابق، كما لوحظ الارتفاع في نصيب قطاع الفنادق والسياحة الذي احتل 1.6 في المائة من قيمة التداولات، وحافظ التطوير العقاري على نصيبه عند 8.3 في المائة. أما قطاع البتروكيماويات فقد تراجع نصيبه من قيمة التداولات إلى 11.75 في المائة في الأسبوع الماضي، بعد أن كان نصيبه 13.3 في المائة في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر)، كما تراجع نصيب قطاع المصارف من 5 في المائة إلى 4.74 في المائة من قيمة التداولات، كذلك تراجع نصيب قطاع الاتصالات من 11.9 في المائة إلى 7.7 في المائة. كما لوحظ توجه جزء من السيولة نحو الاستثمار في قطاعات استثمارية، كقطاع الاستثمار المتعدد الذي ارتفع نصيبه من قيمة التداولات إلى 7.2 في المائة، وقطاع التشييد الذي زاد نصيبه من قيمة التداولات الأسبوعية إلى 4 في المائة، والنسبة نفسها نالها قطاع الاستثمار الصناعي. فنياً ما زال مؤشر السوق المالية السعودية TASI في وضع فني جيد بإغلاقه فوق متوسطاته المتحركة (50 يوما = 6970 نقطة) و (200 يوم = 6890 نقطة)، وما زالت المتوسطات المتحركة في ترتيب إيجابي فنياً بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم. كما أن نجاح المتوسط المتحرك في مؤشر البولنجر Bollinger Bands (7040 نقطة) في دعم المؤشر، بعدد من المحفزات الإيجابية الفنية، بالرغم من سلبية بعض المؤشرات الفنية كمؤشر MACD، والانحراف السلبي Divergence بين مؤشر TASI ومؤشر الحجم Volume. وبالرغم من توجه النصيب الأكبر من السيولة نحو قطاعات وأسهم المضاربة، إلا أنه ما زالت الآمال متجهة نحو محفزات الأرباح التي ستعلن عنها الشركات المتداولة في نهاية أيلول (سبتمبر) الجاري، المتوقع أن تكون أكثر إيجابية من أرباح الربع الثاني الذي تأثر بتراجع قطاع البتروكيماويات نتيجة تراجع مستويات أسعار النفط إلى ما دون 85 دولارا في منتصف العام الجاري. لذا من المتوقع أن تنعكس أسعار النفط المرتفعة، حاليا، التي تراوح بين 95 و100 دولار، بشكل إيجابي على أرباح قطاع البتروكيماويات في الربع الثالث المقبل. يذكر أن أرباح قطاع البتروكيماويات في النصف الأول من العام الجاري، تراجعت إلى 17 مليار ريال بنسبة 22 في المائة، مقارنة بأرباح الفترة المماثلة من العام الماضي 2011 البالغة 21.8 مليار ريال، بينما كان التراجع في الربع الأول من هذا العام في حدود 10 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. ومن المتوقع في تداولات الأسبوع الجاري أن تتفاعل السوق المالية السعودية مع القراءة الإيجابية للمؤشرات الفنية، ومع النتائج الإيجابية للمحفزات المالية المتزامنة مع تحسن أسعار النفط. كما يتوقع أن تلقي التحركات الإيجابية في الأسواق المالية العالمية بظلالها على الأسواق العربية والسوق المحلية، وذلك بعد إقرار البنك الفيدرالي الأمريكي خطته للتدخل الثالث من التسيير النقدي وشراء السندات والديون المتعثرة في نهاية تداولات الأسبوع الماضي، التي أظهرت الأسواق المالية العالمية تفاعلها معها بارتدادات قوية في يومي الخميس والجمعة الماضيين. وآمل ألا يغفل المتداول في السوق المحلية عن بعض المؤشرات السلبية في السوق المحلية، فقطاعات المضاربة لا تزال تستحوذ على النصيب الأكبر من قيمة التداولات، كما أن الانحراف السلبي بين مؤشر السوق ومؤشر الحجم من المؤشرات المقلقة للمحلل الفني، لذا فإن التفاؤل في الأسبوع الجاري يجب أن يكون محاطا بالحذر، وعلى المستثمر الذكي اختيار نقطة خسارة مناسبة، كنقاط دعم المتوسطات المتحركة، إذا ما خالفت السوق التوقعات.