التنويع…سلاح خفيف بيد المستثمر الضعيف (جزء 1 من 4)

13/09/2012 0
ثراء كبيتال للاستثمار

من الأمثال وروائع الحكم، ومن القواعد المشهورة التي تتداول بين رجال الأعمال في عالم الاستثمار تلك التي تقول «لاتضع كل البيض في سلة واحدة»، وأيضاً المثل العربي الآخر الذي يقول «ليس المخاطر بمحمود وإن سلم»، وهذه الأمثلة قد توضح لنا فوائد عديدة في عالم الاستثمار، ودنيا المال والأعمال، حيث نعود إليها خصوصاً عندما نتخذ قراراتنا الاستثمارية. المثال الأول يذكرنا ويوضح لنا فائدة التنويع في الاستثمار، وينصحنا بأن لا نضع كل البيض في سلة واحدة لأن هذا القرار قد يدخلنا في مخاطر عالية قد لا يدرك البعض نتائجها المستقبلية، أما المثال الثاني يوضح لنا درجة المخاطر التي تتعرض لها استثماراتنا، ولكي نستثمر يستحيل أن نتجنب المخاطر، ودون مخاطر أيضاً مستحيل أن نستثمر، والمخاطرة هي احتمال الخسارة ووضعها في الحسبان وبشكل مدروس، ولا شك بأن الخسارة غير محمودة، ولا يوجد هناك من يتقبلها في حالة حدوثها، فكيف عندما تكون الخسارة ناتجة عن قرارات عشوائية، وقرارات غير مدروسة، وناتجة عن قرارات تدفعها المغامرات؟!، أيضاً من فوائد التنويع التي يتم بناء المحافظ والصناديق على أساسها هي تقليل نسبة المخاطر في استثماراتنا التي نخطط لها، ونهدف منها عائداً مقبولاً على رأس المال المستثمر، ومن المعروف كلما تنوعت استثماراتنا بين عدة أصناف من الأصول كلما انخفضت درجة المخاطر.
خلال السنوات الماضية توجه عدد كبير من المتعاملين إلى سوق الأسهم، ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الخليجي والعربي نظراً لما تمر به المنطقة من نشاط اقتصادي إيجابي ولعدة أسباب اقتصادية ايجابية تدفع هذا النشاط وتبرر ذلك الارتفاع في اغلب أسعار الشركات، وما تم ملاحظته ولاحظه غيري من الزملاء هو توجه شريحة كبيرة من المجتمع نحو استثمار رؤوس أموالهم في أسواق الأسهم، نظراً لبعض التغيرات والمستجدات الاقتصادية والاجتماعية، ومن هؤلاء متعاملون ليس لديهم دراية بقواعد وأسس الاستثمار، وبمخاطر الأسواق، ومنهم من حقق أرباحاً خيالية ناتجة عن مضاربات بحتة نظراً لما يمر به السوق من نمو ونشاط خصوصاً وأن هناك سيولة عالية تتدفق نحو أسهم شركات قليلة، منها ما هو متواضع الأداء، ومنها ما هو خاسر ترتفع أسعارها دون أي مبررات موضوعية تذكر.
أخيرا ينصح بقدر الإمكان بتنويع الاستثمارات في عدة أصناف من الأصول ذات جدوى استثمار مدروسة، ومحسوب مخاطرها، فإذا لم نستطع، فإن التوجه إلى صناديق الاستثمار حل جيد في حالة عدم المقدرة على اتخاذ قرارات الاستثمار المبنية على أسس سليمة وصحيحة، والتوجه إلى صناديق الاستثمار يساهم في تقليل مخاطر الاستثمار لأن من أسس وأهداف صناديق الاستثمار هي تنويع الاستثمارات على عدة أصول، وهذا بدوره يؤدي إلى تقليل مخاطر الاستثمار، ويحميك من مخاطر السوق وتراجعاته أثناء عمليات جني الأرباح، وعمليات التصحيح التي تمر بها أسواق الأسهم، حسب المعطيات الاقتصادية، وما يحدث فيه من تقلبات اقتصادية طبيعية ناتجة عن الدورات الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد، إلا أن صناديق الاستثمار لا تخرج عن أداء وتحركات الأسواق، حيث صناديق الاستثمار أيضاً تتأثر بحركة الأسواق ولكن تعتبر الصناديق إدارتها تعتمد على مبادئ وأسس سليمة خصوصاً من ناحية التنويع والمخاطر المحسوبة والمدروسة بشكل صحيح.