التوجس والتضخم ونتائج الاعمال ثم الناتج الاجمالى للصين...التقرير الاسبوعى للاسواق العالميه

18/01/2010 0
خالد أبو شادي

الكل توجس بعد فرض الصين مزيدا من "التشدد" على بنوكها وذلك عن طريق الزامها بزياده احتياطياتها بنسب تتفاوت بين 16% الى 14% حسب كل بنك،وتبعا لذلك تشنجت اسواق السلع تحديدا مخافه تراجع الطلب من دوله بحجم الصين على إثر اعلانها فرض مزيد من التقييد على القروض تخوفا وتوجسا من فقاعات فى الاصول وخصوصا العقارات.

ولم تلتقط الاسواق انفاسها من تأثير القرار الصينى حتى يخرج اوباما بمشروعه الذى يطالب فيه البنوك بفوائد مستحقه على اموال خطط التحفيز التى دفعتها الحكومه، والذى يأتى ردا على نيه البنوك وضع مكافآت جديده والتى اعلنت انها ستقاتل من اجل عدم دفع تلك "الضرائب " التى ينوى اوباما فرضها عليها. وتطفو على السطح "المأساه" اليونانيه من جديد والتى اضعفت اليورو كثيرا وعجلت بهبوطه امام الدولار وضغطت على اسواق النفط والاسهم فى نهايه تداولات الاسبوع الماضى وكأن التوجس منها لن ينتهى .

وكيف سينتهى وقد اتت عليها "موديز" المتربصه واخواتها "فيتش" و "ستاندراند بورز" وخفضت كل منهن التصنيف الائتمانى لليونان؟؟ وربما يحاول وزراء ماليه دول الاتحاد الاوروبى فى اجتماعهم مساء اليوم –الاثنين- فى بروكسل حفظ ماء وجه الحكومه اليونانيه عن طريق قبولهم "للتقشف الرومانى " المفترض والمتمثل فى امكانيه تخفيض العجز المالى فى الموازنه من 12.7% الى 2% حتى عام 2013 ، ولا ادرى حقيقه كيف سيكون قبول جان كلود تريشه للامر والذى اعلن انه لا معاملات خاصه لاى من اعضاء دول الاتحاد. فهل سيكون التقشف المزعوم مبررا لذلك ولطمأنه الاسواق ايضا؟؟؟؟

يبدو الامر ان حدث وكأنه اشبه باعطائها –الاسواق- مسكناً ليس الا وسننتظر عواقبه السيئه بلا شك. على ايه حال نحن ننتظر بيانات هامه هذا الاسبوع حيث تترقب الاسواق نتائج الربع الرابع لبنوك امريكان اكسبريس ،جولدمان ساكس ،بنك اوف امريكا وسيتى جروب ،وشركات مثل كاتربلر ،جوجل جنرال الكتريك ،ماكدونالدز وكنتاكى وكنا قد تابعنا نتائج ألكوا-عملاق صناعه الالومنيوم والتى خيبت الامال بتحقيقها خسائر بلغت 277 مليون دولار خلال الربع الرابع بينما لم تخيب إنتل التوقعات وحققت 2.3 مليار دولار وكذلك جى بى مورجان الذى حقق ارباحا بلغت 3.3 مليار دولار رغم التخوف الذى اظهره مديره التنفيذى جيمى ديمن من ائتمان المستهلك بسبب ضعف التوظيف وزياده البطاله.

ايضا تنتظر الاسواق بيانات التضخم عن طريق اسعار المستهلكين فى المملكه المتحده وكندا والصين والصين تحديدا ننتظر منها يوم الاربعاء الناتج الاجمالى المحلى للربع الرابع والذى يُتوقع ان يصل 10.5% مقابل 8.9% للربع الثالث. بالطبع سيحظى الناتج الاجمالى المحلى الصينى باهتمام بالغ حيث ان استمرار عمليه نمو المارد الصينى ستعنى الكثير للاسواق خصوصا اسواق السلع التى ستنتظر هذا الخبر بتلهف بالغ.

وكانت الصين قد اظهرت نموا ملحوظا فى جذب الاستثمارات الخارجيه – وهو ما اكدنا عليه سابقا عندما تحدثنا عن الاسواق الناشئه وتحديدا روسيا والهند والبرازيل بجانب الصين– والتى تجاوزت 90 مليار دولار خلال عام 2009 والتى ربما اكدها نموها الاحتياطى الصينى من الدولار بنهايه ديسمبر 2009 الى 2.4 تريليون دولار،بيد ان الهاجس الصينى يأتى من ارتفاع اسعار المستهلكين والتى من المتوقع ان تتحرك من 0.6% الى 1.4% فماذا اذا تجاوزت التوقعات وما رد فعل الاسواق تجاه ذلك؟؟ اعتقد ان ارتفاع الناتج الاجمالى المحلى –اذا جاء وفقا للتوقعات - سيطغى تماما على اى بيان مصاحب. وستنتظر اسواق السلع - كما ذكرت- الارقام بتلهف بالغ حيث البترول الذى دخل فى وضع تصحيحى بعد بيانات زياده المخزونات وتوقعات ارصاد الجويه بانحسار موجه البرد هذا من الناحيه الخبريه ،اما فنيا فلقد حقق مستهدف نموذجه الفنى وزياده "البمب اند رن" ويتوقع ان يستمر تردده حتى اعلان البيانات الصينيه وان قلنا سابقا اننا لازلنا فى وضع صاعد على الفريم الاسبوعى وهو ما لم يتغير بعد.

وستبقى امامه دعوم المتوسط المتحرك الاسى لخمسين يوما عند 77.27 ثم دعما آخر عند 76.50 دولار واخيرا فان داو جونز الامريكى قد حقق مستهدفنا عند 10700 وان بقى 11000 والذى لم يتحقق بعد ،وقد تابعنا مظاهر القلق على وجوه الكثيرين إثر انخفاض الجمعه والذى تجاوز المائه نقطه فى داو جونز وربما يحق لنا اقتباس العباره التاليه من تقرير الاسبوع الماضى : "ويبقى هدفنا القريب عند 10700 منطقيا ايضا ثم 11000،وبذلك يبقى تفاؤلنا الحذر قائم بمعنى لا افراط فى التفاؤل او التشاؤم." نحن اذاً لا نفرط فى تفاؤل ولا التشاؤم ولدينا ببساطه دعما عند 10500 ،ان تم تجاوزه والاغلاق اسفله ،سنفضل الانتظار بعيدا حتى يتبلور مكان القاع الجديد - رغم وجود دعم قوى عند 10350- والا فلا جديد سيكون تحت الشمس سوى مزيد من الصعود او التذبذب تبعا لنتائج الاعمال التى تصدر تباعا والله اعلى واعلم ودمتم بخير