قد يستغرب البعض من استخدام المقياس اللوغاريتمى فى التعامل مع الشارتات ،ويبدو هذا منطقيا لمن لا يعرف اهميه مثل هذه المقاييس . وحقيقه فان خطوط الترند اللوغاريتميه او المقاييس اللوغاريتميه logarithmic scale بنفس اهميه نظيرتها الحسابيه arithmetic scale، والا لما تم تضمينها لكل البرامج الخاصه بالتحليل الفنى ،وايضا لما اولاها جون ميرفى مثلا اهميه واشار اليها فى احد اشهر كتبه عن التحليل الفنى .
ولايعنى ابدا عدم معرفتنا باداه انها غير مفيده او غير مجديه. لكن لماذا نستخدم المقياس اللوغاريتمى فى بعض الاحيان ويكون مفضلا عن نظيره الحسابى؟؟ الاشكاليه التى تواجهنا ونحن نتعامل مع المقياس الحسابى هى تساوى تعامله للتحرك السعرى مهما كان السعر نفسه ومهما كانت المده ،بمعنى ان المقياس اللوغاريتمى يتعامل مع التحرك من مستوى 1 دولار الى 2 دولار بنفس المسافه السعريه التى يتعامل عند التحرك من مستوى 4 دولارات الى 8 دولار وكذلك من 5 دولارات الى 10 دولارات ،لاننا فى هذه الامثله الثلاثه قد تحركنا بنسبه واحده وهى 100% اى تضاعفت الحركه السعريه وهذا على المدى الطويل يُعطى اشارات غير صحيحه عند رسم خطوط الترند او القنوات السعريه اذا استخدمنا المقاياس الحسابى،خصوصا عندما تكون الذبذبه السعريه كبيره والفرق بين المستويات السعريه قد تضاعف بنسب كبيره ولمدى زمنى طويل، ايضا يُساوى المقياس الحسابى بين التحرك من 50 الى 55 مع التحرك من 5 الى 10 على الرغم من ان الزياده فى الحاله الاولى بنسبه 10% بينما فى الحاله الثانيه تحركنا بمقدار 100% من هنا تظهر الحاجه الى المقياس اللوغاريتمى وخطوط الترند اللوغاريتميه والتى تقل فيها نسبه تزايد المسافه السعريه كلما زاد مقياس السعر على عكس المقياس الحسابى الذى تظل فيه المسافات متساويه مهما كانت الحركه السعريه.
وهذا ما دعانى تحديدا لاستخدام خطوط الترند اللوغاريتميه مع شارت السوق البرازيلى والذى يتحرك بمدى ذبذبه عاليه لن تستطيع خطوط الترند العاديه وضع توصيف لها وبالتالى ستكون متابعه الحركه السعريه من خلالها غير ممكنه خصوصا اذا اردنا سم خط الترند من قاع اكتوبر 2008 مرورا بقيعان المؤشر خلال رحلته هذه حتى الان. واعتقد ان من تابع معنا شارت السوق البرازيلى سيجد انه لازال يحترم تلك القناه ويسير داخلها.
ولنتابع المثال الاتى ايضا من شارت جولدمان ساكس الامريكى والذى تحرك من مستويات 47 دولارا فى نوفمبر 2008 الى 190 دولارا فى اكتوبر 2009 والذى كان من الصعب مع تلك الذبذبه وهذا المدى السعرى ان نتابعه بواسطه خطوط الترند العاديه وبتلك الدقه التى شملت قيعان السهم الرئيسيه ،والتى اوضحت نقطه الكسر بسهوله تامه كما توضح الدائره الصفراء.
وهذا مثال آخر من الفاصل الاسبوعى لعقود الغاز الطبيعى وكيف كان احترام الاسعار لخطوط الترند اللوغاريتميه وكيف اننا استطعنا بلا جهد تحديد نقطه كسر القناه الهابطه وبفجوه كبيره وواضحه جدا عند 4 دولار ولا تحتاج ادوات كثيره لاثبات ذلك غير متابعه المقياس اللوغاريتمى او خط الترند اللوغاريتمى ،وهذا الشارت تحديدا تم ارفاقه فى مشاركه سابقه تحت عنوان"الغاز الطبيعى ... نظره فنيه" منشوره هنا بتاريخ 30 اغسطس 2008 وتم تحديد النقطه المذكوره عند 4 دولارات والتى تمثل حد القناه العلوى حين قلت : "نحن مهيئون على الشارت للوصول الى اسعار اعلى من اسعار الايام الحاليه ان شاء الله ويبقى هذا التطلع الى مناطق سعريه اعلى قائما و لكن يبقى ايضا بالتوازى مع ذلك الضعف الكامن فى ترند الغاز الطبيعى حاجزا لهذا التطلع.. وباختصار يبقى حل اللغز فى الخروج من تلك القناه السعريه بحدها العلوى عند 4 دولارات والتى يؤكدها شارت الغاز الاسبوعى ايضا."
بالطبع الامثله كثيره ومتعدده لكن حسبى ان الفكره قد وصلت وتم استيعابها. ولاتتوقف استخدامات المقياس اللوغاريتمى عند ذلك بل يستخدمها متابعى النماذج السعريه فى بعض الاوقات وكذلك من يستخدمون التحليل الموجى الاليوتى وهو ماتعرضت له شخصيا عند تحليل موجه داو جونز الممتده من عام1932 تقريبا وحتى 2000 والتى كان من الصعب متابعه تفاصيل مويجاتها الداخليه دون استخدام المقياس اللوغاريتمى حيث تحرك داو جونز خلال تلك الفتره من مستويات ادنى من 100 الى قرب 12000 وعلى مدى زمنى ناهز 70 عاما ..فكيف سنعرف تفاصيل الشارت باستخدام المقياس الحسابى؟؟؟
لذا كان لابد من استخدام المقياس اللو غاريتمى حيث يمكننا معرفه تفاصيل الموجات بالاضافه الى تحديد مستهدفات بعض الموجات باستخدام القنوات السعريه. ويعتبر روبرت بريختر –احد اهم المحللين الاليوتين- عن اهميه المقياس اللوغاريتمى فى كتابه المشترك مع فورست عن مبادىء موجات اليوت: ان المقياس اللوغاريتمى ذو اهميه فى متابعه تسارع موجه ما والذى يكون بدوره عائدا لاسباب نفسيه متعلقه بالمتداولين والتى تمكننا فى النهايه من تحديد المستهدفات السعريه للموجات وبالتالى تحديد المدى الزمنى اللازم للوصول الى هذا الهدف السعرى. والله تعالى اعلى واعلم ودمتم بخير