مع اقتراب عام 2009 من لملمه اوراقه استعدادا للرحيل نجد ان هناك ملحوظه جديره بالاهتمام وهى خاصه بنسب البطاله فى عديد من الدول ذات الثقل المؤثر فى الاقتصاد العالمى ككل . ومما لاشك فيه ان تراجع نسب البطاله او ثباتها تعد اشاره ايجابيه ودليل هام ايضا على ايجابيه خطط التحفيز وفاعليتها فى تنشيط حركه الاقتصاد ودفعه الى التحرك قدما.
ففى المانيا ظلت معدلات البطاله ثابته كما هى عند8.1% خلال شهر نوفمبر الماضى رغم ارتفاعها فى الاتحاد الاوروبى ككل لشهر اكتوبر الى 9.8% مقابل 9.7% فى القراءه السابقه، وبالطبع فى الولايات المتحده فاجأتنا البيانات بانخفاض غير متوقع فى نسب البطاله من 10.2% الى 10% وكانت نسب البطاله فى اليابان شهر سبتمبر قد تراجعت الى5.3% مقابل 5.8% وفى نيوزيلندا تراجعت معدلات البطاله الى 5.7% مقابل 5.8% على عكس التوقعات التى كانت تشير الى 5.9%.
وكنا على موعد مع البنوك المركزيه المختلفه حول العالم وتثبيت لمعدلات الفائده وذلك دفعا لمزيد من تحفيز الاقتصادات وتشجيعا على الانفاق ،فلقد اقر البنك المركزى الكندى تثبيت الفائده عند 0.25% دون تغيير وكذلك قام البنك المركزى النيوزيلندى بتثبيت معدلات الفائده عند 0.50%. كما اقدم البنك المركزى السويسرى على ابقاء الفائده عند 0.25 % ،ولم يأت المركزى البريطانى بجديد عندما اعلن ابقاء الفائده عند 0.50% دون تغيير وكان المركزى الاوروبى قد ترك معدلات الفائده كما هى عند 1.00% وكذلك الفيدرالى الامريكى بين 0الى 0.25%.
وهكذا يتضح لنا ان تثبيت معدلات الفائده وعدم التخارج كليا من خطط التحفيز قد ساعد الاسواق على التماسك واعطاها الرغبه فى ابقاء التفاؤل وان كان حذرا فى كثير من الاحيان،والتأكيد ايضا على الحاجه لمزيد من الوقت لاظهار تعافى حقيقى للاقتصادات. وربما تبدو مشكله اليونان التى طفت على السطح مؤخرا بتقليل مؤسسه فيتش للتصنيف الائتمانى لها والذى اثر سلبا على سوق المال اليونانى وكذلك السندات اليونانيه ودفعها للهبوط الشديد وضغط الاتحاد الاوروبى المستمر على الحكومه اليونانيه لتقليل العجز فى ميزانيتها ،كل ذلك أبقى اسواق المال حذره تخوفا من تكرار ازمه ديون دبى التى لم تنته تبعاتها على ارض الواقع رغم الاتفاق على اعاده جدوله الديون رسميا.
كما كنا هذا الاسبوع على موعد مع بيانات هامه من الصين والتى اظهرت بيانات الانتاج الصناعى بها مزيدا من التقدم بتسجيلها نسبه نمو 19.2% خلال نوفمبر مقابل 16.1%كقراءه سابقه ورغم تحقيق الصين لفائض تجارى بمقدار 19.09 مليار دولار الا انه يظل اقل من الشهر السابق الذى حقق 24 مليار دولار تقريبا ليدلل على تباطؤ حركه الصادرات ،والتى تبقى الهاجس المقلق للحكومه الصينيه كى تُبقى خطط التحفيز . وربما لم تتفاعل اسواق السلع وخصوصا النفط ايجابا مع بيانات الانتاج الصناعى الصينى لتدلل بقوة على خروج السيوله المبكر منها مع بدايات الشهر الجارى –كما اشرنا سابقا فى احد التقارير اليوميه- وذلك تحسبا لاى جديد وانتظارا لبدايه عام جديد.
ولقد دلل "البترول الضعيف" فنيا على ذلك باقفاله تحت متوسط 200 يوم الاسى يوم امس الجمعه وكذلك استمرار نزيف الذهب الى ما دون 1120 دولار ليقترب من متوسط 50 يوم الاسى ولتبقى الاحتمالات مفتوحه بمزيد من الهبوط مع تعافى الدولار الذى يعد السبب الرئيسى فى تلك التحولات. لكن تبقى السلع الزراعيه ثابته وقويه نوعا ما فى تحركاتها. وتبقى كذلك اسواق الاسهم فى مساراتها العرضيه التى ربما تستمر لنهايه العام ،اللهم الا اذا تجاوز داو جونز منطقه حيرته التى امتدت حاليا بين 10200-10500. لان الاسواق كما نتابع تمارس الجرى فى المكان انتظارا لجديد يأتى من الولايات المتحده الامريكيه وتحديدا داو جونز،وعلى الرغم من صدور بيانات مؤثره بحجم بيانات البطاله التى انخفضت مستوياتها وكذلك تقلص العجز فى ميزانيه الدوله خلال شهر نوفمبر وايضا تقلص العجز فى الميزان التجارى للولايات المتحده الا ان الاسواق لم تستجيب فعليا ،كل هذا يدفعنا الى القول بأنها ربما تكون قد اقتنعت بما حققته هذا العام وهى تهمل ما تبقى منه ،وتنظر الى بدايات عام جديد وتترقبها خصوصا وان قناعات كثيره تظل على حالها بأن العالم لم يتعافى بعد ودمتم بخير
شكل جميع الأسواق تنظر مؤشر داو جونز .. الجماعة محتارين وحيرونا معهم ..شكل بجلس كذا لآخر الشهر
الوضع العالمي لا يزال غير واضح المعالم ننتظر توقف الدعم الحكومي لنرى كيف تسير الأمور؟