ماذا فعلت «المصافي» بفوائضها المالية؟

11/11/2009 1
محمد العمران

قبل نحو عامين، وافقت الجمعية العامة العادية لشركة المصافي على توصية مجلس الإدارة بقبول عرض الصلح المقدم من شركة أرامكو السعودية والتصفية الودية لشركة مصفاة جدة للبترول مقابل الحصول على مبلغ 120 مليون ريال، إضافة إلى أرباح عام 2006 بقيمة ستة ملايين ريال، وهو ما يعني إقرار تصفية مصفاة جدة للبترول بصفة رسمية حيث تسلمت الشركة في ذلك الوقت نصيبها من التصفية كاملاً والبالغ 126 مليون ريال.

كنت أعتقد شخصياً أن أول خطوة سيقوم بها مجلس الإدارة بعد ذلك هو تغيير الاسم التجاري للشركة حيث إن ''المصافي'' أصبحت لم تعد تمثل نشاطاً للشركة بأي حال من الأحوال، ومن البديهي أن نتوقع تغيير الاسم إلى ما يدل على طبيعة نشاطاتها الجديدة ذات السمة الاستثمارية. إلا أنه بعد مرور نحو عامين على ذلك، لم يصدر أي بيان رسمي من مجلس الإدارة حول هذا الموضوع والغريب أن وزارة التجارة والصناعة لا تزال تقف موقف المتفرج أمام ذلك!!

فيما يتعلق بالفوائض المالية الناتجة عن تصفية المصفاة، يبرز أمامنا السؤال المهم: ماذا فعلت الشركة بهذه الفوائض خلال العامين الأخيرين؟

للإجابة عن هذا السؤال، نجد أن الشركة استثمرت خلال 2008 نحو 95 مليون ريال من المبلغ في زيادة رساميل كل من المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي، والشركة العربية للصهاريج المحدودة (إحدى الشركات الزميلة)، والشركة العربية للسلفونات المحدودة (إحدى الشركات الزميلة)، وهي استثمارات لا تدر إيرادات على الشركة في الوقت الحالي، كما هو الحال عندما كانت تملك المصفاة، إلا أنها تمثل توجهاً استثمارياً حكيماً ستظهر نتائجه الإيجابية على المدى الطويل.

ما يهمنا الآن هو بقاء أكثر من 30 مليون ريال من الفوائض المالية على شكل نقدية لمدة قاربت العامين دون استثمار، وهو مبلغ كبير بالنسبة للشركة إذا ما أخذنا في الاعتبار أرباحها الضعيفة حالياً ورأس المال قبل الزيادة، ويبدو أن مجلس الإدارة تنبه إلى هذا أخيرا عندما أعلن عن توصيته للجنة الاستثمار بالبحث عن فرص استثمارية لهذه الفوائض، إلا أنه مع الأسف إعلان محبط للمساهمين بسبب توقيته المتأخر كثيراً، خاصة مع ضياع فرص ذهبية للاستثمار خلال فترة الأزمة الاقتصادية الأخيرة!!