لماذا لا نستفيد من «أنعام القابضة»؟

04/11/2009 1
محمد العمران

مع عودة سهم "أنعام القابضة" أخيرا إلى نظام التداول الآلي المستمر بعد غياب قارب من الأعوام الثلاثة، نتقدم إلى مجلس إدارة الشركة بالتهنئة على هذه العودة بعد أن نجح في إزالة تحفظات مراجع الحسابات الخارجي والتخلص من الخسائر المتراكمة المسجلة في حقوق المساهمين (في الحقيقة أصبح للشركة الآن رصيد من الأرباح المحتجزة) والأهم من كل ذلك تحسين ربحية الشركة خلال العامين الماضيين، بعد أن عانت الشركة لأكثر من عشرين عاماً من تخبط وعشوائية جميع مجالس إداراتها السابقين الذين تسببوا في وصول الشركة إلى حافة الإفلاس ومخاطر التصفية.

ويبقى التساؤل مطروحاً: كيف يمكن الاستفادة من تجربة شركة أنعام القابضة وتعميم هذه التجربة على باقي الشركات المتعثرة، مثل: "الأسماك" و"الباحة" و"ثمار" و"شمس" و"القصيم الزراعية" وغيرها الكثير؟

للإجابة عن هذا السؤال المهم، يجب أن نضع في اعتبارنا أن مجلس الإدارة الجديد لشركة أنعام قام في الأعوام الثلاثة الأخيرة بخطوات جريئة لم يسبقه بها أحد من قبل، بل قدم نموذجاً يستحق عليه الإشادة من خلال خطة إعادة هيكلة ركزت على تخفيض رأسمال الشركة بنحو 11 ضعفا (من 1,2 مليار ريال إلى 109 ملايين ريال) وعلى التخلص من جميع الاستثمارات والنشاطات المتعثرة مما يعني تصغير حجم النشاط إلى الحد الذي يتيح للشركة تحقيق أرباح مستمرة وهذا هو المهم، وهي بالتأكيد خطة حكيمة تعاملت مع الواقع كما يجب أن يكون.

في المقابل، نجد أن بقية الشركات المتعثرة عانت مشكلة شركة أنعام نفسها المتمثلة في تفاقم الخسائر ولأعوام طويلة إلا أن الاختلاف يكمن في خطط إعادة الهيكلة، حيث إنهم بدلا من التفكير في خفض رأس المال قام بعضهم برفع رأس المال والبعض الآخر أعلن عمليات اندماج والبعض الآخر استدعى بقية رأس المال وغيره من الخطط والاستراتيجيات. إلا أن النتيجة النهائية تبقى واحدة لدى جميع هذه الشركات وهي استمرار تفاقم الخسائر المحققة عاماً بعد عام، في حين يتم تخدير المساهمين المغلوب على أمرهم بالوعود والطموحات الزائفة !!! من الواضح أن هناك نوعا من المكابرة والعناد لدى هذه الشركات المتعثرة في قبول فكرة تخفيض رأس المال التي أصبحت تشكل الآن أحد أهم الحلول الجذرية لمشكلاتها المالية، وأعتقد أنه آن الأوان لأن تتخلى هذه الشركات عن عنادها المزمن الذي لم يحقق لها أي نتائج إيجابية (إن لم يكن فاقم خسائرها المالية كما هو الحال لدى كثير من هذه الشركات) وبالتالي لم يبق أمامها إلا طريق واحد فقط وهو الاستفادة من النموذج الناجح الذي قدمته لها شركة أنعام القابضة وبالمجان!!