الكلام المُعاد فى تقرير كتاب بيج

10/09/2009 2
خالد أبو شادي

لم ننتظر ولن ننتظر ان يأتى تقرير كتاب بيج بجديد للاسواق، فما فيه ليس الا ترديد لبيانات سابقه، وربما تضارب مع بعضها. ويصدر هذا التقرير من البنك الفيدرالى الامريكى بمعدل ثمانيه مرات سنويا ،وتحديدا بعد اجتماع الفيدرالى الامريكي بأسبوعين ، ويتم استقاء الاحصائيات والبيانات المرفقه به من اثنتى عشره منطقه اقليميه "اى مقاطعه فيدراليه" بالولايات المتحده الامريكيه وتحديدا من بنوك ذات تبعيه للفيدرالى الامريكى.

دون مبالغات يحمل التقرير نفس النغمه التى تصدرها معظم البيانات الاقتصاديه الامريكيه ولا تضيف جديدا للمتابع للاحداث وهى صفه متأصله الى حد ما فى التقرير. اللافت للنظر ان التقرير يقول ان هناك ارتفاعا فى مبيعات التجزئه فى معظم القطاعات، الا انه يعود فيشير الى ان مخزونات بائعى التجزئه لاتزال ضعيفه نتيجه لضعف الطلب،ورغم ان مبيعات التجزئه ترتبط الى حد كبير بمدى تحرك مستويات الانفاق الشخصى وكذلك اسعار المستهلكين والتى ترتبط فى مجملها بالتضخم ومعدلات البطاله،رغم كل هذه الحلقه المترابطه الا ان معدلات البطاله تظل هى الاقوى تأثيرا والتى لاتزال مرتفعه.

 وفى التقرير سنجد كلاما مكرورا عن مبيعات المنازال ذلك القطاع الهام ،والمعونات والتسهيلات التى قدمتها الحكومه لتحريك الراكد فى مخزونات المنازل التى جمدت استثمارات ضخمه،بفعل "الشره البشرى" تجاه توليد النقود عن طريق اثقال كاهل المنازل بسندات ومشتقات وتأمينات جشعه، والتى ادت فى النهايه الى منازل مثقله بالديون ولم يقدرها اصحابها على دفعها .

ان عمليات الضخ المالى الكثيف التى اتبعتها اداره اوباما متمثله فى بن برنانكى لاتزال قويه وآثارها حاضره وربما يعيب البعض على اوباما ثقته فى بن برنانكى عندما ابقاه على رأس الفيدرالى الامريكى الا ان خطه الرجل ما تزال ناجحه حتى -الان- ، لكننا لم نر الاثار الفعليه على ارض الواقع ،فاغلب الاموال المُحصله من شراء السندات والاصول اين ذهبت؟؟؟ اذا ذهب جزء منها لتنشيط حركه الاقتصاد ،فان اجزاء لم تضل طريقها الى وول ستريت لتصنع لنا تضخما داخل اسواق المال لايوازيه تضخم على ارض الواقع ، لان قياسات التضخم فى الاسعار حاليا مازالت متدنيه ولا تُعبر عن حِراك فى الاقتصاد الحقيقى ، وتعبير ان "مستويات التضخم لاتزال مقبوله" التى درج الفيدرالى الامريكى والمركزى الاوروبى على ترديدها ليست الا دعايه لحفظ ماء وجه الادارات السياسيه امام شعوبها، فلا يعقل اننا على مشارف نمو اقتصادى ولا نجد تضخما بالتوازى مع ذلك، ان كلا الامرين مشكوك فيهما تماما.

الاسواق فى احتياج الى تقارير تحمل جديدا يكون ملموسا على ارض الواقع ، لانه لا يمكن ان يستمر الحال على هذا المنوال، فبعد كتب بيج وكلامه المُعاد، اعتقد اننا تحتاج الى كتاب" الشفافيه" والذى نفتقده بشده، بعدما مللنا التكرار واسطوانته المشروخه . دمتم بخير