يعتبر قطاع الصناعات البتروكيماوية بوجه عام من القطاعات الحيوية والاستراتيجية الهامة بالاقتصاد السعودي فهو ذو تأثير جوهري وهام على مستوى الناتج المحلي فصادرات هذا القطاع تحتل المرتبة الثانية بعد الصادرات النفطية للملكة خلال السنوات الماضية، أما فيما يخص شركات هذا القطاع المدرجة تحديداً فتبرز أهميتها من حيث التأثير النسبي الكبير لحجمها بالسوق سواء كان ذلك من حيث حجم رأس المال المصدر الذي يعادل 22% من السوق أو سواء كان ذلك للقيمة السوقية القابلة للتداول والتي تعادل 25% من القيمة السوقية للسوق أو حتى من حيث الربحية المحققة مقارنة بربحية السوق والتي تعتبر ذات حساسية عالية تبعاً للتغير في أسعار منتجات الشركات المكونة لهذا القطاع بالسوق العالمية.
ووفقاً لما سق فقد حققت الشركات المدرجة بهذا القطاع أرباح تبلغ حوالي 7.225 مليون ريال خلال الربع الثاني من هذا العام مقابل حوالي 10.703 مليون ريال للربع المماثل من العام المضي وذلك بنسبة نمو سلبي تبلغ 32%. كما أنها حققت أرباح تبلغ حوالي 17.032 مليون ريال خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة بحوالي 21.805 مليون ريال خلال نفس الفترة من العام الماضي أي بنسبة نمو سلبي تبلغ 22%. كما أنها حققت نمو سلبي يبلغ 26% مقارنة بالربع الأول من هذا العام والتي كانت عند حوالي 9.808 مليون ريال والرسم البياني التالي يوضح التطور التاريخي لربحية الشركات المدرجة بهذا القطاع
وبعد هذه المقدمة البسيطة دعونا نستعرض أهم ملامح قائمة الدخل للشركات المدرجة بهذا القطاع خلال الربع الثاني من عام 2012 والتي يوضحها الجدول التالي رقم ( 1 ) :
نلاحظ من الجدول السابق أن شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة بالسوق المالية السعودية قد حققت مبيعات تبلغ حوالي 75 بليون ريال خلال الربع الثاني من عام 2012م وقد بلغت تكلفة هذه المبيعات حوالي 58 بليون ريال مما يعني أن هامش الدخل المحقق يبلغ حوالي 17 بليون ريال وهو ما يعني أن هامش الدخل المجمع لها يبلغ 23% من حجم مبيعاتها. كما أنها حققت أرباح تشغيلية تبلغ حوالي 12 بليون ريال وهو ما يعادل 16% من حجم مبيعاتها. وبعد أن نأخذ المصاريف والإيرادات الغير تشغيلية ومخصص الزكاة والضرائب وحقوق الأقلية المحمل على الربع نجد أنها استطاعت تحقيق صافي ربح يبلغ حوالي 7.225 مليون ريال وهو ما يعادل 10% من حجم مبيعاتها.
وحتى نحقق الاستفادة القصوى من المعلومات المدرجة بالجدول السابق رقم ( 1 ) دعونا نستعرضه بطريقة أخرى كي يتسنَ لنا معرفة أداء شركات هذا القطاع بعمق أكبر من خلال الجدول التالي رقم ( 2 ).
والآن يمكن استخلاص النتائج التالية من الجدول رقم ( 2 ) :
أن تكلفة المبيعات تعادل 77% من حجم مبيعات شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة وأن سافكو قدحققت أدنى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 33% من حجم المبيعات بينما نجد أن بترو رابغ قد حققت أعلى معدل تكلفة لمبيعاتها عند 99% من حجم المبيعات ولهذا انعكاس مباشرة على هامش الدخل حيث حققت الشركات هامش دخل يبلغ 23% من حجم المبيعات وقد احتلت سافكو أعلى معدل هامش دخل عند 73% من حجم مبيعاتها بينما حققت بترو رابغ هامش دخل عند 1% من حجم مبيعاتها.
أن الدخل التشغيلي يعادل 16% من حجم مبيعات شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة وأن سافكو قدحققت أعلى معدل دخل تشغيلي عند 65% من حجم المبيعات بينما نجد أن المجموعة قد حققت أدنى معدل دخل تشغيلي عند 7% من حجم المبيعات بينما حققت كل من نما والصحراء وكيان وبترو رابغ هامش دخل سلبي كما يوضح الجدول.
أن صافي الدخل يعادل 10% من حجم مبيعات شركات قطاع الصناعات البروكيماوية المدرجة وأن سافكو قدحققت أعلى معدل صافي دخل عند 70% من حجم المبيعات بينما نجد أن اللجين قد حققت أدنى معدل صافي دخل عند 3% من حجم المبيعات بينما حققت كل من نما وكيان وبترو رابغ هامش دخل سلبي كما يوضح الجدول.
أن متوسط ربح السهم الصافي للربع الثاني يبلغ 0.83 ريال بشركات قطاع الصناعات البتروكيماوية المدرجة وأن شركة سافكو قد حققت أعلى ربح للسهم الواحد عند 3,14ريال لكل سهم من أسهم الشركة بينما نجد أن الصحراء قد حققت أدنى ربح للسهم الواحد عند 0,12 ريال لكل سهم من أسهم الشركة في حين أن كل من بترويكم و نما وكيان وبترو رابغ قد حققت صافي خسارة للسهم الواحد كما يوضح الجدول.
أن العائد على حقوق المساهمين أول الربع للربع الثاني يبلغ 3% بشركات قطاع الصناعات البتروكيماوية المدرجة وأن شركة سافكو قد حققت أعلى عائد على حقوق المساهمين أول الربع عند 10% بينما نجد أن شركة بترو رابع قد حققت أدنى عائد على حقوق المساهمين أول الربع عند 1% في حين أن كل من بترويكم و نما وكيان وبترو رابغ قد حققت حققت عائد سلبي على حقوق المساهمين أول الربع.
أن متوسط القيمة الدفترية للسهم الواحد بنهاية الربع الثاني تبلغ 24,49 ريال على مستوى قطاع الصناعات البتروكيماوية وأن السهم الواحد لشركة سابك الأعلى في شركات القطاع من حيث القيمة الدفترية عند 47,20 ريال بينما نجد أن السهم الواحد لشركة اللجين الأدنى في القطاع من حيث القيمة الدفترية عند 8,47 ريال.
ولكي تكون هناك فائدة أكثر من هذا التقرير دعونا نستعرض بيانات النصف الأول من هذا العام من خلال الجدول رقم ( 3 ، 4 ) والذي اترك لكم الاستنتاج وقرائة تفاصيلهما.
وخلاصة القول .... يعتبر هذا القطاع من القطاعت الاستراتيجية وهذا يحتم علينا كصغار متعاملين مراقبة الظروف المواتية والغير مواتية لهذا القطاع كي نتمكن من تمييز الفرص السانحة بإنتقائية أكثر والبحث عن شركات القطاع التي تحقق نسب إجمالي ربحية إيجابية وعالية ونسب دخل تشغيلي إيجابية وعالية ونسب صافي أرباح إيجابية وعالية وكذلك البحث عن المشاريع الجديدة التي سوف تحقق عوائد مجزية لربحية الشركات والتي حتماً ستنعكس على أسعار أسهمها عند تحسن عمليات التشغيل لنحقق أهدافنا الاستثمارية في تنمية مدخاراتنا المتواضعة ونحد من تعرضنا لمخاطر تقلبات السوق.
إخلاء المسؤولية …. أود لفت الانتباه بأن هذا التحليل يعتبر تثقيفي وتوعوي فقط لا غير ولا يعتد به كتوصية تعامل في أي ورقة مالية أو اتخاذ أي قرار استثماري. كما يعتبر أي تعامل في أي ورقة مالية يتخذه القارئ بناءاً على هذا التحليل سواء كان كلياً أو جزئياً هو مسؤوليته الكاملة وحده فليس الهدف من هذا التحليل أن يستخدم أو يعتبر مشورة أو خيار أو أي إجراء آخر يمكن أن يتحقق مستقبلا. لذلك فأنا أنصح بالرجوع إلى مستشار استثماري مؤهل قبل الاستثمار في أي ورقة مالية. كما أن شركات القطاع التي وردت بهذا التحليل بناء على دراسة نتائجها المالية الأولية للربع الثاني من عام 2012م تدخل ضمن إطار إخلاء المسؤولية.
أستاذ / سلمان الهواوي ... مجهود رائع وقيم تشكر عليه
أخي الكريم Financial Advisor شكراً على مرورك الكريم ووقتك الثمين للإطلاع على التحليل وشكراً على هذه الكلمات الطيبة التي تثلج الصدر …. ودمت بود
جزاك الله خير هناك شركات بين التفاصيل تستحق الاقتناء وبقوة.
تقرير رائع محتوى وتقديم أخي سلمان. أثابك الله. سؤال برئ أو اكثر عن كيان: هل اهلاك/استهلاك فوق ٢٠٪ معقول، أو أنه متحفظ وبشدة؟ ماهي الحكاية؟ وكيف تضع الشركة ٢٪ زكاة وصافي ارباحها بالسالب (خسرانة)؟ وشكراً على مشاركاتك وايضاحاتك المبسطة والواضحة أخي العزيز سلمان.
أخي الكريم ابو نادر شكراً على مرورك الكريم ووقتك الثمين للإطلاع على التحليل .... نعم اتفق مع ما تفضلت به .... وهذا ما يحتم علينا الانتقائية عندما نستثمر …. ومرة أخرى شكراً على مرورك الكريم وإثراء التحليل
أخي الكريم المستسمر شكراً على مرورك الكريم وإثراء التحليل يهذا السؤال الرائع .... بالحقيقة وفقاً لحجم المبيعات وعند حجم أصول عاملة بكيان تبلغ حوالي 35 بليون بنهاية الربع الثاني نعم مقبول وهذا يعني أنه تقريباً ومع دخول المشاريع تحت التنفيذ إلى الإنتاج سترتفع الأصول إلى حدود 40 بليون ريال مما سيؤدي إلى رفع الاستهلاك السنوي لكيان إلى حدود 2 بليون ريال عند انتظام الإنتاج ... علماً بأن هذه النسبة مرشحة وبقوة إلى الانخفاض ( كنسبة ) عند ارتفاع حجم المبيعات المتوقع إضافة إلى أن تولد تدفقات نقدية تشغيلية إيجابية بكيان خلال النصف الأول يعني أن استبعاد اثر الاستهلاك سيؤدي إلى تحقيق ربح تشغيلي رائع خاصة أن الاستهلاك يعتبر توزيع لتكلفة الأصول على فترات عمرها الإنتاجي .... هذا من ناحية .... أما من حيث الزكاة ... فالزكاة لها مقاييس أخرى تختلف عن مقاييس الربح والخسارة والتي من أهمها وعاء الزكاة أي أن الربح المحاسبي يعدل بالمخصصات المكونة ومن ثم يتم احتساب الزكاة وفقاً للربح المعدل ..... وبشكل عام شخصياً أميل إلى معادلة الزكاة وفقاً لرأس المال العامل أي أنه في حال كان رأس المال العامل رقم موجب نرفع مخصص الزكاة والعكس بالعكس وهذا يتناسب مع الربح المعدل وفقاً للأساس الزكوي .... وخلاصة القول .... نعم قد تجد شركة تعلن عن خسائر وتجد ضمن قائمة الدخل مصروف زكاة وهذا امر طبيعي خاصة إذا كان الربح المعدل وفقاً لأساس الزكوي أكبر من الربح المحاسبي كما هو الحال بكيان .... فالربح المحاسبي خلال الستة أشهر عبارة عن خسائر بحوالي 400 مليون وإذا تم تعديلة باسترجاع المخصصات المكونة مثل مصروف الاستهلاك سيتحول إلى ربح بحدود 538 مليون ريال وهذا سبب وجود مصروف للزكاة في قائمة الدخل لها ..... ومرة أخرى شكراً على مرورك الكريم وإثراء التحليل بهذا السؤال البرئ الرائع .... ودمت بود
شكرا اخونا سلمان، هناك ملاحظة على سابك: نشاط سابك في البتروكيماويات والاسمدة والمعادن والمشاريع الخارجية. حصة الأسد من البتروكيماويات ثم الاسمدة. والمعادن اقل بكثير. اذا افترضنا ان هامش سابك في البتروكيماويات مثل ينساب والاسمدة مثل سافكو. فالهامش الاجمالي محصور بين هامش ينساب وهامش سافكو. الحقيقة ان هامش سابك اصغر من هامش ينساب رغم دخول الاسمدة. هذا يدل على أن المشاريع البتروكيماوية خارج المملكة كانت أقل نجاحا من نظيراتها داخل المملكة، وقد يكون إثمها أكبر من نفعها.
شكرا مرة أخرى للاستاذ سلمان وللمستسمر على السؤال الوجيه والرد.
أخي اكريم المعتصم بالله شكراً على مرورك الكريم وإثراء التحليل بهذه الملاحظة الرائعة .... نعم اتفق معك إلى حداً ما بما تفضلت وأشرت إليه .... لكن انخفاض هامش الربح بسابك يعزى بشكل أساس إلى أن كل من ينساب وسافكو شركات ذات قوائم مالية مستقلة بينما سابك ذات قوائم مالية موحدة .... وهناك عمليات تستبعد مابين شركات المجموعة ولها تأثير مباشر على مؤشرات الأداء بالقوائم المالية الموحدة للمجموعة ككل كما هو الحال في القوائم المالية الموحدة لسابك كمجموعة .... ومرة أخرى شكراً على هذه الملاحظة الرائحة .... ودمت بود