التقطير المعلوماتي

29/08/2024 2
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

يعرف عدم تكافؤ المعلومات بين المدير والموظف بنظرية العلاقة بسبب تحفظ الموظف على نوع وجودة وكمية المعلومات التي يشارك فيها مديره ويوفرها له عند الحاجة لصناعة القرار الخاص بالعمل. حقيقة التفاوت في المعلومة يسبب مشاكل عديدة منها ضعف القرار وتأخره ونسبة المخاطرة ما يؤثر في نتائج الشركات من حيث الأداء والأرباح والنمو والجودة، بل يسبب علاقةً غير طيبة بين المدير والموظف وربما تمتد هذه العلاقة إلى بقية الموظفين ما يسبب مشاكل أخرى تنتشر بينهم مثل الفيروس، نحاول البحث عن سبب التفاوت المعلوماتي بين الموظف والمدير للتخلص من هذه المشكلة المؤثرة في الشركات، خاصة شركات القطاع الخاص.

كشفت بعض الدراسات في مجال سلوكيات الأعمال أن خوف الموظف من الاستغناء عنه بعد توفر المعلومات لمديره تجعله يقطر المعلومات عليه تقطيراً ليحتاجه دائماً لتوفيرها، لكن توفير المعلومات، كماً ونوعاً يعني للموظف مخاطرة منافسة موظف آخر له في علاقته مع المدير أو على الوظيفة التي يرغب في البقاء فيها إلى ما شاء الله وحسب ما استثمره فيها من وقت وجهد وعلاقات أخرى لتكوينها واستثمارها لمصلحته. لعدم ثقة الموظف في نفسه ومديره وبقية من معه من الموظفين في الشركة تجعله يخفي المعلومات الكافية عن مديره وبقية الموظفين لأنه يخاف على وظيفته سواء من الاحلال أو الفصل من العمل، ربما يساهم المدير في خلق هذه الحالة من عدم الثقة وعدم الاستقرار النفسي للموظف من خلال التهديد المباشر وغير المباشر للموظف.

قد لا يعلم المدير بأن الموظف يخفي المعلومات كلها أو بعضها عنه، هذه مشكلة كبيرة، لكن عدم توفيرها في الوقت المناسب وبالكمية والنوعية المناسبتين مؤشر على وجود المشكلة ما يتطلب لفت انتباه المدير لمعالجتها، تزداد المشكلة في التعقيد عندما تكون بين المدير ومجموعة من الموظفين الذين يشتركون في نفس الغاية، ينتج عن نظرية الوكالة تكلفة على الشركة والأطراف التي تتأثر منها ما يجعل التكلفة عالية على الشركة وسلبية على نتائجها وربما تدخلها في سلوكيات لا تساعدها على الاستمرارية والاستدامة في سوق الاعمال، وتطول النتائج السلبية للشركة بسبب تقطير المعلومات المساهمين إذا كانت مدرجة في السوق المالية.

وعامة نظرية الوكالة اختلاف معلوماتي بين المدير والموظف، حيث تؤثر على الشركة في الأداء والنتائج والمنهجية المعلوماتية ما يؤثر في اتخاذ القرار وجودته وما يتعلق به من نوع ونسبة المخاطرة. ولتفادي تفاوت المعلومات بين المدير والوظف فإن الشفافية والمصداقية بين الطرفين ضرورة لبناء علاقة مهنية، تقع مسئولية تفاوت المعلومات التي تعرف بنظرية الوكالة إلى حد كبير على المدير من حيث كشفها والتعامل مع الموظف لتزويده بالمعلومات العالية الجودة والكافية لاتخاذ القرار، ناهيك عن معرفة ما يجري حوله من أمور ذات علاقة بالشركة.

 

 

 

 

نقلا عن اليوم