«ورْطات» السوق المالية.. من المسؤول؟!

08/09/2012 5
عبد الحميد العمري

اعتمدتْ هيئة السوق المالية على (وعي) المجتمع الاستثماري من الأفراد، وحمّلتهم المسؤولية كاملة بنسبة %100 في تقييمهم لجدوى الاكتتابات ومدى الإقبال عليها من عدمه، في الوقت ذاته أخلتْ نفسها من المسؤولية كاملة بنسبة %100 من أي معلومات تضمّنتها نشرات الاكتتاب لأي شركة يُزمع طرحها. في الوقت ذاته، تُلقي هيئة السوق المالية (حسب تصريحات مسؤوليها) حال انخفاض السوق بنسبٍ حادّة بالمسؤولية الكاملة على نفس المجتمع الاستثماري (أكثر من %90 أفراد)، وأنَّ نقص خبرتهم ودرايتهم المالية والاستثمارية، وعدم إدراكهم اللازم للمخاطر المرتبطة بالاستثمار في السوق، كان السبب الرئيس وراء ما تعرّضت له السوق المالية من تذبذباتٍ حادّة!

حسناً؛ أمام هذه الرؤية (الزئبقية) المستعصي على أي امرء كائن من كان أن يجد لها حدوداً أو مدخلاً لفهمها، ماذا حدث للسوق المالية في إطار هذه الرؤية؟! حدث أن تشكّل (ثقبٌ أسود) ظل يتسّع مداه ويتعمّق مع مرور الزمن، لدرجةٍ أدخل مجتمعاً استثمارياً يتجاوز عدده الأربعة ملايين مستثمر في أنفاقٍ كان أغلبها حالك الظلام. من تلك الأنفاق المظلمة 78 شركة تم إدراجها من بعد فبراير 2006م إلى الوقت الراهن (33 شركة عاملة اقترن طرحها بعلاوة إصدار، 45 شركة تحت التأسيس طُرحت بالقيمة الاسمية للسهم عشرة ريالات)، لتُشكّل أسهمها المدرجة مجتمعة نحو %43.5 من إجمالي الأسهم المدرجة للشركات بأكملها في السوق، ونحو %21.8 من إجمالي القيمة السوقية، فيما لم تتجاوز أرباحها السنوية أكثر من %5.9 من إجمالي الأرباح السوق بأكملها( 5.8 مليار ريال)، أي ما يقارب صافي أرباح موبايلي لوحدها التي طُرحت في أكتوبر 2004م.

هل أفادَ السوق المالية لاحقاً المسؤولية الكاملة للمستثمرين عند الإدراج وعدمها بالنسبة لهيئة السوق المالية؟ هل أفادَ السوق أن تعليق التداول تركّز على الـ 78 شركة المدرجة من بعد انهيار فبراير 2006م؟ هل أفادَ السوق أن بعضها أُعيد الاكتتاب فيه عبر زيادة رأس المال بسبب الخسائر الرأسمالية الهائلة؟ سأكمل في الغد لمعرفة ذلك..