دلوني على السوق!

06/09/2012 15
عبدالله الجعيثن

هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة تاركين أموالهم ومنازلهم أكثرهم لا يملك إلا ثيابه!

وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فأضاف كل أنصاري رجلاً من إخوانه المهاجرين، وآثره على نفسه في صورة مشرقة نادرة تفخر بها أسفار التاريخ..

* وكان من بين المهاجرين عبدالرحمن بن عوف، آخى الرسول بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي - رضي الله عنهما - وكان لسعد زوجتان، فقال: يا أخي: إن شئت طلقت إحدى زوجتي فتزوجها بعد أن تحل، وإن شئت وهبتك نصف مالي!

قال سعد: بارك الله لك في زوجك ومالك، ولكن دلني على السوق!

وكان مع سعد بضع دريهمات جاء بها من مكة المكرمة، فلزم السوق يبيع ويشتري بجد وكد وصدق وإخلاص فلم تمض شهور حتى صار معه مال، ولم تمض سنوات حتى صار معه ثروة، ثم صار أكثر الصحابة ثراء، ومن أكثرهم صدقة وعطاء!

* وحين سئل عن سر ثرائه قال:

- ما رددت ربحاً قط!

فهو سريع البيع (تدوير رأس المال) يقنع بالربح اليسير فيبيع أكثر من غيره بأضعاف و(القليل في الكثير.. كثير).

* إن العبرة من تلك الحادثة التاريخية الموثقة هي أن التجارة مباركة بشرط العزيمة والمثابرة والقناعة بالربح اليسير فإن الله يطرح فيه البركة، ويحبب صاحبه للناس، ويجعل سمعته معطرة، ورأس مال التاجر سمعته -.

* إن الطماعين، والذين يريدون الربح السهل السريع، قلّما يفلحون أو ينجحون، فقد أجمع الحكماء في القديم والحديث، في الشرق والغرب أنه لا نجاح بدون مثابرة وصبر.