تحدثت في المقال السابق عن إعلان شركة الاستثمارات الوطنية قيام تحالف بقيادة شركة الخير الوطنية التابعة لمجموعة الخرافي لبيع حصة 46 % من مجموعة زين بسعر 2 دينار للسهم، واليوم سأتحدث عن بعض الجهات التي يتوقع أن تستفيد والجهات المتوقع ضررها من هذه الصفقة التاريخية.
قبل الحديث عن الجهات المستفيدة من هذه الصفقة يجب الإشارة إلى أن مجموعة زين قامت خلال الربع الثالث 2008 بزيادة رأسمالها بنسبة 75 % في أكبر طرح أولوية بتاريخ المنطقة من خلال إصدار نحو 1420 مليون سهم بقيمة 850 فلس منها 750 فلس كعلاوة إصدار.
وبالعودة إلى الجهات المستفيدة من هذه الصفقة نجد أن من أكبر المستفيدين من هذه الصفقة هي مجموعة الخرافي أكبر المستثمرين في السوق الكويتي، والتي ستحصل على أكثر من 1700 مليون دينار (تقدر ملكية الشركة بنحو 20 % حسب تقديرات عدد من المراقبين) في حال إتمام الصفقة. ويأتي بعدها شركة الاستثمارات الوطنية والتي تقوم بإدارة محفظة العملاء البائعين ويتوقع أن تحصل الشركة على 88.5 مليون دينار كعمولة وأتعاب من هذه الصفقة كما قدرتها بعض المصادر الصحفية، إضافة إلى تملكها وإدارتها لصناديق ومحافظ استثمارية تمتلك حصص في مجموعة زين.
ويلاحظ من الرسم البياني للسهم الموجة الصاعدة التي شكلها السهم في فترة وجيزة ليصعد بأكثر من 200 % من قيمته مقارنة مع أدنى سعر له في أخر 6 أشهر عند 238 فلس المسجل في يوليو الماضي، ويبدو أن هذه الصفقة ستساهم في تعويض الخسائر التي سجلتها شركة الاستثمارات الوطنية بعد تأثرها بالأزمة الاقتصادية العالمية.
أيضا يضاف إلى الشركات المستفيدة من هذه الصفقة عدد من البنوك الكويتية المدرجة بالسوق وخصوصاً كل من بنك الكويت الوطني وبنك الخليج والبنك التجاري الكويتي، وتأتي استفادة هذه البنوك من خلال تخفيف الضغط عن المحفظة الائتمانية للبنوك، إضافة إلى تأثير هذه الصفقة الايجابي على احتياطيات البنوك علماً أن جزء من أسهم شركة زين مرهونة لدى بعض المصارف مقابل تسهيلات مقدمة لعملاء هذه المصارف.
ومن شأن هذه الصفقة الضخمة التي ستأتي من الخارج أن تحرك الدورة الاقتصادية في الكويت الأمر الذي سيعود بالنفع على سوق الأوراق المالية في المستقبل القريب وذلك من خلال إعادة توجيه الأموال المتحصل عليها من هذه الصفقة في قطاعات ومجالات مختلفة من ضمنها سوق الكويت للأوراق المالية.
أخيراً... قامت مجموعة زين خلال الفترة الماضية مع التراجع الحاد في أسعار سهم الشركة بإعادة شراء أسهمها من خلال استحواذها على 425.7 مليون سهم ما يعادل 10 % من رأسمالها بقيمة إجمالية تتجاوز 567.8 مليون دينار. لاشك أن الشركة أو الجهة التي ستشتري مجموعة زين ستستفيد من هذه الأسهم وذلك من خلال تعظيم بند حقوق المساهمين في حال ارتفعت قيمة هذه الأسهم عن سعر تكلفتها، إضافة إلى أنها ستفرض سيطرتها على المجموعة مع انخفاض الكمية المتاحة للتداول.